السبت 8 فبراير 2025 06:39 صـ 9 شعبان 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
فنون وثقافة

عماد النشار يكتب: بين الحلم والواقع.. مسرحية للأديبة هالة فهمي

عماد النشار
عماد النشار

"يالا نلعب .. ثورة!" بين الحلم والحقيقة: رحلة في أعماق مسرحية الثورة والتغيير!!

في عالم الأدب، هناك أسماء تترك بصماتها عميقًا في قلوب القراء، والأديبة هالة فهمي واحدة من تلك الأسماء التي لا تُنسى.

تحمل بين طيات أعمالها مزيجًا من الواقعية الحالمة والرؤية العميقة، مقدمةً لجمهورها تجارب أدبية متنوعة بين الرواية، القصة القصيرة، والمسرح.

واليوم، تُضيف إلى سجلها الإبداعي عملًا مسرحيًا جديدًا يُبشر بالكثير من العمق والجمال. بأسلوبها الآسر، تُعيد صياغة الحياة على الورق، مزيجا بين عمق الرواية وسحر القصة القصيرة وحيوية المسرح. ومع كل عمل جديد، تمنح جمهورها فرصة لاستكشاف عوالم غير مألوفة وأفكار مفعمة بالتأمل والإثارة.

مسرحية "يالا نلعب .. ثورة!" ليست مجرد عرض مسرحي؛ بل هي دعوة حقيقية لاستكشاف قضايا معاصرة بعيون أدبية فريدة. كل شخصية، كل حوار، وكل لحظة على خشبة المسرح تُجسد شغف الكاتبة بتقديم تجربة ممتعة ومؤثرة في آنٍ واحد.

دعوة لعشاق الأدب والمسرح

إن كنت من عشاق الأدب الذي يخرج عن المألوف، أو من محبي المسرح الذي يجمع بين الجمال والبصيرة، فإن هذه المسرحية تعدك بقراءة استثنائية. بين الحلم والواقع، بين الكلمة والحركة، ستجد نفسك في رحلة تستحق أن تُروى.

في قلب الأحداث: صرخة الحرية

في ظل صراعات تهز الشوارع وتضج الميادين بالأغاني والهتافات، تأتينا مسرحية "يالا نلعب .. ثورة!" كصرخة إبداعية تسلط الضوء على آمال شعب يحلم بالحرية وألم مجتمع يبحث عن الخلاص
تأخذنا الأديبة هالة فهمي من خلال المسرحية في رحلة من أحلام التغيير إلى واقع مليء بالتناقضات، مستخدمة شخصياتها المتنوعة كسفينة تُبحر وسط أمواج الأمل، الخيانة، والحب.

اللوحة الأولى: حلم الثورة

منذ المشهد الأول، تُفتح الستارة على مقهى شعبي، حيث يجتمع شباب وفتيات من أعمار وأفكار متباينة. تصدح أغنية لأم كلثوم، وتختلط مشاعر الحماس بالخوف مع أصوات طلقات نارية في الخلفية. هذا التوتر المبدئي يضعنا فورًا في جو الثورة، حيث يتصارع صوت الأمل مع صوت الرصاص.

تظهر "عليا"، الفتاة الحالمة التي تحركها عاطفة جياشة تجاه مصر، و"عمرو"، خطيبها المثقف الذي يحمل على عاتقه أفكار التغيير. ويخلق مشهد إعلان تنحي الرئيس لحظة فرح جماعية، لكنها تأتي محملة بتساؤلات: ماذا بعد؟

الشخصيات: مرايا المجتمع

الشخصيات الرئيسية ليست مجرد أدوات درامية، بل رموز تعكس طوائف الشعب المختلفة:

عليا: الحلم البريء الذي يكافح للحفاظ على نقائه وسط الوحل السياسي.

عمرو: المثقف الحالم الذي تتقاذفه رياح الخيانة والمبادئ، ليجد نفسه بين مطرقة الواقع وسندان الأخلاق.

ممتاز فرحات: الوجه المظلم، رمز الفساد والانتهازية، الذي يبيع المبادئ بلا تردد.

كما تضم الشخصيات الثانوية المثقف المحبط، العامل البسيط، الشباب الحالم، والمتطرفين الذين يحاولون السيطرة على الميدان.

الحبكة: صراع المبادئ والواقع

تتصاعد الأحداث مع تطور العلاقة بين "عليا" و"عمرو"، حيث تختبرها التحديات السياسية والشخصية. يظهر "ممتاز فرحات" كشخصية غامضة تحمل أكثر من قناع، وتثير تساؤلات حول الولاء والخيانة. تتوالى المشاهد بين الميدان والمقهى والمقر الحزبي، لتكشف أن الثورة ليست فقط في الشارع، بل أيضًا في النفوس.

أحد أبرز مشاهد المسرحية هو عندما تواجه "عليا" حقيقة أن "عمرو"، الذي أحبته ووثقت به، ربما يكون جزءًا من شبكة فساد تقوض الثورة. هنا، تتجلى قوة النص في الدمج بين الصراع الداخلي والخارجي، لتضع الشخصيات في مواجهة مع ذاتها ومع بعضها البعض.

الرمزية: لغة بصرية غنية

تمتلئ المسرحية بالرموز التي تضيف أبعادًا جديدة للأحداث:

البحر: رمز للأمل ولكنه يخفي في أعماقه الخطر.

العلم: الذي تُصر "عليا" على توزيعه، في إشارة إلى التمسك بالوطن رغم الانقسامات.

الأقنعة: التي يستخدمها "ممتاز فرحات"، لتعكس ازدواجية الأفراد الذين يستغلون الثورة لمصالحهم.

الرسائل: الواقع المر والأمل المشرق

رغم سوداوية بعض المشاهد، إلا أن المسرحية تحمل دعوة للتغيير الحقيقي، مؤكدة أن الثورة تبدأ من الداخل. إنها صرخة لليقظة: "الفشل ليس في الثورة، بل في الاستسلام للفساد والإحباط."

النهاية: ثورة مستمرة

تُختتم المسرحية بمشهد رمزي، حيث تقف "عليا" وحيدة في الميدان، محاطة بشخصيات تمثل طوائف المجتمع، وتقول: "فوقوا.. مصر هتروح لو فضلنا كده!". إنها نهاية مفتوحة تُبقي المشاهد متأرجحًا بين الأمل والقلق، لكنها تؤكد أن الثورة لم تنتهِ بعد.

اللغة والحوار

تميز النص بلغته الواقعية التي تحمل نكهة الشارع المصري. الحوارات مليئة بالسخرية والنقد اللاذع، مما يجعلها قريبة من الجمهور دون أن تفقد عمقها.

الخلاصة: "لعب الثورة" أم ثورة حقيقية؟

"يالا نلعب .. ثورة!" ليست مجرد مسرحية، بل مرآة تعكس ملامح المجتمع المصري بعد التغيير. تُقدم نصًا يُثير التساؤلات أكثر مما يُجيب عنها، وتدعونا جميعًا للتفكير في مسؤوليتنا تجاه الوطن.

في النهاية، تدعونا المسرحية لأن نتوقف عن "لعب الثورة"، ونبدأ في صناعة الثورة الحقيقية.

5fb89d9c9f47.jpg
a8f8e0162c02.jpg
عماد النشار

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 06:39 صـ
9 شعبان 1446 هـ 08 فبراير 2025 م
مصر
الفجر 05:13
الشروق 06:41
الظهر 12:09
العصر 15:15
المغرب 17:38
العشاء 18:56