سهير صقر تكتب: مثلث الحب


كل منا يحتاج لمشاعر إيجابية من الطرف الآخر ، ولكن هل فكرت يوما أن تسأل نفسك هل رصيدك من المشاعر لدي الطرف الآخر يسمح بذلك ،أم رصيدك صفر من المشاعر ؟ هل تم إيداع مشاعر ومواقف إيجابية لدي الطرف الآخر ؟ حتي عندما يأتي عليك يوم تحتاج فيه للسحب الإيجابي تجد لديه ما تحتاجه .
ومن هنا فلابد من الإيداع أولا ثم السحب ثانيا ، مع مراعاة بأن تكون نسبة الإيداع أكبر بكثير من نسبة السحب ، لأن الموقف السلبي الواحد يسحب من رصيدك الإيجابي خمسة مواقف ، أي كل موقف سلبي يمحي بخمسة مواقف إيجابية ، ولذا لابد من الحرص والتفكير قبل إيذاء الآخرين بأي سلوك أو كلمة أو مشاعر سلبية تسبب لهم الألم والأذي النفسي .
وإذا تحدثنا عن أشكال العلاقات ، عالم النفس الأمريكي
( روبرت ستيرنبرنج ) يشرح لنا الحب من خلال مثلث الحب .
في قمة المثلث ( الحميمية )
وهي الجزء الأعمق في أي علاقة ، وهي الميل والدفء والألفة ، هي التفاهم والتفاعل والاهتمام ، والتشارك في كثير من الأمور،
كل واحد يدرك تفاصيل الطرف الآخر ، وهي علاقة قرب وتواصل وحميمية وراحة ، وهذه المرحلة لا تأتي بسرعة بل تحتاج لمزيد من الوقت ولذا فهي علاقة تدوم أكثر وأكثر، مثل علاقات الصداقة .
العنصر الثاني هو ( الشغف )
وهي حالة من الإنجذاب والاعجاب ، حالة من العاطفة الجياشة وهو الحب الرومانسي ، وهذا الشعور قد يزيد وقد يقل ، يأتي سريعا ويتلاشي سريعا ، لأنه مهما كان الاعجاب والانجذاب إلا إن الطرف الآخر به عيوب وسلبيات ، والتفكير علي السلبيات يؤدي إلي مشاعر سلبية وسرعان ما يكون الانفصال .
العنصر الثالث هو ( الالتزام )
وهو قرارك بالارتباط ووجودك مع الطرف الآخر،
والالتزام معه ، وهو الشعور بالمسؤلية والتغلب علي الشدائد ، هوالحفاظ علي العلاقة من أي أخطار ، وحمايتها من التلاشي والاندثار، مثل العلاقة الزوجية .
كل مرحلة من هذه المراحل تظهر وتختفي ، تشتد وتضعف ولا توجد مرحلة تستمر علي حساب مرحلة أخري ، وتعتمد قوة الحب علي الجمع بين هذه العناصر الثلاثة بطريقة متوازية .
ولكن ماذا سيحدث إذا توفر عنصر واحد أو عنصرين ؟
إذا تواجد عنصر الحميمية بمفرده بدون شغف أو التزام فأنه يأتي عليه يوم وينتهي مثل علاقة الأصدقاء فهي قد يأتي عليها يوم وتختفي .
وإذا توقر عنصر الشغف والرومانسية بمفرده فهنا ينتهي بسرعة لعدم وجود حميمية والتزام .
وإذا توفر عنصر الالتزام بمفرده بدون شغف ولا حميمية تسمي هنا مرحلة الحب الخاوي وقد تستمر لأسباب كثيرة ولكن لاحياة ولا شعور ولا حميمية وهنا العلاقة في مراحلها الأخيرة ومستمرة من حلاوة الروح فقط مثل علاقة كثير من الأزواج .
ماذا لو اختفت العناصر الثلاثة ؟
هنا تسمي ( علاقة اللاحب ) مثل علاقتنا بالغرباء لا حميمية ولا شغف ولا التزام .
مثلث الحب له أشكال مختلفة هناك المثلث الكبير والصغير والمتوسط ، هناك مثلث متساوي الأضلاع وآخر مختلف الأضلاع ، وكل شكل منهم يحدد شكل علاقتنا بالطرف الآخر وكمية الحب ومدي احتياجنا له ، فهذه الأضلع بعناصرها الثلاثة قد تتواجد وقد تختفي ، ولكي تكون العلاقة سوية ومستمرة لابد من تواجد العناصر الثلاثة بشكل متوازن.