مركز المرأة العاملة بالفيوم.. نموذج تنموي يُحدث نقلة في حياة السيدات
يُعد مركز المرأة العاملة بمحافظة الفيوم واحدًا من أبرز المشروعات التنموية التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي منذ عام 1982، في إطار رؤية تهدف إلى تحقيق التمكين الاقتصادي الحقيقي ودعم اقتصاد الرعاية.
يعمل المركز كحلقة وصل بين تمكين المرأة العاملة من تحقيق توازن بين التزاماتها الأسرية والعملية، وتعزيز سوق العمل، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
من مطبخ إلى منظومة إنتاج متكاملة:
اقرأ أيضاً
القاتل الصامت.. وفاة زوجين إثر تسرب غاز بالفيوم
ثقافة وإبداع في قلب الريف.. ختام ناجح لفعاليات قافلة قرية الروضة الثقافية
مشروع مراكز دعم المرأة.. خطوة نحو تمكين اجتماعي واقتصادي شامل في 11 محافظة
تفاصيل إطلاق وزيرة التضامن لجائزة باسم مؤسس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية
النيابة تأمر بحبس متهم في واقعة الاعتداء على ممرضة بمستشفى الفيوم العام
وزيرة التضامن تكشف خطة التدخل لحالات مشابهة لمسلسل ”كارثة طبيعية”
وزارة التضامن الاجتماعي تمدد فترة سداد رسوم حج الجمعيات الأهلية حتى 4 ديسمبر
أول تعليق من وزيرة التضامن على دعوات استبدال الإعلامية آية عبد الرحمن بـ”مذيع رجل” في دولة التلاوة
شروط جديدة.. التضامن لا تشترط وجود محرم للسيدات دون 45 عاما بحج الجمعيات
بسبب وجبة بطاطا.. إصابة أسرة كاملة في الفيوم بتسمم غذائي
وزيرة التضامن تعلن عن موعد انطلاق أولى رحلات العمرة
التضامن تعلن عن تنفيذ برامج تدريبية لبناء قدرات النساء ذوات الإعاقة
وأوضحت الدكتورة شيرين فتحي، وكيل مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الفيوم، أن المركز أصبح نموذجًا حيويًا لمشروعات تمكين المرأة، حيث يوفّر للسيدات فرص عمل وإنتاج مستدامة.
يضم المشروع خطوط إنتاج بإدارة نسائية متميزة، أبرزها في مجالات تصنيع المعجنات والوجبات الجاهزة ونصف المُجهزة.
كما يشمل منافذ بيع مباشرة تتيح للمنتجات الوصول إلى المستهلكين بجودة عالية وأسعار تنافسية.
خدمات تتخطى الدعم المؤقت:
أكدت شيرين أن المشروع يمتد ليخدم أهالي محافظة الفيوم كافة، مُشكّلاً قيمة اقتصادية حقيقية من خلال تقديم خدمات ومنتجات تتماشى مع احتياجات الجميع، وهو ما يحوّل مفهوم الدعم إلى استقرار اقتصادي يومي للعديد من الأسر.
وعن طبيعة العمل في المركز، أوضحت أنه لا يُنظر إليه على أنه مجرد مكان إنتاج تقليدي، بل أشبه بخليّة نحل تعج بالحركة والنشاط.
تعمل النساء بثقة وشغف لتحققن تحولًا إيجابيًا ملموسًا في حياتهن المهنية والشخصية، وهو ما يؤكد أهمية المشروع في تحقيق رؤية أعمق للتمكين.
دعم عملي ومرونة خدمية:
أضافت إلهام لطيف، مديرة إدارة المرأة بمديرية التضامن الاجتماعي بالفيوم، أن المشروع يتميز بتقديم خدمات مرنة تلبّي احتياجات السيدات العاملات.
سواء في تجهيز وجبات يومية جاهزة للأسرة، أو منتجات مخصصة حسب الطلب للمؤسسات والفعاليات الكبرى.
كما يقدم المشروع منتجات موسمية مثل الكعك والبسكويت التي تشهد إقبالًا كبيرًا خاصة خلال فترات الأعياد.
وأشارت إلى أن المشروع يعتمد على جهاز إداري وفني متكامل يضمن كفاءة العمل وجودة الإنتاج من خلال فرق متخصصة ومعدات حديثة، فضلًا عن منافذ بيع تعرض المنتجات بشكل دائم وبأسعار مناسبة.
استدامة التمويل وتحقيق أثر اجتماعي:
بدأ المشروع بدعم أولى من وزارة التضامن الاجتماعي عام 1996 بتوفير المعدات الأساسية للإنتاج. ولكنه يعتمد حاليًا على العائد المالي الناتج عن عملياته المختلفة لضمان استمراريته وتطويره دون الاعتماد الكلي على الدعم الخارجي.
ويحرص المشروع على تقديم منتجات بأسعار أقل مقارنة بالسوق المحلي، مع تحقيق هامش ربح بسيط يضمن الاستدامة واستمرارية النشاط.
أثر إيجابي متزايد:
وفق إحصاءات حديثة، بلغ عدد المستفيدين من خدمات المشروع في عام 2024 حوالي 18 ألف و803 مستفيدين ومستفيدات، وازداد العدد في العام الجاري ليصل إلى 22 ألف و509 مستفيد ومستفيدة.
هذه الأرقام تعكس ثقة المجتمع المتزايدة بالمشروع وتوسعه في خدمة شريحة أكبر من السكان.
يعتمد مركز المرأة العاملة بالفيوم على رؤى تنموية متكاملة، ليس فقط من خلال تقديم الخدمات الغذائية، بل أيضًا بتوفير فرص عمل كريمة للسيدات والشباب وتأهيلهم لسوق العمل.
ويخلق المشروع بيئة داعمة تشعر فيها النساء بالاستقلال والكرامة المهنية، حيث تشارك العاملات في دورة إنتاج متكاملة تبدأ بالتدريب وتنتهي بالتسويق المباشر للمنتجات.
إحدى العاملات بالمركز أكدت أن مشاركتها في المشروع غيّرت حياتها تمامًا، فهي الآن قادرة على توفير حياة مستقرة لأسرتها وتعزيز اعتمادها على نفسها بعيدًا عن المساعدات المؤقتة.
سعي مستمر نحو التغيير:
يمثل مشروع مركز المرأة العاملة بمحافظة الفيوم نموذجًا ملهمًا لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية ترتكز على تمكين المرأة ودورها الحاسم في التنمية.
وتحديدًا في مجتمع يسعى نحو تحقيق التوازن المطلوب بين العمل والأسرة، مما يجعل هذا المشروع خطوة محورية لدعم الأسرة المصرية وخدمة الوطن بأسره.







