الشيب.. درع وقائي للمرأة ضد سرطان الجلد أم علامة للتقدم في العمر؟


في تطور علمي مثير قد يعيد تعريف مفهوم الشيب، كشفت دراسة حديثة من جامعة طوكيو عن ارتباط غير متوقع بين ظهور الشعر الرمادي وآلية الدفاع الطبيعي في الجسم ضد الإصابة بسرطان الجلد.
فما اعتبرته النساء لعقود رمزًا للتقدم في السن أو فقدان الحيوية، قد يكون في الواقع إشارة إلى استراتيجية وقائية للجسم.
أصل اللون الطبيعي لشعر المرأة
يتحدد لون الشعر بفضل عمل الخلايا الصباغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين، وهو العنصر الذي يعطي الشعر درجته المميزة.
اقرأ أيضاً
زيت السمسم.. السر الطبيعي لشعر قوي وصحي ينافس زيت الروز ماري
سر الشعر الأسود.. وصفات طبيعية تحافظ على الجاذبية وتؤخر الشيب
جدل واسع حول حقن علاج الشيب..وعود بإعادة الشعر إلى لونه الطبيعي أم مجرد خدعة؟
تحدي الحياة.. مريضة بسرطان في مرحلته الرابعة تُكمل سباق الرجل الحديدي
هالة فهمي تكتب: هايدي .. ضحية السوشيال ميديا أم نحن ضحاياها !!
9 علامات جلدية تشير إلى مشكلات صحية خطيرة
خطة شاملة للتأخير الطبيعي لظهور الشعر الرمادي.. خطوات بسيطة تمنحك شعراً صحياً وحيوياً
طريقة منزلية مبتكرة لتحضير الشيبسي بمذاق ينافس الجاهز
أطعمة مذهلة لاستعادة شباب شعرك ومنع الشيب المبكر
تعرّف على العوامل الخفية التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد
الشيب المبكر، أسرار ظهوره وكيف تحافظ على شباب شعرك
أفضل طرق تخزين واستخدام واقي الشمس لضمان الحماية الفعالة
تنشأ هذه الخلايا من الخلايا الجذعية الموجودة في بصيلات الشعر، ومع التقدم في العمر، تتناقص أعداد هذه الخلايا تدريجيًا، مما يؤدي إلى ظهور الشيب.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن تلك الخلايا الجذرية قد تبقى حية وتخضع لتغيرات تجعلها أكثر عرضة لتصبح خلايا سرطانية.
دور الشيب في الحماية الطبيعية
أوضح الباحثون أن عند تعرض الخلايا الجذرية في الشعر لتلف في الحمض النووي الناتج عن الإشعاع أو المواد الكيميائية الضارة، تسلك الخلايا أحد مسارين:
- الأول: التحول إلى خلايا صبغية تموت لاحقًا، مما يؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي، لكنها بذلك تمنع تحوّلها إلى خلايا خطرة.
- الثاني: استمرارها في الانقسام تحت تأثير إشارات من المواد المحيطة، لتُحافظ على اللون الطبيعي للشعر، لكن هذا قد يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
المعادلة الجمالية والصحية
وبالنسبة للكثير من النساء، قد يبدو الاحتفاظ بشعر ملون وشاب أمرًا جذابًا وجمالياً. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن هذا الأمر قد يأتي مع تكلفة صحية خطيرة.
وهنا تظهر أهمية مادة "KITL"، التي يفرزها الجلد للحفاظ على بقاء الخلايا الجذعية.
وعند منع هذه المادة في التجارب المخبرية، عاد الشيب للظهور واختفت الخلايا الجذعية التالفة. هذه النتائج تؤكد أن الجسم يتخذ قرارات صعبة بين الحفاظ على المظهر الخارجي أو حمايته من خطر داخلي.
الشيب كعلامة على القوة لا الضعف
يشير الباحثون إلى أن الشيب ليس بالضرورة علامة على التراجع أو الشيخوخة، بل أداة ذكية يستخدمها الجسم لحماية نفسه.
فهو تعبير عن اختيار طبيعي يحافظ فيه الجسم على السلامة العامة على حساب بعض العناصر غير الأساسية، مثل اللون.
إعادة التفكير بمنتجات علاج الشيب
كما يحذّر الخبراء النساء من اللجوء إلى الأدوية أو الحلول الطبية لعكس عملية الشيب دون معرفة المخاطر المحتملة. فإن إخفاء الشيب بصورة غير مدروسة قد يُعزز خطر احتفاظ الجسم بخلايا ضارة يتزايد احتمال تحولها لخلايا سرطانية.
نوافذ جديدة في الأبحاث الطبية والجمالية
مع تقدم هذا النوع من الدراسات العلمية، يمكن أن يمهد الطريق لإيجاد علاجات آمنة لمشاكل الشيخوخة وتجديد حيوية الجلد دون المساس بسلامة الجسم.
وقد يتم تطوير منتجات قادرة على الجمع بين أهداف الحفاظ على الجمال وتأمين الحماية الصحية.
بهذا الاكتشاف اللافت، تُمنَح المرأة نظرة متجددة وغير تقليدية لمفهوم الشيب: ليس فقط رمزًا للخبرة والنضوج بل أيضًا وسيلة مدهشة للجسم لحماية نفسه من أكثر الأمراض خطرًا.