المطالبة بحق راضية يشتعل من جديد !!
رفعت المخرجة والكاتبة سارة عبد العزيز هاشتاج حق راضية لتعيد فتح ملف والدتها الكاتبة راضية أحمد ومعه كرامة الكاتب وحقه في العلاج دون محاولات مرهقة ليحصل الكاتب والمفكر على جزء من حقه.
حق_راضية، هو إعادة لفتح واحد من أكثر الملفات إيلامًا في الوسط الثقافي، واستدعاء اسم الأديبة الكبيرة الراحلة راضية أحمد إلى الذاكرة العامة، لا بوصفها حالة إنسانية عابرة، بل رمزًا لمعركة كرامة الكاتب في مواجهة الإهمال الطبي والمؤسسي.
التحرك الجديد لا يقتصر على هاشتاج، بل امتداد لمشروع متكامل تعمل عليه سارة عبد العزيز منذ سنوات ، يشمل برنامجًا يحمل اسم راضية أحمد بعنوان (بيت راضية) ، وفيلمًا وثائقيًا طويلًا توثق فيه رحلة والديها أمام القهر والظلم، كلٌّ في مجاله، وعلى رأسها التجربة القاسية التي انتهت برحيل والدتها بعد إصابتها بجلطة في المخ وسط ظروف فاسدة غير ملائمة من الإهمال بدأ بتسمم دم نقل لها في العناية المركزة ، وصولا لرحلة شاقة في البحث عن غرفة عناية مركزة في مستشفى يليق بحالتها وحتى وفاتها ضمن تفاصيل إهمال رهيبة موثقة.
الفيلم الوثائقي يرصد، بالشهادات والوقائع، ملابسات وفاة تؤكد وقوع الإهمال الطبي والمؤسسي الجسيم، ويضع هذه التجربة في سياقها الأوسع: سياق كاتبة كانت في طليعة من ناضلوا من أجل حق الكُتّاب في علاج كريم يحفظ كرامتهم، رافضة أن يتحول المرض إلى وسيلة إذلال أو استجداء. وفي هذا السياق، تؤكد سارة عبد العزيز ضرورة التفريق بين الوقائع المختلفة وعدم الخلط بين الحالات، خصوصًا مع تداول بعض المشاهد الإنسانية المتشابهة في الشكل والمختلفة جذريًا في السياق.
فحالة الأديبة الراحلة راضية أحمد انتهت في ظل عجز حقيقي عن توفير رعاية طبية لائقة، وصعوبات موثقة في الحصول على غرفة عناية مركزة لائقة ، وإهمال طبي ومؤسسي أدى إلى وفاتها.في المقابل، فإن حالات أخرى مثلا مع كامل التمنيات لهم بالشفاء — تحظى بعلاج مكثف وممتد، نبلغ تكلفته أموال طائلة من المال العام و مع ذلك تسعى لانتهاك مشهد أصيل مثل مشهد راضية احمد مدعية الإهمال ! وتشدد سارة على أن القضية ليست مقارنة بين آلام، ولا مزايدة على المرض، وإنما دفاع عن الحقيقة، ورفض لاستخدام مشاهد متشابهة بصريًا لإنتاج سرديات متطابقة تتجاهل الفوارق الواقعية والموثقة بشكل صارخ و صريح .
الكاتبة راضية أحمد ليست فقط صوت ادبي نثوي ريادي. بل أفنت سنواتها في العمل العام دفاعًا عن حقوق الكُتّاب وكرامتهم، رحلت في الظروف نفسها التي حذّرت منها طويلًا.
ومع هشتاج #حق_راضية، تؤكد أبنتها أن القضية لم تُغلق، وأن حلم والدتها بوجود منظومة علاج تحفظ كرامة الكاتب — بل وحلم إنشاء مستشفى للكتّاب — لا يزال حيًا، وانتقل من الذاكرة إلى الفعل.؛ الجدير بالذكر أن راضية احمد قدمت للمكتبة الادبية مجموعتها الاولى ( حلم دافىء) صدرت النصف الأول من التسعينات على نفقتها الشخصية عبر دار نشر خاصة حتى تبنت الهيئة العامة للكتاب اصدار مجموعاتها المتلاحقة بما فيهم طبعة ثانية لمجموعاتها الاولى و (فرح العوانس) 2006 و أرحام مسكونة بالاسى 2010 و صدر لها رواية باسم (رائحة البلح ) عن المجلس الأعلى للثقافة و اتسمت أعمالها لمناصرة المرأة خصوصا المهمشة سواء في الريف أو المدينة و تطرقت لقضايا حساسة و جريئة عبر كتباتها التي تركت صدى واسع و مؤثر.










