في مشهد إنساني مؤثر، شيخ الأزهر يكرّم الطفل أنس تقديرًا لنبوغه في حفظ المتون العلمية

في لحظة تجسّد أسمى معاني الاحتواء والتقدير، كرّم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الطفل أنس وأسرته، اليوم الثلاثاء، وذلك خلال انعقاد المجلس الأعلى للأزهر، تقديرًا لتفوقه اللافت في حفظ المتون العلمية، في مشهد إنساني لقي إشادة واسعة وأثرًا عميقًا في النفوس.

التكريم لم يكن تقليديًا؛ بل جاء محملًا بمشاعر أبوية دافئة، حين جلس الطفل الصغير ببساطة الطفولة على مقعد فضيلة الإمام، وقبل أن يهمّ بالنهوض وقد أدرك خصوصية المكان، بادر الإمام الأكبر بإمساك يده بحنو، وأبقاه جالسًا، ثم قرّب له الميكروفون ليتحدث، وظل واقفًا إلى جانبه يُربّت على ظهره، ويشجعه بدعاء رقيق قائلاً: "ربنا يحفظك يا بني".

الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة المساعد بجامعة الأزهر، والأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، والتي وثّقت هذا المشهد عبر منشور على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، وصفت اللحظة بأنها تجسيد صادق لروح الأزهر ودفء العلاقة بين شيوخه وأبنائه، مشيدة باللفتة التي أكدت أن الأزهر لا يكتفي بتعليم العلم، بل يرعى المواهب ويغرس الثقة في نفوس الأجيال.

وخلال اللقاء، أوصى فضيلة الإمام الأكبر والدي الطفل أنس بالاستمرار في تحفيظه المتون العلمية، مؤكدًا أن حفظ القرآن الكريم يجب أن يظل في صميم اهتمامه وتكوينه العلمي والروحي.

واختتمت الدكتورة إلهام شاهين حديثها بالتأكيد على أن هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء شكلي، بل كان رسالة قوية من الأزهر الشريف تؤكد التزامه العميق برعاية النشء وتنمية قدراتهم، وتشجيعهم على التفوق في علوم الدين، وهو ما يعزز دور المؤسسة الأزهرية في بناء جيل من العلماء يجمع بين الفهم العميق والتربية الأصيلة.