لواء د. أحمد توفيق يكتب.. عندما يكون الإنسان سجين أفكاره وعاداته
![لواء د. أحمد توفيق](https://www.anahwa.com/img/24/02/03/342529_1706996056.jpg)
![](https://www.anahwa.com/ix/GfX/logo.png)
إنها قصة فيلم سوق المتعة كما كتبها الرائع وحيد حامد وأخرجها المتميز سمير سيف وتدور أحداثه حول أحمد أبو المحاسن الذي يخرج من السجن شخصاً غريب الأطوار، يميل دائماً إلى ممارسة عاداته التى تعلمها فى السجن طوال 20 عاما بمتعة لا مثيل لها!!؟؟، مثل تنظيف دورات المياه، او التبول فى صفيحه والحنين دوماً إلى رفقاء السجن!!؟، وقد تم سجنه لمدة 20 سنة ظلمًا، وكان كبش فداء ﻹحدى العصابات، وعندما خرج من السجن قررت العصابة تعويضه عن المدة التى قضاها بالسجن بمبلغ 6 مليون جنيه وهو مبلغ خيالى.. وقتها طبعا.. وبالرغم من المال الوفير الذى أصبح يمتلكه، لم يستطع ان يتأقلم على وضعه الجديد وظل على عاداته القديمه!؟ فقد بصمه السجن ببصمة لا تمحى.. وأصبح مسجون داخل نفسه..
ولا يجد متعه إلا فيما إعتاد عليه لسنوات حتى أصبح هو سجين نفسه.. وفكرة هذا الفيلم رائعه جدا وواقعية.. فكم رأيت وعايشت فى الحياه ناس لم يدخلوا السجن ولكنهم إعتادوا على افكار معينه وشعارات رددوها وعاشوها لسنوات وهم فى مناصبهم وعلى كراسيهم ولما تركوا مناصبهم ظلت متعتهم فى الحياة ان يرددوا نفس الكلمات والأفكار اللى عاشوا بها سنوات رغم تغير اوضاعهم واوضاع المجتمع كله.. أرى ذلك كثيرا فى جروبات الزملاء والأصدقاء اللذين مازالوا سجناء داخل أفكارهم القديمة ولم يستطيعوا ان يعيشوا الواقع وأصبحوا سجناء افكار وشعارات ماضيهم وهذه هى قمة متعتهم ومن يخالفهم يصفوه فورا بالخيانه او بتهم سابقة التجهيز.. ركز شويه حتلاقى حواليك كتير زى احمد ابو المحاسن.. يستوى فى ذلك إن كان فى مهنه مهمه او عضو فى حزب او مجلس او تنظيم او حتى حاصل على دكتوراه.
إنها سينما الواقع.