بعد أزمة استقالة أطباء قسم أمراض النساء بطب طنطا.. تحرك عاجل من النقابة


في رد فعل سريع وتحرك عاجل، أثارت أزمة استقالات متتالية داخل قسم النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة طنطا جدلًا واسعًا، بعد منشور صادم للطبيبة رنين جبر، كشفت فيه عن ظروف وصفتها بـ"غير الآدمية" يواجهها الأطباء النواب داخل القسم، ما أدى إلى استقالة 8 أطباء دفعة واحدة من أصل 15.
الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، علّق على الواقعة مؤكدًا أن النقابة تواصلت مع الطبيبة وعدد من زملائها، مشيرًا إلى أن ما حدث "ليس حالة فردية"، وأن ما ورد في المنشور "في الغالب حقيقي"، موضحًا: "مفيش حد بيستقيل من وظيفة مرموقة إلا لو في أزمة حقيقية".
وأضاف أمين أن النقابة تجري اتصالات حالية مع إدارة الجامعة لمراجعة بيئة العمل داخل الأقسام الطبية، والتأكد من توافقها مع المعايير المهنية والإنسانية التي تطالب بها النقابة منذ سنوات. كما أعرب عن استيائه من تدهور أوضاع الأطباء في المستشفيات الجامعية، مؤكدًا أن "النيابة التي كانت حلم الأطباء أصبحت عبئًا كبيرًا وطاردة، خاصة في التخصصات الدقيقة مثل النساء والتوليد".
رنين جبر، الطبيبة المستقيلة، قالت في منشورها إنها النائبة رقم 8 التي قدّمت استقالتها من أصل 15 نائبًا، مضيفة: "لم يتبقَّ سوى 7 فقط". وكشفت أن إدارة القسم أخبرتهم صراحة بأنهم "غير مرحّب بهم"، وطُلب منهم تقديم استقالاتهم والمغادرة.
وتابعت الطبيبة في سردها، أن الأطباء يعملون في نوبات تصل إلى 82 ساعة متواصلة، ينامون خلالها على الأرض أو أسرّة المرضى أو حتى على الكراسي، ويُحرمون من الحد الأدنى للراحة أو قضاء الحاجات الأساسية دون إذن. كما أشارت إلى حرمانهم من الإجازات المرضية أو أي راحة، بالإضافة إلى إجبارهم على أداء مهام غير طبية مثل تحريك الممرضات أو إدارة العمال والبحث عن المرضى داخل المستشفى لغياب التنسيق.
الواقعة كشفت عن أزمة متجذرة داخل بيئة العمل في المستشفيات الجامعية، وطرحت تساؤلات جادة حول معايير الأمان والعدالة المهنية في تدريب الأطباء الشباب، في ظل تكرار مشاهد الاستقالات والصمت المؤسسي.