خطوات عملية لتمكين الفتيات.. كيف تساعدينها على حماية نفسها؟

تمكين الفتيات يتجاوز مجرد تشجيعهن على التعليم والعمل أو دعم أحلامهن؛ فهو يبدأ من بناء الأسس القوية التي تمكنهن من حماية أنفسهن من أي شكل من أشكال الاستغلال ووضع حدود واضحة.
كثيرًا ما تقع بعض الفتيات، بحكم طبيعة شخصياتهن الودودة ورغبتهن في إرضاء الآخرين، في دائرة التنازل المستمر، مما قد يؤثر على ثقتهن بأنفسهن واحترامهن للذات.
هنا تبرز أهمية دور الوالدين والأسرة في تأسيس هذه القيم منذ الصغر.
اقرأ أيضاً
تفاصيل مشاركة «القومي للمرأة» في اليوم العالمي للفتاة بجلستين ومعرض برنامج نورة
دول العالم تحتفل باليوم العالمي للفتاة
وزيرا التضامن والقوى العاملة يشهدان احتفالية اليوم العالمي للفتاة لعام 2022
تعليمك مفتاح قرارك| القباج تطلق فعاليات احتفالية اليوم العالمي للفتاة لعام 2022
فى اليوم العالمي للفتاة.. فيديو توعوي للفتيات حال تعرضهن لجريمة الابتزاز الإلكتروني
سبب اختيار 11 أكتوبر ليكون «اليوم العالمي للفتاة»
وزيرة التضامن: إصدار تعديلات دستورية لتجريم الزواج المبكر قريبًا
في اليوم العالمي للفتاة.. قومي الطفولة والأمومة يرفع شعار "فتاة 2020 تعليم صحة تمكين"
وبمناسبة اليوم العالمي للفتاة، يعرض موقع "Parents" ثلاث خطوات رئيسية تساعد الفتاة على التصدي للاستغلال ووضع حدود واضحة، وهي:
1. زيادة الوعي بالمواقف غير العادلة
الخطوة الأولى لحماية الذات تتمثل في إدراك اللحظات التي تتعرض فيها الفتاة للاستغلال، سواء كان ذلك في المدرسة، مع الأصدقاء، أو حتى داخل الأسرة.
يمكن للوالدين بدء هذا الإدراك بحوار بسيط: "هل شعرت يومًا أن شخصًا حملك مسؤوليات لا تخصك؟ أو تجاهل رغباتك؟".
مثل هذه النقاشات تفتح أمام الفتاة مجالًا للتفكير في حقوقها وتقوي مهاراتها في التعرف على المواقف التي تستدعي التصدي.
هذا الوعي المبكر يُمكّن الفتاة من التعبير عن مشاعرها إذا ما واجهت موقفًا غير عادل – سواء كان عدم احترام وقتها، تجاهل رغباتها، أو تحمليها مهام إضافية دون مراعاة لها – وبذلك تصبح قادرة تدريجيًا على اتخاذ موقف مناسب يشمل الدفاع عن نفسها بثقة.
2. ملاحظة التفاصيل الصغيرة
الاستغلال لا يظهر دائمًا من خلال مواقف واضحة وكبيرة؛ في كثير من الأحيان يتخفى خلف تفاصيل بسيطة تتكرر بشكل يومي.
كأن تطلب منها صديقة المساعدة بشكل دائم دون تقديم أي مقابل، أو أن يُكلفها أحد أعضاء الأسرة بأعمال تأخذ من راحتها دون اهتمام، أو تتحمل مسؤوليات غير منوطة بها في المدرسة.
تنمية مهارة ملاحظة تلك التفاصيل يساعد الفتاة على بناء وعي مسبق وحماية نفسها بفاعلية قبل أن تؤدي هذه الأحداث الصغيرة لتفاقم المشاكل.
تشجيع الفتاة على التفكير في هذه المواقف وحلها بذكاء يمنحها القدرة على التفاعل بهدوء وثقة بدلاً من الشعور بالإرهاق أو الإحباط.
3. تدريبها على التعبير عن النفس بوضوح
من أهم أدوات التمكين القدرة على قول "لا" عندما تواجه موقفًا غير مناسب أو شعرت بأنها محاصرة بطلبات الآخرين.
هذا النوع من التعبير يمنحها القوة والاحترام الذاتي دون فقدان احترام الطرف الآخر. يجب أن تُفهم الفتاة أن اللطف لا يعني الخضوع؛ بل إن الدفاع عن حقوقها هو جزء من بناء احترام الذات.
يمكن لصياغة عبارات مثل: "لا أملك الوقت الآن"، أو "هذا ليس من دوري" أن تكون بداية بسيطة لها لتعتاد رفض المواقف غير المناسبة بطريقة محترمة وواضحة.
بالتدريب المتكرر على ذلك، تزداد مهاراتها في التعبير عن رأيها بثقة، وتجعل الخصوم يتقبلون حدودها دون المساس بحقوقها.
إن تمكين الفتيات لا يتطلب فقط دعم الأحلام الكبيرة بل يشمل بناء الثقة بالنفس وتعليمهن كيف يدافعن عن أنفسهن في تفاصيل حياتهن اليومية.
ما تزرعه الأسرة اليوم سيظهر أثره غدًا في شخصية قوية ومستقلة قادرة على مواجهة التحديات براحة واعتزاز.