التجمعات الأسرية.. رابط مفقود وفوائد خفية تعيد الترابط العائلي
لم تعد مائدة الطعام تجمع أفراد الأسرة كما كانت في الماضي، إذ أصبح لكل فرد نظامه الخاص يتناول فيه وجبته وفق ظروف عمله أو دراسته، أو حتى انشغاله بمنصات التواصل الاجتماعي.
اعتذارات يومية وحجج متكررة تؤدي إلى تقليص مساحة اللقاء المشترك، مما يضعف أواصر العلاقة بين أفراد الأسرة.
وفقًا لخبراء علم النفس، فإن هذا التباعد اليومي ينعكس سلبًا على الروابط الأسرية ويهدد بتدهور العلاقات داخل المنزل.
اقرأ أيضاً
على الجانب الآخر، يشير موقع Highlands Springs Clinic إلى وجود 5 فوائد أساسية للتجمعات الأسرية، يمكن من خلالها استعادة هذا الرابط وتحصين العلاقات العائلية:
- دعم عاطفي مباشر:
الاجتماع وجهاً لوجه بين أفراد الأسرة يخلق بيئة تفاعلية تُتيح للجميع التعبير عن آرائهم واحتياجاتهم بحرية ووضوح. هذا النوع من التواصل يساهم في تعزيز المشاعر الإيجابية، وإشعار الأفراد بالتقدير والانتماء.
ـ تحسين الأداء الأكاديمي:
تبادل الحوارات اليومية بين الآباء والأبناء حول الحياة الدراسية أو المهنية يساعد على تنمية التفكير الإيجابي وتحفيز الأداء العقلي. كما يسهم في إيجاد الحلول للتحديات التي تواجه الأبناء ويعزز تفوقهم الدراسي.
- الحد من المشكلات السلوكية:
يساعد تناول الوجبات بشكل جماعي على تقليل السلوكيات السلبية لدى المراهقين، مثل الانطواء أو العنف، إذ يُشعرهم بالانتماء ويشجعهم على التمسك بالقيم الأسرية والمجتمعية.
- تعزيز الثقة بالنفس:
الإنصات المتبادل واحترام الآراء داخل الأسرة يُنمي شعور الأفراد بتقدير الذات ويساعد في تحسين مهارات التواصل المستقل، ما يمنحهم قدرة على مواجهة تحديات الحياة بثبات وثقة.
- الحماية من مخاطر الإنترنت:
الوقت المشترك بين أفراد العائلة يقلل من الاعتماد المفرط على العالم الافتراضي، حيث يتيح فرصة لاكتشاف أي مشاكل قد يعاني منها الأبناء في وقت مبكر، ويوفر حماية من مخاطر الابتزاز أو الاستغلال الإلكتروني.
إحياء ثقافة التجمعات الأسرية ليس رفاهية بل ضرورة لإعادة بناء العلاقات العائلية وتعزيز الترابط، ومع فوائدها العديدة، يمكن أن تشكل هذه اللحظات المشتركة حجر الزاوية لضمان تماسك الأسرة في ظل ضغوط الحياة الحديثة.







