النوم.. الحليف الخفي لصحة المرأة العداءة وحمايتها من الإصابات

أظهرت دراسة حديثة أن النوم، الذي يعتبر عملية حيوية أساسية للجسم، يثبت مجددًا أنه ليس مجرد وقت استرخاء، بل هو عامل رئيسي في الوقاية من الإصابات الرياضية، خاصة لدى النساء العدّاءات.

الباحثون يشيرون إلى أن قلة ساعات النوم أو اضطرابها يمكن أن تضاعف خطر تعرض العدائية للإصابات، حتى أكثر من استخدام حذاء غير مناسب أو التدريب المفرط.

كيف يؤثر النوم على صحة العدّاءة؟

نشرت منصة "Everyday Health" تقريرًا يكشف عن نتائج دراسة استمرت عامًا كاملًا، تناولت بيانات مئات العدّائين والعدّاءات.

وفقًا للدراسة، جاءت نسبة الإصابة أعلى بمقدار الضعفين لدى أولئك الذين يعانون من مشاكل في النوم، مقارنة بأقرانهم الذين يحصلون على قسط كافٍ ومنتظم من الراحة.

فالنوم العميق هو وقت حرج للشفاء وإصلاح الأنسجة وتنظيم الهرمونات المسؤولة عن أداء العضلات وتحمل المجهود الرياضي.

تصنيفات النوم وتأثيرها المباشر على الإصابات

قسّم العلماء المشاركين في الدراسة إلى أربعة أنماط أساسية اعتمادًا على جودة نومهم وساعاته. النتائج كانت كالتالي:

1. النوم المنتظم:
هذه الفئة هي الأفضل صحةً، حيث يحصل أفرادها على نوم يتجاوز سبع ساعات بجودة عالية. سجّل عداؤو هذه المجموعة أدنى معدلات إصابة.

2. قلة النوم:
أكثر من ثلث المشاركين ينتمون لهذه الفئة، واللافت هو تسجيلهم أعلى مستويات الإصابات بمعدل 68% تقريبًا.

ساعات نومهم قليلة وجودتها منخفضة.

3. النوم عالي الكفاءة:
هذه الفئة تضم عدائين وعداءات ينامون لساعات جيدة مع جودة نوم مرتفعة تمنحهم النشاط والطاقة الجسدية والعقلية عند الاستيقاظ.

4. النوم المتقطع:
رغم أن ساعات نومهم كانت ضمن الحدود المقبولة، إلا أنهم يعانون من انقطاع متكرر خلال الليل، مما يعيق استفادتهم بشكلٍ كامل.

لماذا يؤثر نقص النوم على الأداء والإصابة؟

يؤكد الخبراء أن النوم يسهم في دعم الجسم والذهن بطرق مختلفة، وأن نقصه يؤدي إلى عدد من الآثار السلبية، ومنها:

-قلة التعافي العضلي: أثناء النوم العميق، يُفرز الجسم هرمون النمو المسؤول عن إصلاح العضلات والأوتار. عدم الوصول لهذه المرحلة يعيق الشفاء ويتسبب بتراكم إصابات صغيرة تتحول إلى إصابات كبيرة مع الوقت.

- زيادة الالتهابات: السهر يرفع مستوى الالتهابات داخل الجسم، ما يجعل العضلات أكثر عرضة للإجهاد.

- تراجع الأداء الذهني والحركي: يرتبط نقص النوم بانخفاض سرعة رد الفعل وصعوبة الحفاظ على التوازن العضلي الحركي؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى خطوات خاطئة تؤثر أثناء الجري.

- انخفاض عتبة الألم: النساء اللواتي لا يحصلن على قسط كافٍ من النوم يكون لديهن قدرة أقل على تحمل الألم، مما قد يجعل أسلوبهن في الجري غير طبيعي ويزيد الضغط على المفاصل.

هل القيلولة تكفي لتعويض الليالي المضطربة؟

بحسب التحاليل، تُعتبر القيلولة مكملًا مرحبًا به خاصة إذا كانت قصيرة (20 دقيقة) لتحسين اليقظة وسرعة اتخاذ القرار قبل التمارين.

أما القيلولات الأطول، التي تتراوح مدتها بين 60-90 دقيقة، تساعد في استكمال دورات النوم وتنشيط العضلات قبل التمارين القوية.

النوم الكافي هو سر الأداء المميز

تُوصي الدراسات النساء العدّاءات بالنوم ما بين سبع إلى تسع ساعات يوميًا للتحكم بجودة التمارين وتقليل فرص الإصابات.

ويكفي أن تستجيب لجسمك: إذا استيقظتِ نشيطة وبدون منبه بعد عدة ليالٍ من النوم المبكر، فأنتِ تحصلين غالبًا على ما يكفي من الراحة.

لذا عزيزتي العداءة، اعتني بساعات نومك تمامًا كما تعتنين بنظامك الغذائي ورحلة تدريباتك اليومية؛ فالنوم ليس رفاهية بل أساسٌ لصحتك الجسدية والأداء الرياضي الأمثل.