تحديات ومستقبل.. الأمم المتحدة للمرأة تسلط الضوء على الفجوة العالمية في المساواة بين الجنسين

أعلنت سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، خلال خطاب مهم أن واحدة من كل عشر نساء وفتيات حول العالم تعيش في فقر مدقع، محذّرة من أن تحقيق القضاء الكامل على الفقر قد يحتاج إلى 137 عامًا إذا استمرت وتيرة التقدم كما هي الآن.
هذا التحذير يأتي في وقت يزداد فيه عدد النساء اللاتي يعشن بالقرب من مناطق النزاع أو داخلها، حيث تضاعف الرقم خلال العقد الأخير، مما يعرضهن لمخاطر تشمل العنف القائم على النوع الاجتماعي، سوء التغذية، وانعدام الأمن الغذائي.
وأكدت بحوث أن هناك موجة عالمية متسارعة تعادي حقوق المرأة، مشيرة إلى أن واحدة من كل أربع دول حول العالم تشهد تراجعًا في قضايا المساواة بين الجنسين.
وفي سياق المساواة في القيادة، أوضحت أن 103 دول لم تُنتخب امرأة كرئيسة دولة حتى اليوم، وأن الوصول إلى قيادة نسائية في أعلى مستويات الحكم قد يستغرق 130 عامًا إضافية.
في ظل التحولات الرقمية، سلطت بحوث الضوء على اتساع الفجوة الرقمية بين الجنسين، مما يعوق النساء والفتيات عن الوصول إلى أدوات التكنولوجيا الحديثة التي تُشكل مستقبل المجتمعات.
وأكدت أهمية التركيز على تدريب الفتيات مهنيًا، خاصة في المناطق المضطربة، حيث يعيش أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة بالقرب من مناطق النزاع.
كما أشارت إلى الدور الحاسم للنساء في جهود بناء السلام، رغم أنهن لا يشاركن إلا نادرًا في محادثات السلام؛ إذ بلغت نسبة عدم مشاركتهن 80% بين عامي 2020 و2023.
من جانب آخر، تحدثت بحوث عن أمثلة إيجابية لتحسين مشاركة النساء في النشاطات المرتبطة ببناء السلام، مثل جهود إزالة الألغام في أوكرانيا.
وفي خطوة تُعد سابقة، بدأت النساء الانخراط في هذا المجال الذي كان محتكرًا من الرجال سابقًا، ما يعكس تغيّرات تدريجية تعزز دور المرأة في جهود إعادة الإعمار.
بحوث سلّطت الضوء أيضًا على مشاريع ناجحة نفذتها الهيئة، مثل دعم بائعات الأسواق في المحيط الهادئ عبر تأسيس جمعيات تفاوضية منذ عام 2014، مما أتاح للنساء تحسين أوضاعهن وتأمين تغييرات مستدامة في الإدارة والبنية التحتية.
رغم هذه المبادرات، أكدت المسؤولة وجود فجوة تمويلية عالمية تُقدّر بـ420 مليار دولار سنويًا لتحقيق المساواة بين الجنسين.
ومع الاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس هيئة الأمم المتحدة للمرأة، شددت بحوث على التزام الهيئة بمواصلة جهودها المكثفة لدعم النساء وتمكينهن عالميًا بالتعاون مع الشركاء والجهات الداعمة.