ظاهرة تجميل الشفاه بين رجال روسيا.. بين الصدمة الثقافية والتحدي الاجتماعي


تشهد مناطق شمال القوقاز الفيدرالية الروسية موجة غير متوقعة من عمليات تكبير الشفاه باستخدام الفيلر بين الرجال، ما أثار جدلًا واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي.
وبحسب موقع Oddity Central، فإن هذه الظاهرة تشهد تزايدًا ملحوظًا في جمهوريات كداغستان والشيشان وغيرها، حيث كان المجتمع يُعرَف تاريخيًا بالتقاليد الذكورية الصارمة والقيم المحافظة.
إجراءات سرية وسط معارضة مجتمعية شرسة
اقرأ أيضاً
نظرًا للتحفظ الاجتماعي القوي تجاه مفاهيم التجميل لدى الرجال في هذه المناطق، يجري العديد من الأطباء هذه العمليات ليلاً وفي ظروف من السرية التامة، تجنبًا للتشهير أو الملاحقة.
وتصل تكلفة العملية الواحدة إلى نحو 255 دولارًا، وهو مبلغ يفوق بكثير الأسعار المتعارف عليها عالميًا، ويُعتقد أن ذلك يعود إلى طبيعة الخدمة السرية وحساسية الوضع الثقافي.
الاحتقان الاجتماعي وضغط على أطباء التجميل
تعرض أطباء التجميل في المنطقة لضغوط كبيرة، بعضها أخذ طابع المضايقات والتهديدات المباشرة من أجل الإفصاح عن هوية عملائهم من الرجال.
وبالرغم من هذا الضغط، بدأت ظاهرة "تجميل الرجال" بالظهور علنًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحدى بعض الرجال الأعراف الاجتماعية الصارمة ونشروا صورًا بشفاه بارزة، ما ألهب النقاشات حول هذه الظاهرة.
عوامل التأثير والمفارقة القوقازية
تُشير تقارير عديدة إلى أن هذه الظاهرة ربما تكون مستوحاة من نماذج مؤثرة في عوالم الرياضة ووسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسهم شخصية مثل أسكب تاماييف، الذي يعتبر أحد أبرز الأسماء المعروفة في المنطقة رغم عدم تأكيده تنفيذ أي إجراء تجميلي.
اللافت في الأمر أن هذا التحول يحدث في منطقة تُعرف بنخبتها من أبطال المصارعة والفنون القتالية المختلطة التي طالما ارتبطت بالقوة الجسدية والصورة النمطية للرجل القوي.
التجميل... انقسام جديد
في ظل قيم اجتماعية متجذرة تُقدّر الصلابة الجسدية وتتجنب المظاهر المرتبطة بالتجميل لدى الرجال، أصبح انتشار هذه الظاهرة تهديدًا غير مباشر للثقافة التقليدية في شمال القوقاز.
ورغم الجدل الكبير والمصاعب التي يواجهها أخصائيو التجميل وعملاؤهم على حد سواء، يبدو أن هذا الاتجاه آخذ بالتوسع والمضي قدمًا متحديًا الأعراف الاجتماعية المتعارف عليها.