الجمعة 17 مايو 2024 04:24 مـ 9 ذو القعدة 1445هـ
أنا حوا

رئيس التحرير محمد الغيطي

المدير العام منى باروما

يحدث الآن
أنا حوا

قصة إنشاء حي المعادي بين الخديوي إسماعيل و الاحتلال والاثرياء

أنا حوا
حي المعادي قصة تجسد تاريخ مصر زمان ..فيها صفحات تستحق أن تحكى.



تدين المعادي بالفضل في نشأتها إلى الخديوي إسماعيل (1830 - 1895) الذي قرر في نهاية القرن التاسع عشر استثمار منطقة حلوان التي تبعد 25 كيلومترا جنوب القاهرة بإقامة منتجع سياحي استشفائي في المدينة الصغيرة ذات الحدائق الغنّاء وعيون المياه الكبريتية، فضلا عن قربها من مناطق الآثار الفرعونية مثل سقارة والجيزة مما يجعلها هدفا للبرامج السياحية الغربية. وفي عام 1868 أرسل إسماعيل مجموعة من الخبراء من بينهم طبيبه الخاص إلى حلوان لبحث طبيعة الآبار وإمكانية تنمية المكان واستثماره. وأشار الخبراء إلى الخصائص الطبية الهامة الموجودة في آبار حلوان، فقرر الخديوي إسماعيل بناء قصر بها عام 1877 ووهبه لأمه وسمي «بقصر الوالدة». شجع تشييد القصر أبناء الأسرة المالكة والأثرياء والأجانب إلى إنشاء القصور والفيلات الفخمة في ذات المنطقة، وهو ما استدعى ربط حلوان بالقاهرة بخط سكة حديدي لتسهيل الوصول إليها، وكان ذلك في عام 1880. ومع افتتاح خط السكك الحديدية الجديد عام 1889 بدأ المستثمرون في شراء الأراضي بجوار الطريق، وأسفرت عملية البيع في بداية القرن العشرين عن حصول أسرة موصيري أحد زعماء الجالية اليهودية في ذلك الوقت على مساحات كبيرة من تقسيم المعادي بعد شرائها من شركة أراضي الدلتا التي أسستها الطبقة الأرستقراطية البريطانية في مصر.



في عام 1903 تم رفت محمد عبده عمدة عزبة معادي الخبيري بسبب إتهامه بالتزوير وكان الحكم بهذه القسوة بسبب سابقة توقيع عقوبة على نفس الرجل عام 1897 بسبب إهماله في نظافة العزبة .. معادي الخبيري هي نفسها معادي السرايات حالياً وقد إكتسبت إسم الخبيري من إبن العزبة الحاج محمد الخبيري متعهد الفلايك التي تنقل الركاب والبضائع من المكان إلى الجهة الغربية من النيل وبخاصة عزب البكباشي والشيخ المنيب والحوامدية وبسبب هذه (التعدية) أخذت إسمها المعادي الذي طغى على إسم عزبة (أجي الأي) الذي حملته لفترة وهو إسم عسكري بسبب توزيع جانب كبير من أطيان مديرية الجيزة التي كانت تتبعها المعادي و حلوان و ما بينهما من عزب على النيل، بسبب توزيع جانب من أطيان المنطقة كبدل معاشات لعدد كبير من ضباط الجهادية.



وقام الضابط الكندي آدامز بالتخطيط لإنشاء المدينة كحي سكني ذي نسق واحد على الطراز البريطاني الاستعماري من خلال الشوارع المستقيمة وبناء الفيلات ذات الطابقين والحديقة الأمامية المليئة بأشجار الزينة النادرة. وتولت الشركة الترويج للسكن في الحي الهادئ، وفي عام 1910 قامت الشركة المشرفة على تطوير المعادي بإنشاء ناد رياضي أطلقت عليه اسم «المعادي سبورتنج» وأقامت فيه ملاعب الجولف والكروكيت والهوكي والفروسية وحماما للسباحة إضافة إلى المساحات الخضراء والحدائق وعدة مبان للمطاعم والضيافة.



