فاطمة عمر تكتب: وشي بطاقة


ذات نهار أراد الدخول إلى ماسبيرو وكان عبر البوابات الإلكترونيه عن طريق الكارنيه الممغنط فاستوقفه رجل الأمن وطلب بطاقته فإذا به يقول له بطريقته الكوميديه يا ابني أنا وشي بطاقه إنه الفنان الراحل لطفي لبيب رحمة الله عليه الذي سعدت بالعمل معه في مسابقة قدمتها إذاعة البرنامج العام في أحد الرمضانات اسمها مقهى ثقافي
كان رجلاً هادئ الصوت والطبع طيب القلب له قدرة عجيبه في جعل المكان الذي يوجد فيه يتنفس بهجه ومن أشهر ما قاله عن نفسه أنا بدأت أمثل وأنا بشعر واتشهرت لما بقيت من غيره
كان لطفي لبيب وبشهادة من اقتربوا منه مصرياً جدع ويحسب له موقفه من الفنان محمد شرف رحمة الله عليه في فيلم عسل اسود فقد كان شرف هو المرشح لدورراضي ولظروف مرضيه أصابت شرف تم الإتفاق مع الفنان لطفي لبيب والذي اشترط أن يحصل شرف على كامل أجره قبل موافقته على تصوير الفيلم
ولكل من يدعون التدين من الجهلاء ويهاجمون كل من يترحم على هذا الفنان الجميل عليهم أن يعلموا أن الأستاذ لطفي لبيب كانت أحدى متعه هي الأستماع للقرآن الكريم بصوت فضيلة الشيخ مصطفى اسماعيل خاصة سور النمل ومريم ويس
وقد حكى ذلك في كواليس فيلم ليلة سقوط بغداد الذي كان يلعب فيه شخصية الحاج
وقد رفض أن يلعب دورشخصية شيخ أفاق إحتراماً للدين الإسلامي ولمشاعرالمسلمين وهو ما قاله بنفسه
بدأ لطفي لبيب بأدوار ثانويه تصل اللى حد الكومبارس مثل دوره في رائعة يحيى العلمي وصالح مرسي رأفت الهجان ...شالوم حيث ظهر في مشهدين فقط لم يقل فيهما إلا كلمات بسيطه
أما الدور الذي كان نقطة فاصله في حياة لطفي لبيب الفنيه في ظني فكان برعي في مسلسل لا ليحيى العلمي أيضاً ورغم ظهوره في حلقه واحده فقط إلا أن أداءه كان رائعاً و محترفاً
ولا ننسى شخصية الدكتور في فيلم النوم في العسل ورغم صغير الدور إلا أن لبيب أداه بمنتهى البراعه أما دوره في فيلم السفاره في العماره فكان مبهراً
ومن علامات الموهبه عند لطفي لبيب أنه انتقل من الأدوار الثانويه الى البطوله في وقت قصير فمثلاً في فيلم الباشا تلميذ كان دوره مشهدين فقط وبعد ذلك بعامين تقريباً شارك في البطوله في فيلم محطة مصر وإن دل ذلك على شئ فيدل على أن لطفي لبيب لم يمنعه كبر سنه إلى حد ما من التطور سريعاً
لطفي لبيب فناناً مصرياً رسم الكثير من البسمات على وجوهنا في في صاحب السعاده وأثار فينا الإعجاب بموهبته في لا ولكن في رأيي أن أهم ما تركه رحمة الله عليه هي تلك المحبة في قلوب من عرفوه.