#jubna
الجمعة 15 أغسطس 2025 04:01 مـ 20 صفر 1447هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
فنون وثقافة

السيناريست عماد النشار يكتب: ثَلاثُ نَوَافِذٍ لِلْحَيَاةِ حِينَ تَضِيقُ الجُدُرَانُ

أنا حوا

على الرغم من أن ألبير كامو كان معروفًا بعدم تمسكه بالتدين التقليدي، حيث اعتنق فلسفة وجودية ترفض التصديق على غاية محددة للحياة، إلا أنه لم يكن ملحدًا بشكل كامل. ففي أعماله، مثل "الغريب" و"أسطورة سيزيف"، يتجسد مفهوم العبثية في "الغريب" ،وكان يشكك في وجود معنى مسبق في الكون،وفي "أسطورة سيزيف"، فيستعرض كامو فكرة مقاومة العبث من خلال التمرد على فكرة الحياة التي بلا معنى.ولكن في الوقت نفسه كان يعتقد أن الإنسان يجب أن يخلق معناه الخاص.

كلا العملين يعكسان الصراع الداخلي للإنسان مع العبثية ويؤكدان على ضرورة الإيمان بالأشياء التي قد تبدو غير منطقية لكنها تمنح الحياة قيمة ومعنى.

لذلك، يمكن القول إنه رغم عدم إيمانه بالأديان التقليدية، إلا أنه كان يؤمن بقيم روحية تمكن الإنسان من مواجهة عبثية الحياة.

فقد أشار إلى ثلاثيةٍ لا غنى عنها عندما قال :"إن طريق الحياة وعرٌ وشاق بدون مساعدة الدين والفن والحب" . وهذا يعني أنهم ليست مجرد رفاهياتٍ لتزيين الرحلة، بل أدوات نجاة، مثل ثلاث مصابيح تضيء نفقًا طويلًا، أو ثلاث نغمات تُشكِّل سيمفونية الحياة وسط صخب العبث. ثلاثية تمنحنا العزاء والمعنى في عالم عبثي. ومع أنه لم يكن متدينًا بالمعنى التقليدي كما أشارنا، فقد اعتبر هذه الثلاثية كوسائل يمكن للإنسان من خلالها أن يواجه عبثية الحياة. الدين بالنسبة له ليس مجرد طقوس دينية، بل هو ذلك الرابط الروحي الذي يعيد للإنسان توازنه، ويُشعره بوجود شيء أكبر من العالم المادي. بينما الفن، كان وسيلة لكسر رتابة الواقع واكتشاف المعنى من خلال الإبداع، أما الحب فكان يشير إلى القوة التي تمنحنا القدرة على العيش رغم الصعاب.

الدين هو جذور الروح في العاصفة ،قد تختلف الأديان في تفاصيلها، لكنها تتفق على أنها سند للإنسان في لحظات التيه، تمده بمعنى أعمق للحياة، وتجعله يرى خلف ظواهر الوجود قانونًا يحكم الأشياء. حين يقسو العالم، يجد المؤمن في الدين عزاءً، وسكينة، وإيمانًا بأن المشقة ليست عبثًا، بل طريق إلى النور.

حين يضيق الصدر، تتجه العيون إلى السماء، وكأنها تبحث عن مخرجٍ بين الغيوم، أو تنتظر عزاءً من نجمةٍ بعيدة. الدين ليس فقط طقوسًا وصلوات، بل هو ذلك الشعور العميق الذي يمنح الإنسان القدرة على التحمل، على أن يرى في الألم درسًا، وفي الفقدان وعدًا بلقاء آخر. في لحظات الانكسار، حين تخذلنا الأيدي وتمضي الطرق وحيدة، هناك دائمًا فكرة الإيمان التي تهمس: "لست وحدك."

