د.حياة عبدون تكتب: من الحياة.. من هم جهلاء هذا الزمان؟
" لا ينبغي لصاحب لب ان يشاورهم : الجاهل , العدو , الحسود , الجبان , البخيل , و ذو هوي ... فالجاهل يضل ... العدو يريد هلاكك ... الحسود يتمني زوال النعمة ..المرائي واقف مع رضا الناس .. الجبان من رأيه الهرب .. البخيل حريص علي جمع المال فلا رأي له في غيره .. وذو الهوي أسير هواه فلا يقدر علي مخالفته . من نصائح لقمان الحكيم لولده .
تأملت بعمق هذه الكلمات وأنا أنظر لجهلاء هذا الزمان الذين يقودون كثير من المؤسسات , ويعملون علي توجيه الرأي العام ويتصدرون المشهد السياسي , الاعلامي , الثقافي , الاقتصادي ... فهم أخطر جهل تواجهه مصر و هم أخطر من جهل العوام لان جهل العوام ظاهر يسهل علاجه أما الثاني فهو متخف في غرور و تعصب المتعلمين والقيادات !!!
الجهل هو " تصور الشيء علي خلاف ما هو به في الواقع ". وهناك جهل بسيط " ان يجهل الانسان بانه لا يدري " والجهل المركب " معرفة الشيء علي غير حقيقته مع أعتقاد وثقة أنه حق ".
أما خصال الجاهل الست " الغضب من غير شيء , و الكلام في غير نفع , والعطية في غير موضعها , لا يعرف صديقه من عدوه , افشاء السر , الثقة بكل أحد " . صدقت يا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
تجاهل الجاهل لان كلامك هو عنوان عقلك , ثقافتك , تربيتك , رجاحة عقلك و مجادلة الجاهل أو النقاش معه نقاش عقيم و مضيعة للوقت لأنك لن تصل معه الي حل أو نتيجة أو الي قرار . فتجاهل الحوار معه حتي لا تتأذي من سوء خلقه أو من جهله .. كما ان مجاراته ندم وعبء عليك " وان خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " ..
كما عليك ان تتذكر كلمات الامام الشافعي عندما سألوه يوما عن سبب سكوته وعدم مجادلته لبعض الجهلاء فقال " قالوا أسكت وقد خوصمت ؟ قلت لهم " ان الجواب لباب الشر مفتاح . والصمت عن جاهل أو أحمق شرف .. وفيه أيضا لصون العرض اصلاح . أما تري الاسد تخشي وهي صامتة ...والكلب يخسي لعمري وهو نباح ."
كما تذكرت قيس بن الخطيم " أعرض عن الجاهل السفيه... فكل ما قاله فهو فيه . ماض بنهر الفرات يوما .. ان خاض بعض الكلاب فيه .."
راقب من حولك .. ستجد ان الحكيم يناقشك الرأي أما الجاهل فيجادلك في الحقائق . " الجاهل يؤكد , والعالم يشكك , والعاقل يتروي " أرسطو . " ذو العقل يشقي في النعيم بعقله .. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم " المتنبي .
" غضب العاقل في فعله وغضب الجاهل في قوله " وان" الجاهل ميت وان كان حيا " " الجاهل صغير وان كان شيخا , والعالم كبير و ان كان حدثا " . الامام علي بن أبي طالب .
كما تذكرت كلمات سقراط " ينبغي للعاقل ان يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض " أرسطو .
" الجاهل الحي , ميت ... والعالم الميت , حي ". جمال الدين الافغاني .
اللهم أنقذ مصر من جهلاء هذا الزمان .. اللهم انقذنا من جهلاء هذا الزمان و باعد بيننا وبينهم و أنقذنا من داء الجهل فليس له شفاء لان الحماقة أعيت من يداويها ..اللهم امين يارب العالمين .
