فاطمة عمر تكتب: مين يشتري الولِد مني؟!
أعترف أن الدنيا بقسوتها قد اصابت قلبي في مقتل للدرجة التي كدت أشعر معها أنه فقد إحساسه بالحياه ذاتها بفقد حبيب رحل وعجز عن الاحتمال ...بخوف دائم...برغبة جارفة في العزله ...
كنت اعتقد أنني احمل فوق كل قدرة واحتمل ما يزيد عن الطاقه حتى رأيت تلك المأساه أم تعرض أولادها للبيع او التبني ...حاولت أكثر من مرة مشاهدة الفيديو حتى النهايه ولكن قلبي الحزين لم يحتمل ....
كيف للحياة ان تصل بقسوتها على قلب الأم الحنون الى هذه المرحلة من الألم والعوز ...قصة عندما شاهدتها مصورة على الشاشه من زمن قلت لا مستحيل أن يحدث هذا في الواقع مهما بلغت درجة ثقله وقسوته ورغم بكائي مع الرائعة الراحله شاديه في فيلم لا تسألني من أنا ..إلا أنني ثبت على نفي بداخلي ان الأمر كله مجرد دراما حتى رأيت هذه الام والحسرة والمرارة في صوتها والانكسار في عيون أولادها الذين لم يجنوا شيئاً سوى أنهم ابناء العجز وقلة الحيله في أيام ليس لنا فيها الا رحمته عز وجل
كنت أحزن وأتألم لمن يبيع جزءاً من لحمه.. كلية او غيرها حتى يستطيع العيش أما ان نصل إلى أن نبيع لحمنا كله ..قلوبنا التي تمشي على الأرض فهذه كارثة بكل ما تحمله الكلمه من معنى
والسؤال بل الأسئله التي أطرحها كل مرة وان اعرف أنني اصرخ في الفضاء وأن صوتي صدى لا يسمعه احد ...كيف لأب واعتذر ان اصفه بهذا اللقب الذي لا يستحق حرفا واحدا منه ترك أولاده دون مأوى ولا نفقه؟!
أين المؤسسات التي تصيبنا بصداع مزمن المتحدثه باسم المرأة هل شاهد المسؤولون عنها هذا الفيديو وماذا فعلوا ؟ هل لنا أن نطلب منهم أن يتنازلوا ويتواضعوا ويهبطوا من ابراحهم العاجيه إلى واقع المرأة المؤلم الذي اضطر هذه الام كي تقبل على هذا البيع أو التنازل؟ لماذا لم تقم الدنيا ولا تقعد على هؤلاء الأطفال ألم حزن أعينهم وكسرتهم حسرة أعينهم نظر الساده المسؤولين الذين يلوموني علينا اننا لا ننظر الى الغد وننتظر الى يومنا فقط ؟!
أيها الساده لو كانت هذه الام ترى غدكم هذا ما صرخت وعلا حزنها إلى عنان السماء وهى تقول مين يشتري الولد منى؟!!!











