هالة فهمي تكتب: منذ سنوات خلت !!
كتبت مقال قبل ثورة يناير بقليل في جريدتي الحبيبة "المساء" وكان بعنوان (وزارة الثقافة زائدة دودية !!) .. وتشبيهها بذلك ليس تقليلا من شأنها .. فالزائدة الدودية خلقها الله والله لا يخلق أي شيئ ليس له فائدة ..لكن هناك أجزاء من الجسد رغم أهميتها ودورها إلا أنها إذا أزيلت يستطيع الجسد أن يحيا بدونها كالوزتين والزائدة .. رغم أهميتهما إلا أن غيابهما لا يضر الجسم فمثلا تلعب الزائدة دورا مناعيا مهما فهي مخزن للبكتريا النافعة في الأمعاء فعند الإصابة بأمراض معوية تقوم البكتريا النافعة بدورها لتعيد التوازن للجهاز الهضمي .. كما أن بها النسيج الليمفاوي الذي يساعد على مكافحة العدوى .. إذن هى ك ملاذ آمن للجسد حال سلامتها وصحتها .. وعلى الرغم من تلك الفوائد إلا أن الجسد يستطيع أن يستغنى عنها ويعيش بشكل طبيعي خاصة إذا أصيبت بالإلتهاب المزمن وتم استئصالها جراحيا . كذلك وزارة الثقافة التي تقلص دورها منذ سنوات طوال وأصبحت روتينية الآداء .. فأصبح الآداء المنتظر لا يزيد عن دور بعض المؤسسات الأهلية .. بل أن هناك بعض المؤسسات دورها أكبر وأهم من الوزارة الأن .
لذا أصبح من الضروري مناقشة دورها بشكل واع .. والسؤال الملح : هل نحتاج الأن لوزارة ثقافة بعد هذا الفشل الذي غلب على السياسات الثقافية وعدم جدواها بالنسبة للمثقفين أو الفنانين تشكيلين وغيرهم ؟!
قد آن الآوان أن تستغل ميزانية تلك الوزارة في دعم وزارات أخرى تحتاج للمال مثل وزارة التعليم مثلا أو تطوير يعود على المجتمع بفائدة مباشرة .. ونكتفي بالدور الذي يؤديه المجلس الأعلى وهيئة قصور الثقافة .. هيئة الكتاب والقطاعات التي لا تحتاج لكيان وزاري وحقيبة وزارية .. لا تقدم للمواطن المصري ما يحتاجه ولا ما وجدت لأجله هذه الوزارة.. فالجهل يتفشى كمرض الكوليرا في العقول رغم وجود الوزارة التي لم يعد لها سيطرة على المجتمع الذي تموج فيه تيارات كفيلة بتجهيله وتطرفه .. بل أصبح عجزها عن السيطرة على بقاء دورنا الثقافي الذي خلقه وأسسه أجيال من المفكرين المصريين بفكرهم ووعيهم لعقود وسنوات تربى عليها عالمنا العربي وعنهم نشأت ثقافتنا العربية القوية المتحدية .
أما اليوم أصبحت الحقيبة الوزارية لا تشتمل على مشروع ثقافي أو تطوير لما هو موجود وكأن الوزير وهيئة مكتبه كل دورهم التصديق على ما وضعته المؤسسات التابعة فقط .. أو إفتتاح مهرجان أو مؤتمرات .
اقرأ أيضاً
قلبي كان يطير فخراً.. أول تعليق من أحمد أبو زهرة عن مشاركة ابنتيه بحفل المتحف الكبير
السيدة انتصار السيسي: مصر تجسد عظمة المرأة في افتتاح المتحف المصري الكبير
الملكة رانيا تتألق في افتتاح المتحف المصري الكبير.. أيقونة الأناقة وجمال المرأة العربية
بعد تصدرها الترند.. من هي حنين الشاطر بعد تألقها بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير
من هي شيرين طارق التي خطفت قلوب المصريين في افتتاح المتحف المصري الكبير
شريهان تتألق في افتتاح المتحف المصري الكبير بإطلالة تجمع بين الأناقة والفخامة
مرمر حليم.. المصممة التي أبهرت الجميع بإطلالتها الساحرة للسيدة انتصار السيسي
الغيطي يشيد بعزف عازفي الكمان العالميتين أميرة ومريم أبو زهرة
السوبرانو شيرين أحمد طارق تتألق في افتتاح المتحف المصري الكبير.. فمن هي؟
بث مباشر لافتتاح المتحف المصري الكبير: حدث تاريخي يترقبه العالم
عملات وطوابع تذكارية تجسد عراقة المتحف المصري الكبير
تيك توك تبث حفل افتتاح المتحف المصري الكبير عالميًا
والدليل أنها لم تعد تبتكر وأمامنا الدليل مازال نابضا بالفرحة من أفكار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني .. فجميعنا تابعنا فكرته ..المتحف المصري الكبير .. فكرة وزير وعمل جماعي عظيم برعاية الدولة وضع أخر حجر فيه الرئيس السيسي لننير للعالم أكبر وأهم صرح عالمي .
وقد سعدنا بأن تكون كلمة فاروق حسني الوزير الأسبق في مقدمة الكلمات التي قيلت يوم الإفتتاح .. تقديرا من الدولة وراعيها الرسمي لدور الفكرة واحتراما للإبتكار.
بل لم يخلوا عقل الوزير الأسبق من محبته لوطنه فقدم فكرته لتطوير متحف التحرير .
نحن لا نعتب على الوزير الحالي ولا من سبقوه فجميعهم أصدقاء ولهم مكانتهم العلمية والفنية والأدبية ..
ولكننا نفكر بطريقة تتناسب مع الجمهورية الجديدة التي أوضح سيادة الرئيس أن العمل والإبتكار هما الأهم لتلك المرحلة الراهنة . فلا للمسكنات ولا للمهدئات ولا لتمرير فترة تولي الوزارة بين صراخ المثقف وتجاهل الوزارة .. وكل شيئ يبقى على ماهو عليه !!
ومادامت الأمور تسير ببعض الهيئات الثقافية .. فلماذا لا تدمج وزارة الثقافة مثلا مع وزارة التعليم أو التعليم العالي وتصبح الميزانية كبيرة تطور التعليم والثقافة معا فكلاهما ستحلق بهما الدولة للنهوض والتقدم والريادة مرة أخرى .
مجرد إقتراح .. ودمج الوزارات من الأفكار المعمول بها في دول كثيرة أثبتت نجاح تجربتها .
أما أن يكون المنصب تشريفا لا تكليفا فأعتقد أن دولتنا التي تنهض تحتاج منا أن نفكر فيها بشكل آخر .
الثقافة تمنع عن المجتمع الجهل الذي تفشى من خلال الدعاية للمنجمين والسحارين في التلفزيون والمجلات وغيرهما .. ولا ننسى تفشي دراما تحرض على هدم الأسرة والمجتمع ..
السيطرة على أماكن دعم التنمية الثقافية ببعض من لا يقدرون أهميتها . أننا بحاجة ماسة لتقدير الدور الثقافي الذي لا يقتصر على مناقشة ديوان أو كتاب فالتنمية الثقافية مشروع قومي كبير وضياع الثقافة تأثيره أكبر مما تفعله الحروب .
أنني وبعد أكثر من خمسة عشر عاما أعيد الكرة وأطالب بالتفكير أو التطوير الحقيقي .









