هل يشترط التتابع في صيام الست من شوال والجمع بينها وبين قضاء رمضان؟


تساءل كثيرون مع دخول شهر شوال عن أحكام صيام الستة أيام المنسوبة إليه، لا سيما ما يتعلق بتتابعها، وإمكانية الجمع بينها وبين صيام ما فات من رمضان، فضلًا عن وقت النية الصحيح، ودار الإفتاء المصرية أجابت عن هذه التساؤلات، موضحة التفاصيل الشرعية المتعلقة بها.
ففي الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر".
وقد فسّر العلماء هذا الحديث بأن صيام رمضان مع ست من شوال يعادل صيام السنة كاملة، باعتبار أن الحسنة بعشر أمثالها، فثلاثون يومًا من رمضان مع ست من شوال تساوي في الأجر ثلاثمائة وستين يومًا، وهو عدد أيام السنة.
كما شبه العلماء صيام شوال بصلاة السنن بعد الفريضة، فهي تكمل النقص وتقوي العمل، وتعدُّ علامة على قبول رمضان، حيث إن الاستمرار في الطاعة بعد موسم العبادة يدل على رضا الله وتوفيقه للعبد.
هل يُشترط تتابع الصيام؟
الإفتاء أوضحت أن التتابع في صيام الست من شوال ليس شرطًا، بل يُتاح للمسلم توزيعها كما يشاء طوال الشهر، سواء صامها متفرقة في أيام الاثنين والخميس، أو صامها في الأيام البيض، لكنّ الأفضلية تبقى للمسارعة بها عقب العيد مباشرة، لما في ذلك من حرص على الطاعة والمبادرة إلى الخير.
هل يمكن الجمع بين نية قضاء رمضان وصيام الست؟
من المستحب أن يبدأ المسلم أولًا بقضاء ما عليه من أيام رمضان قبل الشروع في صيام شوال، استنادًا إلى الحديث الشريف: "دَيْنُ الله أحقُّ أن يُقضى". ومع ذلك، يجيز بعض العلماء، كأتباع المذهب الشافعي، الجمع بين نية القضاء وصيام الستة أيام، فيكون له أجر الاثنين معًا، ويمكن أيضًا تأجيل قضاء رمضان، بشرط أن يتم قبل دخول رمضان التالي دون إثم.
متى تُعقد نية الصيام؟
أما عن نية صيام الست، فهي لا تُشترط من الليل كما في الفريضة، بل يمكن عقدها حتى قبل أذان الظهر، بشرط ألا يكون المسلم قد تناول شيئًا يُفطر منذ طلوع الفجر، وهذا ينسحب على صيام النوافل عمومًا، لا الفروض.
وبذلك يكون باب الخير مفتوحًا أمام المسلمين في شهر شوال، ليغتنموا فضله، سواء صاموا الأيام الست متتابعة أو متفرقة، مفردة أو مجتمعة مع القضاء، ما دام القلب معلقًا بطاعة الله، والنية صادقة في طلب الأجر.