حكاية عثمان ومهزلة عصر السادات ..اقرأ بانتباه


كان "عثمان أحمد عثمان" يزهو دائما أنه بدأ حياته العملية بمبلغ ثلاثون جنيها بني بها أمبراطوريته وشركاته... ولنا أن نصدقه فقد أشتري وطنا بأقل من ذلك... فقد تقاضي ثمانون جنيها فقط نظير إصلاح وترميم وتجديد بيت"أنور السادات" في الهرم فكانت بداية الصداقة التي تطورت وإنقلبت مصاهره وهو ماجعل "أنور السادات" يعينه في عام 1973 وزيرا للتعمير فبدأ دون كلل يدير الوزاره بعقلية المقاول دون بعد سياسي أو إجتماعي ففجر أزمة الإسكان التي لازلنا نعاني منها حتي الآن...
ثم تمددت سطوته حتي سيطر تماما علي الحياة الإقتصادية في مصر طوال حياة صديقه وصهره "أنور السادات" أي أنه جامل "أنور السادات" في فيللا... فجامله السادات في وطن... كان "عثمان أحمد عثمان" هو أول من أسس جمعية الهاربين بأموال مصر...
فمن تحت عباءته خرج أولهم وأشهرهم "توفيق عبد الحي" وآخرون منهم "هدي عبد المنعم"... بل إنه هو الذي قدم "رشاد عثمان" في إحدي الأمسيات إلي "أنور السادات" حين طلب الرئيس من رشاد أن يخلي باله من الإسكندرية ويجعلها أحسن من بيروت (وإللي يعادينا يطق يموت)...
اقرأ أيضاً
لطلاب الثانوية العامة والمؤهلات العليا.. شروط دخول الكلية الحربية للبنات 2024
ارتفاع حصيلة ضحايا استهداف حفل تخرج الكلية الحربية في سوريا إلى 218 قتيلًا ومصابًا
توقف حركة القطارات في محطتى جمال عبدالناصر وأنور السادات لإصلاح عطل مفاجيء بالخط الأول
الرئيس السيسي من الكلية الحربية: أفتخر بالقوات المسلحة المصرية.. فيديو
برفقة وزير الدفاع.. الرئيس السيسى يتفقد الكلية الحربية ويعقد لقاء مع الطلبة
الكلية الحربية تحصل على ثلاث شهادات ”أيزو” عالمية
عطل مفاجئ بمحطة أنور السادات في اتجاه المرج
طالبة بالكلية الحربية تشتكي لـ”السيسي“.. والرئيس يرد
«حالتها حرجة».. أنور السادات يكشف تطورات الحالة الصحية لزوجة الرئيس الراحل
عائلة الرئيس الراحل أنور السادات تكشف تفاصيل الحالة الصحية لجيهان السادات
للمرة الأولى.. السماح للمرأة السودانية بالالتحاق بالكلية الحربية
في هذا الوقت الحزين من عمر مصر كان عثمان هو الذي يعين الوزراء ورؤساء تحرير الصحف ويحدد أيضا الرابح والخاسر في لعبة السوق...
كان الطالب الفاشل "توفيق عبد الحي" مندوبا للاعلانات في جريدة "الطلاب" وكانت جريدة لا تقبل الحال المايل لذلك كانت تنتقد بشدة "أنور السادات" و"عثمان" وسياسة الإنفشاخ ذاتها...
فكر "عثمان" أن يضرب جريدة "الطلاب" بمندوب الإعلانات "توفيق عبد الحي"... فأسس له جريدة بإسم "صوت الطلاب" لاهم لها سوي مدح "أنور السادات" و"عثمان"...
أغدق "عثمان" المال علي "توفيق" وجريدته حتي أختفت الجريدة الأصلية تحت وطأة الأزمات الخانقة وبقيت الجريدة المزيفة تنافق السادات وعثمان حتي ملها الناس وأنصرفوا عنها فأغلقت أبوابها...
