فاتن فريد، نجمة شعبية ظلمتها ظلال الشبه وأغانيها لا تُنسى


تركت الفنانة الراحلة فاتن فريد بصمة متفردة في عالم الفن، حيث جمعت بين الغناء الشعبي العذب والتمثيل اللافت، لكن شبهها الكبير بالمطربة وردة الجزائرية ألقى بظلاله على مسيرتها، وُلدت فاتن، واسمه الحقيقي نبيلة عباس مرسي، في القاهرة عام 1945، وتألقت في الثمانينيات كممثلة ومطربة، تاركةً إرثًا فنيًا لا يزال يتردد صداه.
بدأت فاتن رحلتها الفنية بعد تخرجها من معهد الموسيقى العربية عام 1975، حيث أسرت الجمهور بصوتها الشعبي الأصيل، لكن الشهرة الحقيقية جاءت مع دخولها عالم السينما، حيث أثبتت حضورها كبطلة مطلقة في أفلام بارزة، وتألقت في "وحوش المينا" إلى جانب فريد شوقي، فاروق الفيشاوي، وبوسي، وبرزت في "امرأة تدفع الثمن" مع فريد شوقي ومحمود ياسين، إضافة إلى "الخطيئة السابعة" رفقة فاروق الفيشاوي وعايدة رياض، كما شاركت في إنتاج فيلم "بياضة" مع رشدي أباظة ويسرا، الذي شهد مأساة وفاة أباظة قبل استكمال دوره.
على صعيد حياتها الشخصية، تزوجت فاتن وأنجبت خمس بنات: هويدا، منال، غزال، سمر، ودلال، وقبل وفاتها بعام، عقدت قرانها مجددًا، ليصبح زوجها منتج ألبوماتها، داعمًا لها في مسيرتها الفنية.
شبه وردة نعمة ونقمة
عانت فاتن من مقارنات الجمهور بينها وبين وردة الجزائرية، ليس فقط بسبب الشبه الشكلي، بل أيضًا لتقارب نبرة صوتها وأسلوبها الفني، وهذا التشابه، رغم أنه عزز شهرتها في بعض الأحيان، قيّد تميزها كفنانة مستقلة، خاصة وأنها برعت في الغناء والتمثيل والإنتاج على حد سواء.
كانت أغاني فاتن بمثابة مرآة للمشاعر الشعبية، حيث حملت طابعًا صادقًا وعفويًا، ومن بين أعمالها الغنائية الخالدة "نص كلامك كدب" و"اللي تعبنا سنين في هواه" و"حبيه وخديه"، التي لا تزال تتردد في أذهان محبي الطرب الشعبي.
ختام المشوار الفني
كان آخر أعمالها الفنية مسلسل "بطة وأخواتها" عام 2004، إلى جانب غادة عبد الرازق وأحمد بدير، وبعدها، غابت فاتن عن الساحة الفنية لثلاث سنوات حتى رحيلها، تاركةً إرثًا من الأدوار القوية والأغاني التي جسدت هموم وأحلام الإنسان البسيط، ورغم الشبه الذي ظلمها، تبقى فاتن فريد رمزًا للفن الشعبي الأصيل، محفورًا في ذاكرة عشاقها.