#s
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 03:22 مـ 7 ربيع آخر 1447هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
أخبار

تونس التي لا تظهر في نشرات الأخبار

أنا حوا

معظم نشرات الأخبار تركز على السياسة والأزمات، ما يمنح المتابعين صورة محدودة عن تونس.

الحقيقة أوسع بكثير من تلك العناوين اليومية.

بعيدًا عن الضجيج الإعلامي، هناك تونس أخرى: شوارع تنبض بالحياة، وأسواق تعج بالقصص البسيطة، ووجوه لا تحظى بفرصة الظهور في الشاشات.

في هذا المقال، سأصحبك لجولة بين تفاصيل الحياة اليومية وزوايا مخفية من الثقافة والمجتمع التونسي التي غالبًا لا يلتفت إليها الإعلام.

ستتعرف معنا على قصص أشخاص ومشاهد من واقع تونسي نابض بالتنوع والأمل.

مشاهد من الحياة اليومية: تونس بعيدًا عن الأضواء

من يتجول في شوارع تونس يكتشف عالمًا لا تشاهده كاميرات الأخبار ولا تلتقطه عناوين المواقع.

في الصباح، تتعالى رائحة القهوة من المقاهي الشعبية حيث يجتمع الجيران والأصدقاء لتبادل أطراف الحديث ومناقشة شؤون اليوم.

تلك المقاهي القديمة ليست مجرد أماكن للجلوس، بل فضاءات اجتماعية تجمع بين أجيال مختلفة في أجواء ودية تغلب عليها البساطة والدفء.

وفي الأزقة القريبة، تنشط الأسواق التقليدية (الأسواق الأسبوعية والسوق المركزية) حيث تتشابك أصوات الباعة وروائح التوابل والفواكه الطازجة.

هناك تجد سيدات يعرضن منتجات محلية وأصحاب حرف يواصلون نقل أسرار المهنة لجيل جديد وسط ضحكات الأطفال ولهفة المتسوقين.

هذه التفاصيل اليومية ترسم ملامح مجتمع تونسي نابض بالحياة، يوازن بين الماضي والحاضر دون أن يفقد خصوصيته وهويته.

أما فئة الشباب فقد وجدت أشكالًا جديدة للترفيه لم تكن مألوفة قبل سنوات، من بينها متابعة منصات الألعاب الإلكترونية أو خوض تجربة كازينو علي الانترنت تونس.

مع تزايد انتشار الإنترنت وسهولة الوصول إلى الخيارات الرقمية، أصبحت مثل هذه المنصات تجذب اهتمام الكثير من الشباب الذين يبحثون عن تجارب خارج الروتين التقليدي وتحديات الحياة اليومية.

كل زاوية في الشارع التونسي تحمل قصة وصورة أخرى لا يعرفها سوى من يعيش تفاصيلها يوميًا ويمنحها نبضًا خاصًا لا يظهر في نشرات الأخبار.

الثقافة التونسية بين الأصالة والتجديد

إذا تابعت الأخبار عن تونس، ستظن أن الثقافة مجرد احتفالات رسمية أو تصريحات من كبار المسؤولين. الواقع أعمق بكثير. الثقافة هنا ليست معزولة عن الشارع أو جدران المتاحف، بل تظهر في تفاصيل الحياة اليومية وفي تفاعل الأجيال المختلفة.

ما يميز المجتمع التونسي هو قدرته على الجمع بين احترام الماضي والانفتاح على التجربة الجديدة. سترى ذلك واضحًا في الفنون الشعبية التي تستمر رغم تغير الزمن، وأيضًا في المبادرات الشبابية التي تضخ دماء جديدة في المشهد الثقافي.

الفنون الشعبية والاحتفالات المحلية

من زرت تونس القديمة يعرف أن المالوف والموسيقى الصوفية ليست مجرد فنون تراثية بل جزء حي من طقوس المناسبات، من الأعراس إلى مواسم الولي الصالح.

كل مدينة تحتفظ بخصوصيتها عبر الرقصات والأغاني الخاصة بها. مثلاً، في الساحل التونسي تنتشر الفرق الشعبية التي تعزف بآلات تقليدية وتجمع حولها الجميع دون حواجز طبقية.

هذه الفنون لا تقتصر على المناسبات الرسمية فقط بل ترافق الناس في حياتهم اليومية؛ تسمعها في الأسواق، وتراها في ساحة الحي مساءً. هي ذاكرة جماعية يتوارثها الكبار والصغار وتشكل جزءًا أصيلاً من الهوية المحلية.