فأصدر له عثمان جريدة من أموال وزارة التعمير بإسم "التعمير" وكان يتم توزيعها بالأمر... همس "عثمان" في أذن السادات بتعبير "التنمية الشعبية" وعلي حس هذا الإصلاح أقيمت شركة "أريك" وأقيم لها مجانا 152 منفذا للبيع في أهم الأماكن وكان معظمها – مع الأسف – مخالفا للقانون والغريب أن "عثمان" و"عبد الحي" اللذان أقتنصا الملايين بسبب هذه النفحه الساداتية لم يدفعا في هذه الشركة إلا خمسة آلاف جنيه...
كان "السادات" قد قتل وتلاشي نفوذ "عثمان" عندما أوقفت الجمارك شحنات الدجاج التي توزعها شركة"أريك" وتبين أنها حتي لا تصلح سماداً للتربه ( نعم نص التقرير علي أنها لا تصلح سمادا للتربه أو طعاما للكلاب)...
حتي هذا الوقت كانت التنمية الشعبية المهلبية قد أدخلت 105 شحنه دجاج ضخمة من محارقها في الخارج إلي بطون المصريين... وتبين أن أفضل الشحنات كانت منتهية الصلاحية من سبع سنوات... وتبين أن "توفيق عبد الحي" نهب ملايين البنوك بضمانات وهميه وأنه حتي لم يسدد للدولة جنيها واحداً كضرائب...
ورغم ذلك فقد وجد "توفيق عبد الحي" من ينبهه أن أمرا من النيابة سيصدر بالقبض عليه... فهرب الرجل إلي اليونان ليكون باكورة طابور الهاربين وهو الطابور الذي بدأ به ولم ينته للآن... كان من بين البنوك التي نهبها "عبد الحي" بنك المهندس الذي يشرف عليه "عثمان" ورغم ذلك قال "عثمان" للصحف:- "فلوسنا وإحنا أحرار فيها"... المضحك أن المحامي العام لنيابة الأموال العامة الذي كان مسئولا عن التحقيق في فساد "توفيق عبد الحي" هو المستشار "ماهر الجندي" المحبوس الآن في قضايا فساد والذي كان محافظا للغربية ثم محافظا للجيزة...
بالمناسبة المستشار "الجندي" أستبعد من التحقيقات الوزراء الذين تورطوا وتواطؤ مع "توفيق عبد الحي" علي سبيل المثال وجيه شندي وزير السياحة الأسبق والمهندس سالم محمدين سداد الدين وزير الصناعة الأسبق, وفي اليونان أستمر "توفيق عبد الحي" في الفساد وعقد الصفقات المشبوهه وهو ما عرضه للحبس والمساءلة القانونية أكثر من مره, ثم أصيب "عثمان أحمد عثمان" بالزهايمر وقبل أن يتوفى رفع عليه أحد أبنائه قضية حجر, ثم توفى الرجل الذى كان ملكاً غير متوج على مصر طوال فترة السبعينيات وفقد بذلك "توفيق عبد الحى" أحد أكبر مسانديه...
لكن "توفيق عبد الحى" يعيش الآن بفلوسنا آمنا مطمئنا خاصة بعد أن رفضت اليونان تسليمه إلي مصر وعندما سأله أحدهم عن السر في نفوذه وكانا يتحدثان في المطعم الذي أفتتحه "توفيق عبد الحي" في اليونان... أشار "توفيق" إلي أحد الزبائن الذين يتناولون الطعام في مطعمه وقال:- "هل تعرف من الجالس أمامك؟"...
قال الرجل:- "لا"... قال توفيق عبد الحي:- "هذا مستر "كابسيس" وزير الأمن الداخلي وهو صديقي وزبوني أيضا....... ولا يزال النهب مستمرا.
بقلم جلال عامر كاتب و صحفي مصري تخرج في الكلية الحربية وشارك في ثلاث حروب مصرية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر، يُعد أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربي، توفي يوم 12 فبراير سنة 2012 أثر أزمة قلبية أثناء مشاركته في مظاهرة مناهضة للنظام