الكوتش المغربي”عبدالكريم نوي” ...المرأة أكثر تعرضا للأمراض النفسية.. وارتفاع نسبة الطلاق راجع لعدم تقبل الاختلاف”1 ـ 2”


الكوتشيج..هذا المصطلح الذي اقتحم مجتماعاتنا العربية في الآونة الأخيرة، مجال جديد يستهدف العلاقات النفسية والأسرية حتى بات وظيفة معترف بها ومطلوبة حيث أصبحنا نلاحظ إعلانات الكوتشينج بفروعه المختلفة تتصدر عددا هائلا من المنابر، ولكي نتعرف عن هذه المهنة المثيرة استضاف موقع "انا حوا" الكوتش المغربي الشهير عبدالكريم نوي والذي اختار تغيير مساره المهني بعد سنوات مهمة قضاها في إدارة المبيعات لأكبر شركات السيارات وأن يكرس حياته الجديدة لتقديم رؤى جديدة لأفراد يعتقدون أنهم يعانون من بعض الاضطرابات، سنكتشف معه خبايا هذا المجال ونتعرف على الجانب النفسي الذي يسبب في كثير من الأحيان اضطرابات عميقة تنعكس على الشخص وتصرفاته ومعاملاته مع المحيطين به.
هل من السهل تغيير المسار المهني بعد سنوات عديدة خصوصا وأنها تجربة شخصية حيث نقلت من مدير مبيعات لأكبر شركات السيارات للايف كوتش؟
موضوعنا الأساسي "الكوتشينج" لكن في الحقيقة أود أن أستهل الحوار بالرد عن سؤال هام يتعلق بتغيير المسار المهني بعد اختيار دام لسنوات،
هنا أبدأ بمقولة عالم النفس الشهير "كارل يونج" أن الإنسان يعيش مرحلتين في حياته، مرحلة أولى وتسمى"الفردية" وهي الفترة التي تكون فيها الرغبة تغلب عن تحقيق الذات، بمعنى الرغبة في الوصول إلى أهدافنا، الرغبة في تلك النظرة الإيجابية للمجتمع،حيث تكون إرادتنا الأولى هي تحقيق الذات وفي نفس الوقت محاولة إثبات ذلك للمجتمع، لكن هناك مع الأسف أفرادا يعيشون طوال حياتهم في هذه المرحلة لا يستطيعون المرور إلى مرحلة تانية، هو ليس بالشىء المرفوض فهو فكر أو قناعة مقبولة أيضا كل حسب مستوى الوعي الذي يتمتع به.
أما المرحلة التانية والتي يطلق عليها يونج "التفرد" ووضع لها إطارا وظواهر حيث تسيطر على الفرد في نهاية سن الثلاثينات وبداية سن الخمسينات كل حسب مستوى الوعي أو النضج، وخلال هذه المرحلة نطرح أسئلة مغايرة عن الأسئلة المعتادة والبسيطة، فتراودنا الأسئلة الوجودية في محاولة منا في التعمق في الحياة ونتجه إلى البحث عن التعريف الحقيقي لنا وهل الحياة الماضية هي فعلا الحياة التي نطمح إليها إلى آخر العمر،أيضا نتساءل "ماهي مهمتنا في الحياة"؟...كل هذه التساؤلات لها أسباب عديدة، ربما قد تكون فترة استيعاب لعدد السنوات التي "أهدرت" في اعتقاد منا أننا "نستشرف الموت" فالعديد من الناس يقولون "ليس في العمر سنوات أكثر من التي مضت" وهذا ما حصل لي بالفعل عندما قررت أنا شخصيا تغيير مسار حياتي،طرحت على نفسي العديد هذا النوع من التساؤلات، والرد كان في صورة "الرفض" وعدم الرضى بالأداء، رفضت أيضا كل المقارنات بالآخرين أو الالتزام بتحقيق الهدف مع فريق العمل أوالتركيز فقط على الجانب المادي، المجتمعات العربية بصفة عامة والمجتمع المغربي بصفة خاصة له خصاصة في تحقيق الجانب التوعوي، بمعنى تقديم المساعدة للمجتمع للوصول إلى الإدراك وإلى بعض المفاهيم التي تساعدهم على رؤية الحياة من زاوية مغايرة وهذا هو لب "الكوتشينج" حيث يكون الهدف منه مساعدة الناس على تغيير نظرتهم للأمور، "الكوتش" لا يعطي حلولا للمشاكل لكن يساعدهم على رؤية حياتهم من زوايا مختلفة، نفس الشيء بالنسبة لي عندما أنظر إلى حياتي من كل الزوايا فإن الإشكالية تتغير وهذا ما يسهل الوصول إلى أنجع الحلول، كل هذه العوامل دفعتني للاقتناع بالمجال وقدرته على مساعدتي في الاشتغال على نفسي بعدما توجهت إلى باريس حيث حصلت على دبلومة "الكوتش" وأيضا حصلت على ماستر متخصص "كوتش موجه".