المشهد الثقافي الشبابي: مبادرات وتجارب جديدة

إذا جلست مع شباب تونس اليوم ستكتشف حماسهم لتجربة كل ما هو جديد. هناك موجة واضحة نحو إطلاق معارض للفن الحديث ومساحات عمل مشتركة تشجع المواهب الناشئة على تقديم أعمالهم بحرية.

أحد أكثر الأمور التي أدهشتني شخصيًا هو عدد المهرجانات السينمائية المستقلة خلال السنوات الأخيرة؛ هذه المبادرات لم تعد تقتصر على العاصمة بل وصلت إلى مدن صغيرة مثل قفصة وسليانة.

الشباب اليوم لا ينتظر إذنًا رسميًا لإطلاق مشاريعهم الثقافية. تجد تجمعات أدبية وجلسات قراءة شعر وحتى عروض مسرحية مرتجلة وسط المقاهي أو الحدائق العامة. هذه الروح المتجددة تثبت أن الثقافة التونسية تنبض بالحياة خارج العناوين الكبرى والإعلام الرسمي.

قصص الناس: أبطال الحياة اليومية

وراء كل باب في تونس حكاية تستحق أن تُروى، ليس فقط للدراما أو الإثارة، بل لأنها تعكس نبض المجتمع وأصالته.

الكثير من الشخصيات التونسية العادية تصنع فرقًا حقيقيًا في محيطها، بعيدًا عن الأضواء وعدسات الإعلام.

ما يميّز هذه القصص هو البساطة وروح المبادرة؛ فهنا يتجلى العمل الجماعي، والقدرة على مواجهة الصعاب بابتسامة وشغف للحياة.

سواء كانوا حرفيين يحافظون على الموروث، أو نساء يكسرن القيود الاجتماعية، أو شباب يضعون بصمة جديدة عبر مشاريع مبتكرة—كل واحد منهم بطل يومي في نظر جيرانه ومجتمعه.

حرفيون يحافظون على التراث

في قلب الأسواق القديمة مثل سوق البلاغجية بتونس العاصمة أو سوق الرباع في صفاقس، يواصل الحرفيون نقل أسرار صناعاتهم من جيل إلى آخر.

أذكر أحد صانعي النحاس في المدينة العتيقة وهو يشرح بفخر كيف تعلم النقش من والده ويحلم أن يُورّث هذه الحرفة لابنه رغم تحديات العصر.

الحرف التقليدية ليست مجرد مهن بل جزء حيّ من الذاكرة الجماعية ورمز لصمود الهوية المحلية وسط زحف المنتجات المستوردة والتغيرات الاجتماعية السريعة.

زيارة هذه الورشات تشعرك بأنك عدت بالزمن، وتدرك أن الاستمرارية لا تأتي دون عزيمة وجهد يومي وصبر طويل.

نساء رائدات في الأحياء الشعبية

وسط الأزقة الضيقة للأحياء الشعبية مثل حي التضامن أو جبل الجلود، تظهر نماذج نسائية ملهمة تقود التغيير بهدوء وثبات.

هناك نساء بدأن مشاريع صغيرة—محلات خياطة منزلية أو مطابخ جماعية—استطعن خلق فرص عمل لجاراتهن وإدخال دخل إضافي لعائلاتهن رغم الظروف الصعبة.

في رمضان الماضي تحدثت مع سيدة أسست جمعية لمساعدة الأرامل والأيتام ونجحت بجمع فريق من متطوعات الحي للعمل معها في توزيع وجبات الإفطار للمحتاجين.

هذه النماذج تثبت أن قوة المرأة التونسية تتجلى حين تجتمع الرؤية والإصرار مع دعم المجتمع المحلي مهما كانت الإمكانيات المتاحة بسيطة.

شباب يصنعون التغيير

جيل الشباب اليوم لم يعد ينتظر الحلول الجاهزة. الكثير منهم اخترقوا مجالات جديدة ابتداءً من منصات التعليم الإلكتروني وحتى المبادرات البيئية المحلية.

شاب في القيروان أطلق تطبيقًا بسيطًا لإعادة تدوير البلاستيك ويشجع الأطفال على جمع المخلفات مقابل هدايا رمزية. بينما مجموعة أخرى تنظّم حملات تطوعية لترميم المدارس الريفية سنويًا دون أي تمويل رسمي يُذكر.

هذه الطاقات الشبابية تؤكد لي يومًا بعد يوم أن الأمل موجود طالما هناك مبادرة وإيمان بإمكانية التغيير. هم لا يحتاجون كاميرات الإعلام بل يحتاجون الفرص والدعم لمواصلة المسيرة وصنع الفرق الحقيقي في مجتمعاتهم.

