من مائدتك إلى مزاجك، كيف يصنع الطعام يومك؟


ما تضعه في طبقك لا يقتصر على إشباع جوعك، بل يمتد تأثيره إلى أعماق حالتك النفسية، حيث تؤكد الأبحاث العلمية الحديثة أن الطعام يحمل قوة خفية تتحكم في مزاجك اليومي، فما تتناوله قد يرسم ابتسامة على وجهك أو يغرقك في دوامة من التوتر، إذ تحولت الأطعمة من مجرد مصدر للطاقة إلى مفتاح للتوازن العاطفي والعقلي.
يوضح المتخصصون في الصحة النفسية أن أطعمة معينة تُحفز الدماغ على إفراز مواد كيميائية مثل السيروتونين والدوبامين، المعروفة باسم "مفاتيح السعادة"، فعلى سبيل المثال، تمنحك قطعة من الشوكولاتة الداكنة أو حفنة من اللوز شعوراً بالسكينة، بينما تساعد الأسماك الغنية بالأوميجا-3، كالسلمون، والخضروات الورقية كالسبانخ، على تعزيز وظائف الدماغ، وتقليل الالتهابات المرتبطة بالضغط النفسي، ودعم التواصل العصبي.
على الجانب الآخر، يحذر الخبراء من أن الأنظمة الغذائية غير المتوازنة قد تكون وصفة للاضطرابات المزاجية، فالنقص في عناصر مثل فيتامين B12 أو فيتامين D قد يفتح الباب للقلق والاكتئاب، بينما تؤدي الأطعمة المصنعة، كالوجبات السريعة، والمشروبات المحملة بالكافيين، والحلويات عالية السكر، إلى تقلبات حادة في مستويات الطاقة، مما يسبب الأرق، التوتر، والإجهاد العام.
للحفاظ على مزاج مشرق، ينصح الخبراء باعتماد نظام غذائي مدروس يشمل وجبات غنية بالمغذيات، مثل الفواكه الطازجة، المكسرات المليئة بالمغنيسيوم، والحبوب الكاملة، كما يشددون على أهمية شرب الماء بكميات وفيرة، وتجنب تناول الطعام كرد فعل للضغوط العاطفية، وفي النهاية، يبدو أن سر السعادة قد يكمن في مطبخك، حيث يمكن لاختياراتك الغذائية أن تكون بداية ليوم مشرق أو حلاً لتحديات نفسية دون الحاجة إلى وصفة طبية.