197 طفلاً يواجهون الإصابة بالسرطان بسبب متبرع بحيوان منوي.. كارثة تهز 14 دولة أوروبية
في تطور صادم كشف تحقيق مشترك أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ومؤسسات إعلامية أخرى، عن قصة متبرع بحيوانات منوية أدى إلى ولادة ما لا يقل عن 197 طفلاً في 14 دولة أوروبية، وسط مخاطر طبية غير محسوبة نجمت عن طفرة جينية خطيرة لم تُكشف إلا بعد فوات الأوان.
العنوان المأسوي وراء الأرقام: أطفال في مواجهة السرطان
التحقيق أظهر أن المتبرع الذي لم يتم الكشف عن هويته، بدأ نشاطه في التبرع بالعام 2005 واستمر على مدار أكثر من 17 عاماً.
اقرأ أيضاً
متلازمة تكيس المبايض وسرطان الثدي.. تحديات المرأة بين المصاعب الصحية والوقاية الممكنة
العلاج الهرموني التعويضي.. عودة أمل انتظرته النساء لعقود بين الجدل والبحوث العلمية
جامعة حلوان تحتضن حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي لدعم صحة المرأة
نجاح علمي .. أول حالة حمل باستخدام تقنية ذكاء اصطناعي لاستعادة الحيوانات المنوية
أكتوبر الوردي.. «صحة كفر الشيخ» تنظم فعالية للتوعية بأهمية الفحص المبكر للسيدات
القومي للمرأة ينظم ندوة للتوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي
دراسة تكشف: الرضاعة الطبيعية تعزز المناعة ضد سرطان الثدي
السرطان الموضعِي.. نافذة الشفاء للنساء في المرحلة صفر
أكتوبر الوردي.. مستشفيات شفاء الأورمان تتصدر حملات التوعية من سرطان الثدي بالأقصر
أكتوبر الوردي... احتفاءٌ بصحة المرأة ودعوة للكشف المبكر عن سرطان الثديحكايات انتصار.. احتفالية جامعة القاهرة بالمتعافيات من سرطان الثدي في ”أكتوبر الوردي”
فحص دوري يحميكِ من سرطان الثدي.. نصائح وإرشادات وزارة الصحة والسكان
وخضعت عيناته لفحوص تقليدية أكدت خلوها من العيوب الظاهرة. إلا أن دراسات موسّعة في وقت لاحق كشفت عن وجود طفرة جينية خطيرة تسبب أضراراً هائلة، إذ تتسبب في تلف الجين المسؤول عن منع تحوّل الخلايا الحميدة إلى أورام سرطانية.
نتائج التشخيص المفصلة كشفت إصابة 23 طفلاً يحملون هذه الطفرة بأورام سرطانية، بينهم عشرة تأكدت معاناتهم من مرض السرطان بشكل فعلي، بينما يعاني بعضهم من أكثر من نوع من السرطانات.
وبحسب التوقعات الطبية، فإن من لم تظهر عليهم أعراض المرض بعد، معرّضون بنسبة تفوق 90% للإصابة في المستقبل.
كيف انتشرت الطفرة السرطانية؟
القصة بدأت داخل بنك الحيوانات المنوية الأوروبي في الدنمارك، الذي قام بتوزيع عينات المتبرع على 67 عيادة في أنحاء القارة الأوروبية.
هذه المؤسسات سهّلت الحمل لعدد كبير من الأسر دون أن تدرك خطورة الطفرات التي تحملها تلك العينات. الملفت في الأمر أن جسد المتبرع نفسه لم يظهر عليه أي علامات مرضية نتيجة الطفرة، مما جعل اكتشافها عبر الفحوص التقليدية أمراً بالغ الصعوبة.
ما هي متلازمة "لي فروميني؟
الطفرة المكتشفة مرتبطة بمتلازمة نادرة تعرف باسم "لي فروميني"، وهي حالة وراثية تعني أن الطفل الذي يحمل الطفرة معرض للإصابة بسرطانات مختلفة عند ولادته.
كما أنها ترفع احتمالات إصابة الإناث بحالات سرطان الثدي في مراحل لاحقة من حياتهن، مما يزيد من تعقيد القضية وتداعياتها الصحية.
نداء للأمان التشريعي والطبي
في ردّ على ما حدث، أقر بنك الحيوانات المنوية بوجود تجاوزات كبيرة فيما يتعلق بعدد التوزيعات المسموح بها للعينات. وأصدر البنك بياناً عبر فيه عن تعاطفه مع الأسر المتضررة ووعد بمراجعة السياسات التنظيمية.
من جهة أخرى، طالب خبراء الوراثة بضرورة تحديث معايير الفحوص المطبقة حاليًا للكشف عن الطفرات الجينية النادرة والعمل على سنّ أنظمة صارمة تحد من اعتماد عينة متبرع واحدة في عشرات الحالات بمناطق مختلفة، للحد من تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
درس مؤلم يقف عنده العالم الطبي والإنساني
القضية التي خلّفت ورائها العديد من الأسر المفجوعة والأطفال المهددين بالموت توضح الحاجة الملحّة لتطوير فحوص أكثر دقة وشمولاً وتفعيل الضمانات الأخلاقية والطبية التي تحول دون تكرار مثل هذه الوقائع المأساوية في المستقبل.







