سهير صقر تكتب: كلمتين وبس.. عزيزتي الأم


أنت العصب الأساسي في بناء المجتمع بل أنت العمود الفقري له ولأسرتك فأنت المسؤولة عن تنشئة أجيال الغد. فأنت أساس بيتك وأسرتك و أنت الملاذ الآمن لهم وأنت الصرح الشامخ الذي لا ينكسر ولا ينحني مهما واجه من عثرات الأيام .
وأنت نبع للحب والحنان ورمز للوفاء والعطاء أنت مصدر الثقة لأولادك فلا تنزعيها منهم بضعفك وخنوعك واستسلامك للذل والمهانة والإهانة فهذا لا يليق بك وبقوتك.
فلا تيأسي لضغط الظروف والأزمات والعقبات فقوتك تكمن في تخليك عما يؤذيك أو يخذلك, فلديك قوة جبارة علي المواجهة والتخطي فأنت قادرة علي تغيير كل ما حولك للأحسن بعزيمتك وإرادتك فأنت صانعة الحياة , وأنت زينة للحياة بل أنت كل الحياة.
ولا تحاولي إرضاء الآخرين علي حساب نفسك فأنت قيمة عالية في ذاتك وفي ثقتك بنفسك ووعيك بقدراتك. فلا تسمحي لأحد أن يقلل من شأنك أو ينزع منك أو يسلبك تلك الثقة والمكانة العالية. فإسلامك قد كرمك وأعز من قدرك بل ورفع من مكانتك وشأنك, ورسولك الكريم صلي الله عليه وسلم قد أوصي بك فلا تكوني دمية في أيدي الآخرين .
فأنت قائدة لسفينتك فلا تجعلي الرياح تطيح بك وبأسرتك وعلي ربان السفينة أن يكون حكيما يعرف متي وكيف يقود سفينته؟ بل متي وكيف يواجه الرياح ومتي يخضع لها؟ فالقيادة ليست بالأمر السهل أو الهين وخاصة مع أجيال مختلفين عنا كل الإختلاف سواء في اللغة أو الثقافة أو الاتجاهات في التفكير بل وأصبحوا مجادلين معارضين مع من حولهم متمردين علي ثقافة وعادات وتقاليد مجتمعهم , وهنا يظهر ذكائك في كيفية التعامل معهم واحتوائهم وإقناعهم, لأنه في النهاية لابد من الاحتفاظ بالهوية الأسرية والهوية الاجتماعية والشعور بالإنتماء حتي لانكون غرباء في بيت واحد أو أعداء في ساحة للقتال ويصبح البيت عبارة عن سقف مع مجموعة من الأعمدة الواهية والتي تنهار مع أول زلزال لها .
ولذا فعليك عزيزتي الأم أن تجنبي أسرتك أهوال تلك المخاطر والصدمات لأنك ببساطة الحصن المنيع لهم . وحافظي دائما علي جعل أولادك وأسرتك في القمة مع النجوم لا أحد يستطيع المساس بهم .
أعانك الله علي تلك المسؤلية الملقاة علي عاتقك فأنت أهل لها. فتحية إجلال وتعظيم لكل امرأة حافظت علي أنوثتها وقوتها وظلت ملكة متوجة علي عرشها. تحية إجلال وتعظيم لكل أم حافظت علي بيتها و أسرتها ووصلت بهم إلي بر الآمان. تحية إجلال وتعظيم لكل من نظر للمرأة علي أنها كيان وفكر وعقل مستنير وقدرها تقديرا يليق بها.
تحية إجلال وتعظيم لكل من احترم المرأةوصانها وحافظ عليها ورفع من شأنها فهو بذلك قد حافظ علي المجتمع بأكمله ورفع من شأنه وقدره .