الأنسجة الدهنية.. مفتاح جديد في فهم انتشار سرطان المبيض


كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي مشترك من معهد كارولينسكا وجامعة كوين ماري بلندن عن دور الخصائص الفيزيائية للأنسجة الدهنية في انتشار سرطان المبيض داخل الجسم، ما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature Communications" ونقلها موقع "Medical Xpress"، تركز على العلاقة بين السرطان والدهون الحشوية الموجودة في البطن. فسرطان المبيض معروف بسلوكه العدواني، حيث يستهدف عادةً الأنسجة الدهنية. ولكن البحث أظهر أن خلايا السرطان تستفيد من البنية اللينة والمزدحمة لهذه الدهون لتتحرك بسرعة وكفاءة عبر الجسم.
بعيدًا عن التركيز التقليدي على الإشارات الكيميائية، يقدم فريق البحث رؤية جديدة تستند إلى التشوهات الفيزيائية للدهون. فقد أوضح الباحثون أن الحجم الكبير للخلايا الدهنية وقابليتها العالية للتشوه تشكل مسارات تمكن الخلايا السرطانية من التحرك بين المساحات الضيقة دون الإضرار بنواها، وهو العامل الذي يسهم في بقائها وانتشارها بشكل فعال.
اقرأ أيضاً
هشاشة العظام عند النساء.. المرض الصامت الذي يهدد قوة العظام ويُضعف الجسم
البصل المشوي.. كنز غذائي يحمي الجسم ويعزز الصحة
تقشير الجسم.. سر البشرة النضرة والصحية
عصير البنجر.. مشروب صحي يمد الجسم بالطاقة ويحارب فقر الدم
المكرونة أل دينتي سر الطهي الصحي وحماية الجسم من السمنة والسكري
وضعية الجسم الخاطئة .. مخاطر صحية تهدد حياتك اليومية
7 قواعد ذهبية لحماية صحة الكلى لدى الأطفال
الشفاه.. مرآة الصحة الداخلية ودليل على مشكلات خفية
زيت بذور المشمش.. كنز طبيعي للبشرة والشعر والجسم
15 نوعًا من الخضراوات والفواكه لترطيب الجسم في موجة الحر، تجنب هذه المشروبات
الاكتشاف الجيني للأطفال.. خطوة نحو الوقاية من السمنة
5 أعراض خفية لسرطان المبيض يجب أن تتنبه لها.. مرض قاتل بتشخيص صعب
جوردي جونزاليس مولينا، الباحث الرئيسي، بيّن أن الفريق استخدم نماذج حيوية هندسية متطورة لمحاكاة بنية الأنسجة الدهنية ودراسة تأثيرها على حركة الخلايا السرطانية. وأضاف أن هذه المنهجية سمحت بفك رموز المحركات الفيزيائية لانتشار السرطان، مما يفتح المجال لاستهداف جذور المشكلة بشكل مباشر.
ومن بين أهم نتائج الدراسة، تم الكشف عن أن التفاعل بين الخلايا الدهنية والخلايا السرطانية يؤدي إلى خلق "طرق هجرة" طبيعية للخلايا الخبيثة، حيث تتسبب الدهون الحشوية بتشوهاتها الميكانيكية الكبيرة ما يسهم في تكوين بيئة داعمة للأورام العدوانية.
المنصة المستخدمة في الدراسة لا تتوقف عند سرطان المبيض فقط، بل تحمل إمكانيات لفهم أنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بالدهون مثل سرطان الثدي وسرطان المعدة وسرطان الدم. وفقًا للتقرير، يخطط الباحثون للخطوة القادمة بدراسة تأثير الخلايا المناعية والخلايا الليفية أثناء غزو الخلايا السرطانية للأنسجة الدهنية، بالإضافة إلى استكشاف ارتباط هذه العملية بمقاومة العلاج.
تُبشر هذه النتائج باحتمال كبير لتغيير النهج في مكافحة السرطان. فبدلًا من استهداف الخلايا السرطانية فقط، يقترح الباحثون التلاعب بمحيطها الفيزيائي، وهي استراتيجية واعدة قد تُحدث تحولًا جذريًا في علاج النقائل المرتبطة بالأورام الخبيثة.