اللايف كوتش ...هذا المصطلح الجديد الذي تسلل إلى مسامعنا في الآونة الأخيرة واستطاع استقطاب العديد من الناس كيف يمكننا تعريفه وما الفرق بينه وبين المعالج النفسي؟
أولا علينا أن نعرف الفرق بين الكوتشينج والمعالجة لأن العديد لا يعلم الفرق بينهما، المعالجة نظام سلوكي يعتمد على الماضي، الإنسان الذي عاش صدمات أو أذى خلال طفولته ولازال متأثرا بهذه الأذية وتشكلت بداخله عقدا نفسية يحتاج مساعدة المعالج من خلال عدة أدوات منها" "التأمل"."meditation"
الكوتش ليس بمعالج نفسي، دوره واضح جدا وهو العمل على تحديد الإشكالية والوضعية التي يعاني منها المشتكي ومساعدته على تجاوز الصعوبات التي تحول دون الوصول إلى الأهداف، أيضا المساعدة على اكتساب المهارات للعبور من النقطة "أ" إلى النقطة "ب"، هذا هو دور الكوتش الذي يشتغل مع المشتكي على أهداف معينة، أما المعالج النفسي فهو يشتغل على نفسية المشتكي وعلى الاضطرابات النفسية خصوصا عندما تكون حادة تمنعه من الحياة الطبيعية والمتوازنة، لأن المضطرب نفسيا يشعر أنه قد فقد الاستقرار النفسي في هذه المرحلة وبالتالي يلجأ إلى المعالج النفسي.
ماهي الأدوات التي يحتاجها اللايف كوتش؟
نحتاج هنا إلى ثلاث أدوات يتم توظيفهم للحصول من المشتكي على ثلات التزامات:
أولا: المحادثات، يجب فتح حوارات ونقاشات هادفة مع الكوتشينج تكون مرتبطة بالمشكلة.
ثانيا: الاستماع الفعال، أن يستمع الكوتش ويظهر أنه متفهم ومتعاطف ويُشعِر ما يَشعُر به المشتكي، فهذه النقطة هامة جدا لاستمرار المحادثة في مسارها الصحيح.
ثالثا: الأسئلة التوجيهية، وهي أهم أداة، حيث يتم طرح أسئلة هدفها الرئيسي تغيير زاوية الرؤية التي يرى بها المشتكي مشكلته لمساعدته على الرؤية من زوايا مختلفة، وهنا ممكن تحديد مستوى او قيمة الكوتش من خلال هذه الأسئلة المطروحة.
هذه الأدوات الثلاثة هدفها الحصول على ثلات التزامات من المشتكي، الالتزام الأول وهو تحديد خطة عمل تسمح للكوتش العبور من النقطة "أ" إلى النقطة "ب"، والالتزام التاني تطبيق خطة العمل على أرض الواقع الذي يعيشه المشتكي، لأن خطة عمل بدون تطبيق لا جدوى منها، كل هذه النقط يشترك فيها الكوتش والمشتكي معا، أما الالتزام الثالث وهو المراجعة والتقييم للخطة المطبقة وتحديد هل كانت فعالة ومطابقة لخطة العمل.
هل هناك مدارس للكوتشينج وهل هناك اختلاف بينهم؟
بالطبع هناك عدة مدارس للكوتشينج لكن لا اعتقد أنه هناك اختلاف كبير بينهم لكن يمكنني القول ان هناك تكامل فيما بينهم، منها مثلا مدرسة تيبي كلر الذي ساهم في فهم شخصية الإنسان، أيضا العالم إيريك بيرن وغيرهم مما تعمقوا في هذا المجال.
وفي الجزء الثاني، يكشف الكوتش المغربي الشهير عبدالكريم نوي، الكثير والكثير من التفاصيل.. انتظرونا