الفن هو عبثٌ جميل في مواجهة عبثٍ قبيح، إن كانت الحياة عبثية، فلماذا لا نرد عليها بعبثٍ أجمل؟ الفن هو الطريقة التي يخترع بها الإنسان معنىً في عالمٍ يبدو بلا معنى، هو الصرخة حين تعجز الكلمات، هو الرقصة وسط الأزقة الضيقة، هو الأغنية التي تنتشل القلب قبل أن يبتلعه الصمت. في زحام المدن، عند ناصية شارعٍ يغرق في الضوضاء، يعزف موسيقي مجهول لحنًا شجيًا، وكأنه يواجه صخب العالم بأوتار كمانه. لوحة، رواية، نوتة موسيقية… ليست مجرد أشياء جميلة، بل طوق نجاة في محيط اللامبالاة، ونافذة يطل منها الحلم حين تضيق الجدران.

لو كان العالم قطعة جليد، لكان الحب هو النار الوحيدة.

ليس مجرد شعور، بل مقاومة صامتة ضد قسوة الوجود. حين تحب، ترى الإنسان خلف الوجوه العابسة، وتسمع الموسيقى خلف ضجيج الحياة، وتجد يدًا تمتد إليك عندما تتعثر، وقلبًا يربت على قلبك حين ينهكه الخوف. الحب لا يعد بحلّ كل شيء، لكنه يجعل الأسئلة أقل قسوة، والطرقات أقل وحدة، ويجعل من كلمة "نحن" درعًا أمام ضربات الحياة.

قد يمضي البعض في الحياة بلا دينٍ يربطهم بالسماء، بلا فنٍ يلون أيامهم، وبلا حبٍ يملأ أرواحهم… لكن أي حياةٍ ستكون تلك؟ مجرد جدول أعمال ينتهي بالموت. أما من أمسك بهذه الثلاثية، فقد امتلك أسباب البقاء، وذخيرةً من المعنى تكفيه لقطع أكثر الطرق وعورةً.

فالحياة ليست طريقًا مستقيمًا، بل متاهة… وما يجعلها تستحق أن تُعاش، ليس سهولتها، بل تلك الأضواء الثلاثة التي ترشد القلب في عتمتها.

ما الحياة إلا رحلة، وما الدين والفن والحب إلا عصا الترحال التي تعيننا على المضيّ.

الدين، والفن، والحب هي الأجوبة النهائية، وهي بلا شك الأدوات التي تجعلنا قادرين على الاستمرار في هذا العالم، الذي يرفض أن يقدم لنا الإجابات السهلة. كامو، رغم نظرته الوجودية، فهم أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في عبثية الحياة فقط؛ بل يحتاج إلى شيء أكبر منه: الإيمان ليمنحه القدرة على التحمل، والفن ليجعله يرى الجمال في كل شيء، والحب ليجعله يؤمن بأن هناك معنى حتى في أصعب اللحظات.

#s #
#jubna
#ada

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.4523 48.5504
يورو 56.3936 56.5175
جنيه إسترلينى 65.1635 65.3100
فرنك سويسرى 59.9434 60.0871
100 ين يابانى 32.7979 32.8665
ريال سعودى 12.9089 12.9368
دينار كويتى 158.6000 158.9731
درهم اماراتى 13.1911 13.2185
اليوان الصينى 6.7440 6.7582

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5280 جنيه 5257 جنيه $109.26
سعر ذهب 22 4840 جنيه 4819 جنيه $100.15
سعر ذهب 21 4620 جنيه 4600 جنيه $95.60
سعر ذهب 18 3960 جنيه 3943 جنيه $81.94
سعر ذهب 14 3080 جنيه 3067 جنيه $63.73
سعر ذهب 12 2640 جنيه 2629 جنيه $54.63
سعر الأونصة 164226 جنيه 163516 جنيه $3398.34
الجنيه الذهب 36960 جنيه 36800 جنيه $764.81
الأونصة بالدولار 3398.34 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 04:01 مـ
20 صفر 1447 هـ 15 أغسطس 2025 م
مصر
الفجر 03:48
الشروق 05:22
الظهر 11:60
العصر 15:36
المغرب 18:37
العشاء 20:00