كيف تؤثر نظرة الأم لنفسها على بناء حب الذات لدى بناتها؟
حب الذات والثقة بالنفس هما حجر الأساس لبناء شخصية قوية ومستقرة نفسياً، خاصة لدى الفتيات. من هنا، يأتي دور الأمهات في زرع هذه القيم منذ سنوات العمر الأولى، حيث يُعد كل ما تقوله الأم عن ذاتها أو تقوم به أمام بناتها مرآة تنعكس على شخصياتهن المستقبلية.
وفقاً لاستشارية الصحة النفسية الدكتورة سلمى أبو اليزيد، فإن العادات والثقافات التي تكررها الأم تُنقل تلقائياً إلى الجيل الجديد، وتحديداً الفتيات، ويؤثر ذلك بمرور الوقت على ثقتهن بأنفسهن ونظرتهن للحياة.
الكلمات الإيجابية: مفتاح الثقة بالنفس
اقرأ أيضاً
توضح الدكتورة سلمى أن التعبيرات الإيجابية التي تستخدمها الأم عن ذاتها، حتى لو كانت بسيطة، تخلق بيئة منزلية تعزز الشعور بالحب والقبول.
عندما تركز الأم على تقدير جمالها الداخلي وقدراتها، بدلًا من انتقاد ذاتها بشكل متكرر، يتعلم الأطفال كيف يرون أنفسهم بصورة أكثر إيجابية.
تلك الرسائل الصوتية أو حتى غير المباشرة تؤثر مباشرة في تشكيل شخصية الابنة وتمنحها أدوات أساسية لتقبل الذات وتحقيق التوازن النفسي والعاطفي.
تشير الدراسات إلى أن غياب هذا التقبل الذاتي قد يترك آثاراً نفسية عميقة على البنات، مما يؤدي ببعضهن إلى الميل نحو العزلة أو فقدان الثقة بالمشاركة المجتمعية.
في المقابل، فإن الفتيات اللواتي ينشأن في بيئة داعمة ومليئة بالحب والثناء الإيجابي يُطوّرن شخصيات أكثر قوة وثقة، مما يتيح لهن القدرة على مواجهة التحديات دون تردد أو خجل.
الأمهات: نماذج تُحتذى
إحدى أهم الوسائل لتعزيز حب الذات تأتي من الأم التي تظهر لبناتها نموذجاً يحتذى به في الرضا والتعامل الإيجابي مع النفس.
فالأم التي تفخر بجسمها وبقدراتها، حتى مع التغيرات الحياتية كالشيخوخة أو الحمل والأمومة، تحمل رسالة لبناتها عن أهمية القبول الذاتي.
فقضاء الأم وقتاً مع نفسها في ممارسة أنشطة تُشعرها بالسعادة مثل المشي أو القراءة أو الرسم يظهر أن العناية بالنفس ليست رفاهية بل ضرورة.
وعندما تضحك الأم على أخطائها بدلاً من انتقادها، يُغرس داخل بناتها مفهوم أن الخطأ فرصة للتطور وليس عاملاً محبطاً.
تحقيق التوازن يبدأ من الداخل
تؤكد الدكتورة سلمى أن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل وليس مجرد مظهر خارجي. وعندما تعبّر الأم عن صفاتها الإيجابية مثل الكرم أو الإبداع، فإنها تُلقي الضوء على القيم التي يجب أن تصبح أساساً لشخصيات بناتها.
فالكلمات البسيطة التي نوجهها لأنفسنا أمام أطفالنا تصبح جزءاً من صورتهم الذاتية. وفي النهاية، فإن أي تصرف إيجابي من الأمهات يُسهم في بناء أجيال أكثر سلاماً مع الذات وإيجابية في التعامل مع العالم.



دليلك الشامل لرعاية أطفالك في الشتاء.. دور الأمهات في تعزيز مناعتهم وحمايتهم من الأمراض
عندما تقمص كافكا دور الأمهات للرد على طفلة



