الحيوانات المنوية تتحول إلى روبوتات دقيقة.. ثورة في عالم الخصوبة والعلاج الطبي


في خطوة علمية مبهرة قد تُحدث تحولاً جذرياً في مجال الخصوبة وتوصيل الأدوية المستهدفة، نجح علماء من جامعة توينتي في هولندا في تغليف خلايا الحيوانات المنوية بجسيمات نانوية مغناطيسية، محولين إياها إلى روبوتات دقيقة يمكن التحكم بها وتتبعها بشكل غير مسبوق.
هذا الإنجاز لا يقتصر فقط على تتبع الحيوانات المنوية في الوقت الحقيقي باستخدام التصوير بالأشعة السينية، بل يشمل أيضاً إمكانية التلاعب بها عبر تطبيق مجالات مغناطيسية خارجية.
مما يفتح الباب أمام استخدام هذه التكنولوجيا لتحسين تقنيات التلقيح الصناعي وفهم أعمق لعملية الإخصاب.
اقرأ أيضاً
روبوتات منوية تخترق عالم العلاج الطبي
الحيوانات المنوية، التي تُعد من أسرع الكائنات الدقيقة وأكثرها رشاقة، كانت تواجه صعوبة في أن تكون مرئية تحت أدوات التصوير التقليدية مثل الأشعة السينية بسبب حجمها الصغير وكثافتها المنخفضة.
ولكن بعد تغليفها بجسيمات نانوية مغناطيسية، أصبحت مرئية ويمكن التحكم بها بدقة أثناء محاكاتها داخل نموذج تشريحي بالحجم الطبيعي.
الدراسة التي قادها الباحث إسلام خليل بالتعاون مع علماء من جامعات أخرى مثل تكساس ورادبود الكندية، بيّنت أن الحيوانات المنوية المعدلة يمكن تحميلها بالأدوية وإرسالها إلى مناطق ذات صعوبة وصول كالرحم وقناتي فالوب.
هذا التوجه قد يُعد حينها حلاً لعلاج أمراض معقدة مثل سرطان الرحم، الأورام الليفية، أو بطانة الرحم الغير طبيعية بأقل تدخل جراحي.
دقة علمية بين الخصوبة والطب الدوائي
الباحثون يرون أن التقنية لا تعتمد فقط على العلاج، بل تفتح مجالاً لفهم الخصوبة بشكل غير جراحي. باكتشاف آلية انتقال الحيوانات المنوية وعوامل تؤثر على العقم غير المفَسَّر، يمكن تحسين التقنيات المرتبطة بالتلقيح الصناعي بشكل كبير.
وعلى الرغم من النتائج الواعدة لهذه الدراسة، إلا أن العمل لا يزال في مراحله الأولية. الاختبارات أظهرت توافق الجسيمات النانوية مع الخلايا البشرية دون تسجيل أي تأثيرات سامة خلال 72 ساعة من التعرض، مما يجعلها مرشحة قوية للاستخدام المستقبلي.
المستقبل الواعد يتطلب المزيد من البحث
الفريق العلمي أوضح أن المرحلة المقبلة ستشمل تحسين دقة التحكم بالحيوانات المنوية الآلية وضمان سلامتها على المدى الطويل. كما سيتم الاستفادة من هذه التقنية خارج إطار الطب الإنجابي لاستكشاف مجالات علاجية جديدة.
اليوم، يقترب العلم خطوة إضافية نحو تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلاً، حيث تجد الخلايا الصغيرة طريقاً للتحول إلى أدوات علاجية دقيقة ومبتكرة تحمل معها آمالاً كبيرة لمستقبل الرعاية الصحية.