فاطمة عمر تكتب: والنبي ناولوني السماعه


منذ أن كنت طالبة في الثانوية العامه وكلما جاء وزير جديد الى وزارة التربيه والتعليم والتعليم الفني إلا ويحلف بكل الأيمان إنه سيقاوم الغش وأن الأعوام التي سبقت جلوس معاليه على المقعد هي آخر سنوات الغش وإنه سيضرب بيد من حديد يد كل غشاش وسيقاوم بكل ما اوتي من قوة تسريب الإمتحانات والدروس الخصوصيه وخلافه وإن اللي فات حماده واللي جاي حماده تاني خااااالص... وهو ما فعله السيد الوزير الحالي والذي أحب أن اقول له ..قلبي بيقول لي كلام وانتِ بتقول لي كلام والناس بيقولوا كلام وعنيا شايفه كلام جديد لانج ... عيني ترى أن الواقع يخالف تماماً قرارات السيد الوزير وأن الغش وتسريب الإمتحانات أصبح أكثر من السابق وبأساليب مواكبة للتطور الطبيعي للحاجه الساقعه...مثلاً على أيامنا كان الغش إما عن طريق البُرشام ولمن لا يعرفه هو شريط ورقي أطول من الليله السوده رفيع ورقيق يكتب عليه المنهج والأسئلة والإحابه وكل ما خف وزنه وزادت قيمته من معلومات أما الآن فالطلبه وللأمانه أذكياء ومبتكرين ويستاهلوا الحبس على ذمة الغش ...أساليب مواكبة لعصر شات جي بي تي والموبايلات التاتش وعالم التكنولوجيا وبحرها الواسع العيال دلوقتي أصبحوا يدخلون الإمتحانات وفي أذن كل منهم سماعه صغيره لا ترى بالعين المجرده يسمع بها الإجابات ويلا يا عم بلا مذاكره بلا وجع دماغ ونذاكر ليه طالما بالإمكان شراء سماعه أو شراء الإمتحانات ذات نفسه آه والنيعمه زيمبقولكم كده معاك كام أجيب لك الامتحان محلول والسعر على حسب الماده واللي ما يشتري يتنيل ..ابجني تجدني حاضراً ومعي حل الإمتحان وقبل دخولك اللجنه بوقت كافٍ وبالتالي سأمهد لك الطريق الى الكليه التي ترغب في دخولها...وهناك شئ غريب أيضا سمعته من بعض أولياء الأمور أنه هناك لجان مخصصه لأبناء الكبارات ويا بخت أبناء العوام من الشعب اللي يوقعه حظه الحلو في لجنه من دول
مشاهد مللناها من كثرة تكرارها دون أن يكون هناك ردع وحزم وسبل خلاص
ما ذنب الطلاب الذين تعبوا وسهروا ودفع أولياء أمورهم دم قلبهم من أجل تعليمهم وتحقيق أحلامهم وآمالهم؟
وهذا الطالب الغشاش هل سيكون طبيباً ماهراً أو معلما ذا خلق أو عالماً في مجال ما أو منهدساً صاحب ضمير ولديه قيم ومبادئ ؟!
أيها الساده القائمون على العملية التعليمية في هذا البلد رغم وعودكم الورديه ورغم أنكم تفتشون الطلاب تفتيشًا قبل دخولهم اللجان إلا أنكم لم تمنعوا الغش بوسائله الحديثة والقديمة والوسط..فقط كل ما فعلتموه أنكم أضعتم مجهود طلاب مجتهدين وأولياء أمور شقيانين على ولادهم ...ولكني أُبشر هؤلاء بأن الله عز وجل قالها ووعد بها في كتابه الكريم..(وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى, وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى , ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى ) فكونوا مع الخالق لا المخلوف فما أضعفه.