تمثال ”المرأة العارية” في مواجهة التخريب.. مأساة ثقافية تتكرر للمرة الخامسة بالجزائر


شهدت مدينة سطيف الجزائرية حادثة تخريب جديدة استهدفت تمثال "عين الفوارة" الشهيربتمثال المرأة العارية، وهو أحد أبرز المعالم الثقافية في الجزائر، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الشعبية والثقافية.
قام شاب في حالة سُكر شديد بتحطيم أجزاء من وجه المرأة الرخامية التي تعلو نبع المياه، رغم الحراسة المستمرة المفروضة على التمثال منذ سنوات.
سرعان ما تدخلت الشرطة لإيقاف المعتدي، ووفقًا لمديرية الثقافة، فقد تركز الضرر على وجه التمثال، مما أدى إلى تشويه ملامحه.
اقرأ أيضاً
وفي ردٍ حازم، أصدرت محكمة سطيف حكمًا بالسجن عشرة أعوام بحق الجاني، بالإضافة إلى تغريمه 50 مليون سنتيم مع إلزامه بدفع 300 مليون سنتيم للديوان الوطني لتسيير الممتلكات الثقافية. كما وُجهت إليه تهمة الاعتداء على عناصر الأمن أثناء توقيفه.
ما أثار الدهشة أن الجاني ليس بغريب عن هذا النوع من الحوادث، حيث سبق له أن نفذ عملية تخريب مماثلة عام 2018، وقضى عقوبة بالسجن آنذاك، قبل أن يعيد فعلته هذا الأسبوع.
تمثال "المرأة العارية"، الذي اكتمل إنشاؤه عام 1898 ويُعرف محليًا بـ"عروسة سطيف"، أثار الكثير من الجدل بين مؤيدين يرونه رمزًا فنيًا وتراثيًا وآخرين يعتبرونه مسيئًا للحياء العام.
تعرض التمثال منذ عام 1997 إلى سلسلة من محاولات التخريب، بما في ذلك تفجير كبير وأربع اعتداءات منذ عام 2017، وقد قامت السلطات بترميمه آخر مرة في يونيو 2023 إثر الحادثة السابقة.
ومع تصاعد الاستهداف، تتزايد الدعوات من نواب ومثقفين لنقل التمثال إلى متحف مغلق من أجل حماية هذا الإرث الثقافي وإنهاء الجدل حول موقعه في الساحة العامة.
ينظر كثيرون إلى "المرأة العارية" ليس فقط كتمثال بل كرمز مرتبط بالنبع الذي يتدفق من جهاته الأربع، والذي كان المصلّون يقصدونه في الماضي للوضوء.
ويُعتقد أن السلطات الفرنسية آنذاك قد أنشأت التمثال لتحويل الطابع الديني للمكان إلى طابع مدني.