التدخين وأثره المدمر.. النساء في دائرة الخطر الصحية

التدخين يُعد من أخطر السلوكيات الصحية التي تهدد حياة الملايين على مستوى العالم، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن النساء يتحملن عبئًا الصحي أكبر من الرجال، حيث يؤثر التدخين بشكل مباشر وغير مباشر على صحة المرأة، بدءًا من الأضرار العامة على الجهاز التنفسي والقلب وصولًا إلى التأثيرات العميقة على الخصوبة وصحة العظام.

التأثير المضاعف للتدخين على جسم المرأة
على الرغم من أن العوامل المرتبطة بالتدخين تشترك بين الرجال والنساء، فإن أجساد النساء تتفاعل مع التبغ بطرق مميزة تكشف عن هشاشة معينة أمام أضراره.

تسهم العوامل الهرمونية والفيزيولوجية في زيادة التأثير السلبي للتبغ على النساء ليظهر بمضاعفات متنوعة تشمل:
- ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة.
- أمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية.
- هشاشة العظام بسبب ضعف امتصاص الكالسيوم، خاصة بعد سن الأربعين.

التدخين وتأثيره على الصحة الإنجابية للمرأة
أثبتت الدراسات أن التدخين يؤثر بشكل كبير على الخصوبة والصحة الإنجابية لدى النساء. يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، انخفاض جودة البويضات، وزيادة احتمال الإصابة بانقطاع الطمث المبكر. كما يتسبب التدخين أثناء الحمل في ظروف خطيرة للأم والجنين، منها:
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- الولادة المبكرة.
- مضاعفات في المشيمة تهدد حياة الأم والطفل معًا.
وتتواصل الآثار بعد الولادة، حيث يعاني الأطفال المولودون لأمهات مدخنات من ضعف المناعة ومشكلات تنفسية مزمنة.

التدخين السلبي: خطر مخفي يتربص بالنساء والأطفال
لا يقف تأثير التبغ عند المدخن نفسه فقط، بل يمتد إلى المحيطين به عبر ما يُعرف بالتدخين السلبي. النساء اللواتي يتعرضن للتدخين السلبي يواجهن مخاطر إضافية مثل اضطراب مستويات الهرمونات والإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي.

أما الأطفال الذين يعيشون في بيئة يتعرض فيها للتدخين السلبي، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بالربو، التهابات الأذن المتكررة، وحتى الوفاة المفاجئة.

هل يمكن الهرب من أضرار التدخين؟ خطوات فعالة للإقلاع
الإقلاع عن التدخين خطوة أساسية لتحسين الصحة الجسدية والنفسية، ويتطلب دعم نفسي واجتماعي لتحقيق النجاح.

يمكن اتباع هذه النصائح الفعالة:
1. تحديد موعد نهائي للإقلاع والالتزام به.
2. التخلص من كل منتجات التبغ وأدواته.
3. اعتماد عادات صحية بديلة مثل الرياضة ومضغ العلكة الخالية من السكر.
4. طلب الدعم من الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو البرامج المتخصصة.
5. الإكثار من شرب الماء والحفاظ على النشاط البدني لتقليل الرغبة في التدخين.

الإقلاع عن التدخين يمثل قرارًا مهمًا ليس فقط لتحسين الصحة، بل أيضًا لحماية الأجيال القادمة من أضرار التبغ الخفية والتي تمتد لسنوات طويلة.