من العلاج إلى الوقاية، مبادرة محمود حسن تفتح الطريق لإعادة صياغة المنظومة الصحية في مصر


في خطوة جريئة تستهدف قلب المعادلة الصحية في مصر، أطلق الإعلامي محمود حسن مبادرة رائدة تهدف إلى تأسيس ثقافة الطب الوقائي باعتباره المدخل الحقيقي لتصحيح المسار الصحي في المجتمع المصري، وجاء الإعلان عن المبادرة من خلال المؤتمر والمعرض الدولي للطب الوقائي، والذي أقيم تحت رعاية السيدة إنتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، كرسالة واضحة بأن الدولة بدأت في تبني مقاربة جديدة لمواجهة التحديات الصحية المزمنة، من خلال الوقاية المبكرة لا الانتظار حتى وقوع الكارثة.
تحمل المبادرة شعارًا لافتًا "اذهب بنفسك للفحص... قبل أن يذهبوا بك للعلاج"، وهو شعار لا يدعو للتأمل فقط، بل يرسم خريطة طريق نحو نظام صحي أكثر عدالة وكفاءة، فماذا لو تحوّل هذا الشعار إلى واقع فعلي يُطبّق على الأرض، لا مجرد أمنيات أو أحاديث مناسبات؟.
في الواقع، تشخيص الأزمة الصحية في مصر يكشف عن خلل هيكلي واضح؛ فالثقافة السائدة تُعلي من شأن العلاج بعد تفاقم المرض، بينما لا تجد الوقاية موضعًا مؤثرًا في أولويات المواطنين أو في هياكل المؤسسات الطبية، وقد أدى هذا النهج العلاجي إلى انفجار في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانات، وهو ما تستنزف أمامه الموارد بلا جدوى حقيقية.
اقرأ أيضاً
مديرة ”الصحة العالمية” الإقليمية تختتم زيارة تاريخية للمغرب لتعزيز الوقاية من الأوبئة والسيادة الدوائية
حمو النيل.. مرض الصيف الشائع وطرق الوقاية الفعّالة
تحذير صحي.. ”متلازمة الأرز المقلي”.. مخاطر بقايا الطعام وكيفية الوقاية منها
أسرار صحة شعرك.. الأسباب الخفية لتساقطه وطرق الوقاية الفعّالة
تشقق الكعبين.. مشكلة شائعة وأسبابها وطرق علاجها والوقاية منها
الأمن في خدمة المواطن.. استجابة فورية لإنقاذ مسنة ونقلها لتلقي العلاج
تخفيف آلام التهاب المعدة بالعلاج الطبيعي.. وصفات فعّالة ونصائح يومية لتحسين الهضم
ارتفاع مقلق في حالات حصوات الكلى لدى الأطفال.. أسبابه وكيفية الوقاية
إنجاز طبي مصري..الحفاظ على خصوبة مريضات السرطان بتقنية جديدة في جامعة المنصورة
رحلة إبداعية تغلب فيها الفن على تحديات السرطان.. قصة آيفي إيب
تناول اللحوم الحمراء.. تأثيرها على صحة القلب ووسائل الوقاية
استراتيجيات فعّالة للمرأة في مكافحة سرطان الثدي
المبادرة تقترح انقلابًا جذريًا في المسار أن تكون مراكز الفحص والتحاليل هي القاطرة التي تقود العملية الصحية، لا مجرد محطات تكميلية بعد انهيار الجسد، وتدعو إلى إلزام المواطنين بإجراء فحوصات دورية، نصف سنوية أو سنوية، تُسجل في قاعدة بيانات رقمية موحدة ترتبط بخدمات الدولة، بحيث لا يُنجز أي إجراء إداري – مثل تجديد رخصة أو استخراج بطاقة – إلا بعد التأكد من إجراء الفحص الطبي.
هذه الرؤية لا تهدف إلى فرض عبء جديد على المواطن، بل على العكس، فإن نتائجها ستنعكس توفيرًا في نفقات العلاج واكتشافًا مبكرًا للأمراض الخطيرة، مما يسهل علاجها في بداياتها، ويحد من تفاقمها، كما تساهم في تخفيف العبء على ميزانية الدولة من حيث نفقات الأدوية والأجهزة والمستشفيات، فضلًا عن تقديم خريطة رقمية دقيقة للأمراض المنتشرة ومعدلات نموها، ما يتيح التخطيط الاستراتيجي الفعال.
كما تدعو المبادرة إلى تعاون مؤسسي شامل، يشمل وزارات الصحة والتخطيط والبيئة والتعليم والتعليم العالي، إلى جانب لجان الصحة والتشريع بالبرلمان، من أجل إصدار تشريع ملزم بإجراء الفحص الدوري للمواطنين.
أما على الجانب المهني، فإن مراكز الفحص والتحاليل الخاصة مطالبة بأداء دور وطني في هذه المبادرة، عبر تقديم خدمات الفحص بأسعار رمزية، ما يعيد لها مكانتها كأول خط دفاع في المنظومة الطبية، ويخفف من هيمنة العلاج على مشهد الصحة العامة.
واختتم الإعلامي محمود حسن طرحه بالتأكيد على أن الخطوة القادمة تتمثل في تنظيم مؤتمر طبي سنوي أو نصف سنوي تحت رعاية السيدة قرينة الرئيس، يصاحبه معرض متخصص لمراكز الفحص ومختبرات التحاليل، لترويج المبادرة وتوسيع مظلة الشراكة فيها، تمهيدًا لتحول ثقافي واسع يجعل الوقاية نمط حياة لا خيارًا مؤجلًا، فلتذهب اليوم للفحص... حتى لا تذهب غدًا محمولًا إلى العلاج.