محمد الغيطي يكتب: محمد السادس والرهان على الأجيال الصاعدة بالمغرب


اتابع عن كثب مايحدث بالمغرب الشقيق ..ولاأبالغ اذا قلت انها اقرب بلد عربي الى قلبي وانني اعشق شعب المغرب لما لمسته عبر سفرياتي المتعددة خلال حوالي عقدين من الزمان من ود وعشق متبادل للمصريين كما انني لمست في هذا الشعب فطرة سليمة وطيبة وعراقة وتحضر وتدين وسطي يجمع بين عمارة الحياة ورسالة الدين والاخلاق.
وفي كل مرة اسافر فيها للمغرب ألاحظ تطورا ملموسا على يد الملك محمد السادس واهتماما بعصب الامة المغربية وهم الشباب.
وهذا العام يأتي عيد الشباب، الذي يحتفل به الشعب المغربي في 21 غشت من كل سنة بمثابة محطة وطنية بارزة لتسليط الضوء على الالتزام الراسخ للملك محمد السادس تجاه الأجيال الشابة، باعتبارها الثروة الحقيقية للأمة، وركيزة أساسية في مسار التنمية الشاملة التي يشهدها المغرب، فهذه المناسبة، التي تتزامن مع الذكرى الـ62 لميلاد جلالته، تجسد العناية الخاصة التي يوليها الملك للشباب، من خلال الحرص على إدماجهم في الدينامية المجتمعية، وتعزيز مشاركتهم السياسية والاقتصادية، وتثمين أدوارهم في الدفع بمسيرة التقدم.
اقرأ أيضاً
الملك محمد السادس يأمر بإرسال مساعدات إنسانية إضافية عاجلة إلى غزة
اللاعب الدولي المغربي مصطفى الحداوي يحضر الاجتماع العام لاتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين في أفريقيا بالقاهرة
مسار يبدأ رحلة التحدي في بطولة شمال إفريقيا لكرة القدم النسائية بطموح الفوز باللقب
اتفاق رياضي واختراقات انتقال في الكرة النسائية.. تعاون بين سبورتنج كازابلانكا ومسار
فاطمة عمر تكتب: نحن أهله
يارا عاطف.. مصرية تضيء ساحة التحكيم في كأس العالم للسيدات بالمغرب
المغرب يطلق مبادرة إنسانية عاجلة لدعم غزة بتوجيهات ملكية
بكلمات مؤثرة.. الإعلامي محمد الغيطي ينعي رحيل الفنان لطفي لبيب
الإنجاز القاري العاشر.. قصة جاستن مادوجو الذي حرم سيدات المغرب من لقب تاريخي
نيجيريا تكتب التاريخ والمغربية غزلان الشباك تتألق في كأس أمم أفريقيا للسيدات
سيدات المغرب في مواجهة نيجيريا.. خطوة واحدة نحو التاريخ في نهائي كأس الأمم الأفريقية
الحكمة شاهندة المغربي تكتب تاريخًا مميزًا في كأس أمم أفريقيا للسيدات بالمغرب
إن الاحتفال بعيد الشباب يشكل أيضا فرصة سنوية للوقوف على حصيلة المبادرات التي تم إطلاقها لفائدة هذه الفئة، وللتفكير في سبل جديدة لتعزيز حضورهم الفاعل في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، انسجاما مع الرؤية الملكية التي تجعل من الإنسان المغربي، وخاصة الشباب، المحرك الأول للتغيير والنهضة.
وقد شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة تحولا عميقا وغير مسبوق، جعله نموذجا فريدا في محيطه الإقليمي والدولي، فالمملكة، باعتبارها من أعرق الملكيات في العالم، نجحت في الانتقال من دولة تطمح إلى التنمية إلى فاعل إقليمي مؤثر، يرتكز على قاعدة اقتصادية قوية، ويتحرك وفق رؤية استراتيجية واضحة، ويفرض حضوره السياسي والدبلوماسي حتى على القوى الكبرى.
لم يكن هذا التحول وليد الصدفة، بل هو ثمرة لمسار إصلاحي شامل قاده جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999، حيث أرسى دعائم رؤية ملكية جديدة قائمة على التنمية الشاملة، وتعزيز المكانة الدولية، وترسيخ العدالة الاجتماعية، وقد شكلت التوجيهات الملكية رافعة أساسية لكل المبادرات الوطنية، مرتكزة على السيادة الكاملة للمغرب، والاعتماد على القدرات الذاتية، مع انفتاح متوازن على شراكات متعددة الأطراف.
امتدت هذه التحولات إلى مختلف المجالات الحيوية، من الاقتصاد والسياسة إلى الأمن والطاقة والابتكار الصناعي، فقد اعتمد المغرب سياسة تنموية متكاملة ترتكز على جذب الاستثمارات، وبناء مشاريع كبرى في البنية التحتية، وتطوير قطاعات واعدة مثل صناعة السيارات والطيران والطاقات المتجددة.
كما استطاع المغرب بفضل موقعه الاستراتيجي وشراكاته الدولية أن يرسخ حضوره الاقتصادي في إفريقيا وأوروبا وأمريكا، أما على المستوى الدبلوماسي، فقد أصبحت المملكة أكثر تأثيرا ودينامية بفضل الرؤية الملكية التي جعلت من إفريقيا عمقا استراتيجيا، ومن تنويع الشركاء أداة لتحقيق التوازن مع القوى العالمية، ويبرز نجاح الدبلوماسية المغربية بوضوح في ملف الصحراء المغربية، حيث تزايد اعتراف الدول بمغربية الأقاليم الجنوبية وافتتحت قنصلياتها بالعيون والداخلة، دعما للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.
داخليا، عززت الإصلاحات المؤسساتية الاستقرار السياسي، من خلال توسيع الحريات، وتكريس الجهوية المتقدمة، وتحديث الإدارة، إلى جانب إطلاق النموذج التنموي الجديد الذي يمثل خريطة طريق لمغرب المستقبل.
وفي مجال الأمن، عززت المملكة موقعها كفاعل موثوق إقليميا ودوليا بفضل الاستراتيجية الأمنية الشاملة التي يشرف عليها الملك بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، مما جعل المغرب شريكا رئيسيا في مواجهة تحديات الإرهاب والهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة.
أما اقتصاديا، فقد أصبح المغرب مركزا صناعيا وماليا إقليميا، وحقق إنجازات بارزة في الصناعات المتقدمة، مثل صناعة السيارات والطائرات، إلى جانب ريادته في مشاريع الطاقات المتجددة، وفي مقدمتها محطة ورزازات الشمسية، الأكبر من نوعها في العالم، تجسيدا لرؤية ملكية واضحة نحو انتقال طاقي مستدام.
يعكس هذا المسار إرادة ملكية طموحة تؤمن بالمستقبل وتستند إلى التاريخ، وتراهن على الإنسان المغربي، وخاصة الشباب، باعتباره المحرك الأساسي للتنمية، وعلى الاستقرار كضمانة للتقدم. وهكذا، يمضي المغرب قدما، تحت قيادة الملك محمد السادس، واثقا من قدراته ومعتزا بأصالته، ليرسم ملامح نهضة عصرية راسخة في عالم متغير.