رهاب الحمل والولادة.. بين الكابوس والفرصة لاستعادة الطمأنينة


الحمل يشكّل محطة مفصلية في حياة أي امرأة، يحمل في طياته مزيجًا من الترقب والسعادة. لكنه بالنسبة للبعض قد يتحوّل إلى تجربة مليئة بالخوف والتوتر بسبب حالة تُعرف بالتوكوفوبيا، وهو رهاب الحمل والولادة الذي قد يؤثر بشكل عميق على حياة المرأة، سواء قراراتها الإنجابية أو صحتها النفسية والجسدية.
تُظهر التقارير، مثل تلك الصادرة عن الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، أن هذا الرهاب رغم شيوعه النسبي لا يحظى بالاهتمام الكافي.
العديد من النساء يتجنبن التعبير عن مخاوفهن بسبب النظرة المجتمعية التي تفترض أن الحمل تجربة إيجابية دائمًا، مما يزيد صعوبة التشخيص وفهم الحالة.
اقرأ أيضاً
وزارة التضامن الاجتماعي تتدخل لفحص حالة ”فتيات كهف حلوان”
سيدة تقتل طفلها حديث الولادة لإخفاء حملها سفاحا بالزقازيق
وزارة الصحة تحدد ضوابط إجراء الولادة القيصرية لتجنب المخاطر
مصر تتصدر العالم في القيصرية.. تحذيرات من ”موضة” طبية تهدد صحة الأمهات والأطفال
مصر تتصدر العالم في معدلات الولادة القيصرية .. 72% من الولادات قيصرية
صدمة في مستشفى قطور.. العثور على رضيعة حديثة الولادة على سلم العمليات
الولادة المائية.. بديل متنامٍ بين الراحة والمخاطر
وفاة طفلة رضيعة بسبب الولادة تحت الماء تكشف النقاب عن مخاطر الولادات المنزلية
خطوات التعافي وخسارة الوزن بعد الولادة القيصرية.. دليل شامل للأمهات الجديدات
صدمة في بورسعيد.. العثور على طفلة حديثة الولادة داخل دورة مياه مستشفى الزهور
العثور على رضيعة حديثة الولادة ملقاة في أحد شوارع المنصورة
في ظروف غامضة.. العثور على رضيعة حديثة الولادة ملقاة قرب مسجد بقنا
لكن التوكوفوبيا ليست النهاية، الاعتراف بوجود مشكلة والبحث عن دعم نفسي متخصص يسهمان في تحويل المخاوف إلى تجربة أكثر هدوءًا وطمأنينة.
الأهم هو إدراك المرأة بأنها ليست وحدها، وأن هناك خطوات فعّالة للتغلب على هذه الحالة.
أسباب التوكوفوبيا: لماذا يحدث هذا الرهاب؟
رهاب الحمل والولادة ينشأ نتيجة مجموعة من الأسباب التي تختلف بين النساء، أبرزها:
- تجارب سابقة مؤلمة: مثل ولادة عسيرة أو التعرض لمضاعفات خطيرة كالنزيف.
- اضطرابات نفسية مرافقة: القلق والاكتئاب قد يشكلان بيئة خصبة لتطور هذا الخوف.
- تجارب صادمة سابقة: كالاعتداءات الجسدية أو العنف الأسري.
- القصص السلبية المنتشرة: سماع روايات مخيفة أو مشاهدة مشاهد مرعبة عن الولادة قد تترك أثرًا عميقًا في النفس.
كيف يظهر الخوف؟
يظهر رهاب الحمل بأشكال مختلفة، منها رفض العلاقة الزوجية لتجنب احتمالية الحمل، أو السعي وراء الولادة القيصرية لتجنب ألم الولادة الطبيعية.
البعض يعاني من أعراض نفسية ملحوظة مثل الأرق وفقدان الشهية خلال الحمل، ما يفاقم الضغوط النفسية ويزيد صعوبة الاستعداد لمواجهة يوم الولادة.
التعامل الطبي والنفسي مع الحالة
ينصح الأطباء بالنظر إلى التوكوفوبيا على أنها حالة صحية قابلة للعلاج، وليست مجرد دليل على شخصية ضعيفة.
الكشف المبكر من خلال الحوار الصريح مع المرأة يساعد في بناء خطة علاجية شاملة تناسب حالتها.
استراتيجيات علاجية لتخفيف الخوف
هناك عدة طرق يمكن أن تساعد المرأة في التعامل مع التوكوفوبيا، أبرزها:
- العلاج السلوكي المعرفي: يساعد على تعديل وتغيير الأفكار السلبية المتعلقة بالحمل والولادة.
- جلسات الدعم النفسي: سواء مع متخصصين أو بمشاركة شريك داعم يوفّر إحساسًا بالأمان.
- تهيئة بيئة الولادة: عبر استخدام تقنيات الاسترخاء مثل الموسيقى والإضاءة الهادئة.
- التحضير المسبق: حضور دورات تثقيفية وزيارات للمستشفى للتعود على الأجواء.
- الأدوية الآمنة: يمكن وصف أدوية معينة لتخفيف القلق في الحالات الأكثر شدة.
هل يؤثر الرهاب على صحة الطفل؟
على الرغم من المخاوف الكبيرة التي تعيشها الأم المصابة بالتوكوفوبيا، تُظهر الدراسات أن هذا الرهاب لا يؤثر عادةً على صحة الطفل أو وزنه عند الولادة.
ومع ذلك، يبقى التعامل مع هذه الحالة مهمًا لضمان سلامة الأم النفسية والجسدية أثناء وبعد تجربة الحمل.
رهاب الحمل والولادة قد يكون تحديًا كبيرًا، لكنه ليس عقبة دائمة؛ إذ يمكن تخطيه بالإرادة ومع الدعم المناسب ليغدو الحمل رحلة أكثر أمانًا وسلامًا لجميع النساء اللواتي يعانين منه.