الأربعاء 25 يونيو 2025 09:55 صـ 28 ذو الحجة 1446هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
أخبار

السيناريست عماد النشار يكتب: عايزه يورانيوم يا إبراهيم…!

أنا حوا

هذه ليست جملة ساخرة أو عبارة هزلية كما تبدو من أول وهلة، من أجل حصد الإعجاب على مواقع التواصل الإجتماعي والها ها ها ، بل صرخة كرامة من قلوب وحناجر شعبنا العربي الذي يرى الهمجية والعربدة الصهيونية التي فاقت الحد والوصف دون رادع أو حساب ،فلم نعد الآن بحاجة إلى الورد أو غصون الزيتون في ظل هذه الهجمة التتارية المسعورة في عصرنا الحديث ، بقدر حاجتنا إلى قوة رادعة تحمي أوطاننا وحقوقنا ، عقود طويلة ونحن نلوح بأغصان الزيتون ونرفع شعارات الحوار ونحسن الظن بالمجتمع الدولي ، لكن في كل مرة نقابل بحروب جديدة واعتداءات متكررة ودماء تراق دون حساب ، لا نطلب الحرب ولا نريد سفك الدماء ، لكن هل يمكن حقا أن نحيا بكرامة في هذا العالم دون أن نمتلك ما يجبر الآخرين على احترامنا

في داخل كل عربي هناك إحساس قديم لكنه حي ، إحساس بأننا نستحق أن نكون أقوياء ، لسنا دعاة حرب لكننا نعيش في عالم لا يحترم الضعفاء ، كل دولة تسلح نفسها وتبني قوتها بينما نحن نراقب ونعد الضحايا ونسأل أنفسنا كل مرة متى نمتلك سلاح الردع ، متى نحمي أطفالنا ومدننا ومستقبلنا بأيدينا لا بتوسلاتنا، ولا ببيانات الشجب والإدانة والاستنكار .

جملة عايزة يورانيوم يا إبراهيم قد بدت كمزحة أو تعليق ساخر لكنها اليوم أصبحت عنوانا لحالة أمة ، إنها ليست مطالبة بالحرب بل أمنية بالأمان ، أمنية بأن نملك شيئا يجعل الآخر يفكر ألف مرة قبل أن يضغط على الزناد

الوضع في منطقتنا ينذر بالخطر ، الاشتباكات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي لم تعد مجرد تهديدات ، القصف بات متبادلا والردود تتسارع والحدود تحترق ، إيران تقصف مواقع حيوية والاحتلال يرد بقوة مفرطة ، في هذا السياق الولايات المتحدة تدخل بقوة وترسل حاملات طائرات إلى المنطقة مثل يو اس اس نيميتز التي تضم أكثر من ستين طائرة وخمسة آلاف جندي إضافة إلى غواصات وصواريخ موجهة ، الرسالة واضحة التدخل الأمريكي ليس احتمالا بل خيار جاهز على الطاولة

هذا المشهد لا يعني فقط تصعيدا بين أطراف متنازعة بل تهديدا شاملا لمنطقتنا كلها ، كل خطوة عسكرية هناك تترك صداها عندنا ، كل صاروخ يطلق وكل سفينة تتقدم تقربنا أكثر من شفا الانفجار

الضربات الإيرانية الأخيرة استهدفت منشآت في حيفا ويافا فيما ردت إسرائيل بقصف مراكز عسكرية ومواقع يقال إنها نووية في طهران وأسفر عن مقتل قادة مهمين ، لكن اللافت في هذه الحرب أنها لم تعد تخاض فقط بالصواريخ والطائرات ، المعلومة أصبحت سلاحا ، تقارير استخباراتية صور من مواقع التواصل تحليل بيانات عبر الذكاء الاصطناعي كل ذلك يستخدم لتحديد الأهداف بدقة وتنفيذ عمليات موجهة أشبه ما تكون بألعاب فيديو مميتة،ففي زمننا من لا يملك المعلومة والقوة معا لا يملك شيئا.
حين تبدأ الدول بسحب دبلوماسييها فاعلم أن الأمور تسير نحو هاوية ، هذا ما حدث مؤخرا حين بدأت روسيا تسحب موظفي سفارتها من طهران، والصين تناشد رعاياه في تل أبيب بالمغادرة ، كذلك بدأت دول أوروبية تعد خطط لإجلاء مواطنيها ، الأزمة تتصاعد والأصوات تحذر من صراع طويل ومفتوح
أسعار البترول ترتفع وسط مخاوف من اضطرابات مالية عالمية ، وكل هذا مجرد إشارات أولى ، إغلاق محتمل لمضيق هرمز قد يعني أزمة طاقة عالمية لا تقل عن أزمة أوكرانيا وربما أكبر
ووسط أحزمة الزلازل التي تحيط بالمنطقة، أصبح المواطن العربي كمن يجلس في قاعة مظلمة يشاهد فيلم رعب وهو مقيد ، يشاهد يستمع ينفعل لكنه لا يستطيع التأثير أو حتى الدفاع عن نفسه
كم من مرة سمعنا شعارات السلام ، كم من مرة قدمنا التنازلات ، كم من مرة عقدنا قمم عربية وإسلامية عادية وطارئة ، وسط اغاني ملحمية أشعرتنا أننا على أبواب امتلاك قنبلة نووية داخل أروقة وقاعات جامعة الدول العربية ، وأسلحة ردع فتاكة منتشرة في الشارع المسمى بأسمها، ولكن النتيجة كانت كل مرة "بلح" ، دمار حصار وتجويع وقرارات تتخذ بعيدا عنا وأراضي تقسم دون أن يكون لنا رأي
نحتاج اليوم إلى ما هو أكثر من الصبر والمواقف الكلامية ، نحتاج إلى خطة إلى مشروع إلى إرادة تصنع القوة لا تستهلكها
أيوه عايزين يورانيوم أصبحت تعبيرا صادقا عن حلم ، الحلم ألا نكون مجرد أرقام في نشرات الأخبار أو ضحايا في تقارير الإغاثة ، أن نملك القدرة على الدفاع وأن نحظى بالاحترام في عالم لا يعطيه مجانا

نحن لا نبحث عن دمار بل عن حصانة ، لا نريد أن نهاجم بل أن نحمي ، أن نقول لا عندما يراد بنا سوء ، أن يكون لدينا ما يكفي من القوة لكي نجلس على طاولة العالم لا أن نترك خارجها

في عالم اليوم من لا يملك القوة لا يملك الكرامة ، وفي عالم الغابة لا يحترم إلا من له مخالب وأنياب ومكر ، السلام ليس كلمات نرددها بل توازن رادع يحميها ، ربما آن الأوان لنفهم أن الكرامة لا تشترى وأن الاحترام لا يمنح بل ينتزع بالقوة أو لا يكون.

#
#

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 09:55 صـ
28 ذو الحجة 1446 هـ 25 يونيو 2025 م
مصر
الفجر 03:09
الشروق 04:55
الظهر 11:58
العصر 15:33
المغرب 19:00
العشاء 20:33