الطبيعة والوجهات غير المعروفة في تونس

كثيرون يظنون أن السياحة في تونس تدور فقط حول سيدي بوسعيد أو شواطئ الحمامات، لكن الحقيقة أوسع بكثير.

خارج المدن الكبرى، هناك عالم آخر ينتظر من يجرؤ على الخروج عن المألوف.

القرى الجبلية، الأسواق التقليدية والمحميات الطبيعية تقدم تجارب لا تشبه ما تعرضه الإعلانات ولا تتصدر أخبار وكالات السفر.

كل زاوية غير معروفة تخبئ حكاية وسحر خاص يشعر به من يحب المغامرة والتجارب الأصيلة.

قرى جبلية وأسواق تقليدية

زيارة القرى الجبلية التونسية تترك انطباعًا مختلفًا تمامًا عن صورة المدينة الحديثة.

في مناطق مثل بني مطير أو تمغزة، يشعر الزائر ببطء الزمن ودفء اللقاءات بين أهل المكان.

الأسواق الصغيرة في هذه القرى ليست مجرد أماكن لشراء السلع، بل مساحات للتواصل الاجتماعي وتبادل القصص اليومية.

الحرفيون هنا يعرضون منتجات محلية: زيت الزيتون الصافي، العسل الجبلي، والزربية المصنوعة يدويًا بنقوش تميز كل جهة.

حتى رائحة الخبز التقليدي تروي الكثير عن نمط حياة بسيط وأصيل لم يتغير رغم مرور العقود.

المحميات الطبيعية وتجارب المغامرة

إذا كان البعض يبحث عن الهدوء والاتصال بالطبيعة بعيدًا عن الزحام، فالمحميات الطبيعية في تونس هي المكان المثالي لذلك.

محميات مثل إشكل أو بوهدمة تقدم مناظر ساحرة تجمع بين المياه والجبال والسهول المفتوحة على الأفق.

هواة المشي لمسافات طويلة يجدون مسارات تتنوع بين الغابات الكثيفة والتضاريس الصخرية البكر.

مراقبة الطيور والحيوانات البرية تتحول هنا إلى مغامرة فعلية—قد تلمح غزالًا أو طائر أبو منجل النادر وسط هدوء الطبيعة الصافي.

هذه المحميات ليست مجرد وجهات سياحية؛ إنها دروس حقيقية في احترام البيئة واكتشاف كنوز البلاد المخفية بعيدًا عن الطرق المعتادة.

خاتمة: تونس التي نحتاج أن نراها

خارج حدود العناوين الإخبارية، هناك تونس حقيقية تنبض بالحياة في كل شارع وحي.

قصص الناس البسطاء، تفاصيل الحياة اليومية، والمبادرات الصغيرة ترسم صورة أكثر صدقًا عن المجتمع التونسي.

هذه المشاهد الإنسانية تستحق أن تحظى بالاهتمام، لأنها تعكس مرونة الشعب ورغبته الدائمة في التطور.

عندما ننظر إلى تونس من زاوية أوسع، نجد التنوع والإبداع في كل جانب من جوانب الحياة.

ما نحتاجه اليوم هو إلقاء الضوء على هذه القصص والتجارب التي تصنع الفرق بصمت وتمنح الأمل لجيل جديد.

#s #ad #
#ju
.

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.4523 48.5504
يورو 56.3936 56.5175
جنيه إسترلينى 65.1635 65.3100
فرنك سويسرى 59.9434 60.0871
100 ين يابانى 32.7979 32.8665
ريال سعودى 12.9089 12.9368
دينار كويتى 158.6000 158.9731
درهم اماراتى 13.1911 13.2185
اليوان الصينى 6.7440 6.7582

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5280 جنيه 5257 جنيه $109.26
سعر ذهب 22 4840 جنيه 4819 جنيه $100.15
سعر ذهب 21 4620 جنيه 4600 جنيه $95.60
سعر ذهب 18 3960 جنيه 3943 جنيه $81.94
سعر ذهب 14 3080 جنيه 3067 جنيه $63.73
سعر ذهب 12 2640 جنيه 2629 جنيه $54.63
سعر الأونصة 164226 جنيه 163516 جنيه $3398.34
الجنيه الذهب 36960 جنيه 36800 جنيه $764.81
الأونصة بالدولار 3398.34 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 03:22 مـ
7 ربيع آخر 1447 هـ 30 سبتمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:21
الشروق 05:48
الظهر 11:45
العصر 15:09
المغرب 17:42
العشاء 19:00