التسنين عند الأطفال.. فهم الحقائق والأعراض بعيدًا عن الاعتقادات الخاطئة


يُعتبر التسنين مرحلة طبيعية ومهمة في نمو الأطفال الصغار، حيث تظهر لديهم الأسنان اللبنية الأولى بين عمر 6 أشهر وسنتين.
وعلى الرغم من ارتباط هذه المرحلة ببعض الأعراض مثل زيادة سيلان اللعاب وآلام اللثة والانفعال، إلا أن هناك اعتقادًا شائعًا وغير دقيق بأن التسنين يتسبب مباشرة في الإسهال.
حقيقةً، لا يوجد دليل علمي يثبت هذا الربط، لكن هناك عوامل أخرى يمكن أن تجعل الإسهال حالة شائعة خلال هذه الفترة.
اقرأ أيضاً
مرحلة التسنين عند الأطفال.. تحديات وآليات تهدئة طبيعية فعالة
التعاون النسائي: دراسة تكشف عن تأثير سكر الحمل على نمو الأطفال العصبي
أفضل 11 طعامًا لزيادة الطول عند الأطفال والمراهقين
أفضل 10 أطعمة لنمو الأطفال وتطورهم
سنة أولي أمومة.. أسرار التعامل مع طفلك وقت التسنين
”التضامن“ تطلق حملة توعوية عن متابعة نمو الأطفال من الولادة حتى 5 سنوات
للأمهات..5 طرق سريعة لتهدئة مشكلات التسنين لدى طفلك
هذه العلامات التي تظهر على الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية
للأمهات.. كيف تواجه نوبات غضب طفلك وتغير سلوكه للأحسن؟
ما العلاقة بين التسنين والإسهال؟
غالبًا ما يُربط الإسهال بالتسنين بسبب سلوك الأطفال في هذه المرحلة، حيث يميلون إلى استكشاف محيطهم عبر وضع الأشياء في أفواههم. هذا السلوك يزيد من احتمالية ابتلاع مسببات الأمراض كالبكتيريا والفيروسات، مما قد يؤدي إلى التهابات خفيفة في الجهاز الهضمي تشمل الإسهال.
زيادة اللعاب وتأثيره على الجهاز الهضمي
عندما يبدأ الطفل بالتسنين، يُلاحظ إنتاج مفرط للعاب الذي غالبًا ما يُبتلع ويصل إلى الجهاز الهضمي. قد يؤدي ذلك إلى براز أكثر ليونة، لكنه لا يصل إلى مرحلة الإسهال الحقيقي الذي يتميز بتكرار شديد وحركات أمعاء مائية.
تغيرات غذائية وتداخلاتها مع التسنين
في مرحلة التسنين، قد تتغير عادات أكل الطفل نتيجة آلام اللثة، حيث يفضلون الأطعمة اللينة ويتجنبون الأخرى الصلبة، مما يتسبب في اختلاف مؤقت في قوام البراز دون أن يكون ذلك مرتبطًا بالإسهال. إلى جانب ذلك، مع بدء إدخال أطعمة جديدة إلى النظام الغذائي، قد تظهر بعض التغييرات في الجهاز الهضمي، ولكنها لا تكون نتيجة مباشرة للتسنين نفسه.
الإسهال وأسبابه الحقيقية خلال فترة التسنين
وفقاً للخبراء الطبيين، فإن استمرار الإسهال لدى الأطفال قد يكون مرتبطًا بعوامل خارجية غير متعلقة بالتسنين. من أبرز هذه الأسباب:
- العدوى الفيروسية أو البكتيرية: مثل فيروس الروتا أو بكتيريا السالمونيلا.
- ردود فعل غذائية: كعدم تحمل اللاكتوز أو الحساسية لبعض الأطعمة.
- تغييرات النظام الغذائي: إدخال أنواع طعام جديدة بشكل مفاجئ.
السلوكيات الاستكشافية وخطر الجراثيم
واحدة من العادات التي تُميز الطفل في هذه المرحلة هي وضع مختلف الأشياء في فمه لتهدئة آلام اللثة المرتبطة بالتسنين. على الرغم من أن ذلك يساعد في تخفيف حدة الألم، إلا أنه قد يؤدي إلى نقل الجراثيم إلى الجسم وبالتالي ظهور أعراض مشابهة للإسهال.
كيف يمكن للأهل التعامل مع التسنين؟
للحفاظ على صحة الطفل خلال فترة التسنين وتقليل المخاطر المرتبطة بالإصابة بالجراثيم أو العدوى:
- تأكدوا من تنظيف وتعقيم الأشياء التي يمسكها الطفل، خاصة أدوات التسنين.
- راقبوا أي تغيرات مقلقة في عدد مرات البراز وقوامه للتأكد من عدم وجود مشكلة مرضية.
- استشيروا الطبيب إذا استمر الإسهال لأكثر من يومين أو ترافق مع الحمى وأعراض أخرى مقلقة.
ختاماً، التسنين بحد ذاته لا يُعد عاملاً مباشرًا للإصابة بالإسهال عند الأطفال، بل يتداخل مع سلوكيات واستجابات أخرى قد تساهم في ظهور هذه المشكلة. معرفة الأسباب الحقيقية والتعامل معها بوعي يساعد الأهل على إدارة هذه المرحلة بسلاسة وطمأنينة.