في عام 1912 و1913، بنى فرانك شومان أول محطة للطاقة الحرارية الشمسية في العالم في ضواحي المعادى لضخ الماء نهر النيل إلى حقول القطن المجاورة.



ومن محطة قطار المعادي، كانت تتفرع شوارع المنطقة بشكل مستقيم نحو الميادين الرئيسية في نواحي الحي المختلفة، وحمل الشارعان الرئيسيان اسمي ملوك مصر آنذاك، فؤاد الأول والأمير فاروق، بينما سميت الشوارع الأخرى بأسماء مؤسسيها من اليهود والبريطانيين. فكانت تسمى قطاوي وموصيري وآدامز ووليامسون، إلا أنها تغيرت في الأعوام الأخيرة لتحل محلها الأرقام مثل شارع 9 الرئيسي والموازي لخط المترو وشارع 105 وغيرها.



ومع تزايد هجرة القاهريين إلى المعادي أنشأت الأقلية اليهودية معبدا في عام 1934 بناه الثري مائير بيتون وأسماه مائير عينايم، وأسس بعدها الحي اليهودي في المعادي وأصبح الحي مركز جذب لليهود المصريين، حيث شيدت فيه الفيلات الفاخرة لأثرياء الطائفة أمثال عائلة شيكوريل ومزراحي إلى جوار منازل اليهود الاشكناز من عائلات التمان وولف وليفشيش وروتشيلد. وبلغ عددهم في منتصف الأربعينيات ما يقرب من 20 ألف شخص شكلوا ثلث سكان الحي. بعدها أنشأ المسيحيون كنيسة كاثوليكية، كما شيد المسلمون أول مسجد في المعادي عام 1939 افتتحه الملك فاروق الأول ملك مصر في ذلك الوقت وأطلق عليه اسمه «مسجد الفاروق».



وكانت المعادي على موعد مع الحرب العالمية الثانية إذ وصل إليها في عام 1940 ما يقرب من 76 ألف جندي من نيوزيلندا، استقروا في معسكر ضخم في منطقة يطلق عليها «وادي دجلة» جنوب المعادي. وتعايش الجنود مع أهل المعادي واختلطوا مع سكان الحي بل إن بعضهم قرر الاستقرار في مصر بعد نهاية الحرب، حتى بعد أن غادرت الفرقة إلى نيوزيلندا عام 1946 وقدموا قبل رحيلهم نصبا تذكاريا يشكرون فيه سكان الحي على كرم الضيافة طيلة المدة التي قضتها القوة هناك.



وعلى الرغم من مرور السنوات ورحيل الأجانب عن مصر، إلا أن حي المعادي ما زال مفضلاً من قبل الجاليات الأجنبية، إذ لا تزال أعداد كبيرة منهم تعيش فيه نظرا لطابعه الغربي، الذي يبدو جليّاً في مؤسسات التعليم الأجنبية المنتشرة فضلا عن النوادي الرياضية والمؤسسات الاجتماعية والدينية والأماكن الترفيهية والمطاعم التي تساهم في دفع مشاعر الغربة عن الأجنبي المقيم في مصر. كما فضلت دول كثيرة تشييد سفاراتها هناك إذ تحوي المعادي اليوم 26 سفارة أجنبية.



ومع التزايد السكاني اتسعت رقعة الحي الهادئ وبات يحدها من الغرب شارع كورنيش النيل، بينما يحدها طريق الأوتوستراد الممتد من حلوان إلى مدينة نصر من الشرق، حيث أنشئت ضاحية المعادي الجديدة ومنطقة زهراء المعادي ومدينة المعراج القريبة من سفح المقطم



و زي ما قلت في الأول إنها سميت بالمعادى لوجود "معدية" لعبور النيل.

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 04:24 مـ
9 ذو القعدة 1445 هـ 17 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:20
الشروق 05:00
الظهر 11:51
العصر 15:28
المغرب 18:43
العشاء 20:11