الهاتف الذكي وأثره السلبي على الأطفال دون سن 13 عامًا.. حقائق وحلول


في عصر أصبحت فيه الأجهزة الذكية جزءًا يوميًا لا غنى عنه في حياتنا، بات من الطبيعي أن نجد الأسرة بأكملها منهمكة في شاشات الهواتف، دون التواصل اللفظي أو حتى التفاعل فيما بينهم.
ومع ذلك، يبدو أن التأثير الأعمق لهذه الظاهرة يظهر بوضوح بين الأطفال الذين لم يتجاوزوا الثالثة عشرة، حيث أصبح الهاتف الذكي مصدر تسلية وأداة تعليمية للبعض، ولكنه يحمل كذلك العديد من المخاطر التي يغفل عنها الكثيرون.
كيف يؤثر الهاتف على النمو العقلي للأطفال؟
اقرأ أيضاً
الأسرار النفسية وراء انجذاب النساء للرجال الأكبر سنًا.. بين الأمان والحماية وارتباطات الطفولة
تفسير حلم بيت الطفولة، ما هي دلالاته؟
تعفن الدماغ.. ظاهرة رقمية تسرق وعي الأطفال وتحديات الأبوين في العالم الرقمي
محمود سعد يكشف وجع الطفولة: ”أبي خذلني.. وزوجته أخفتني تحت السرير”
علامات خفية تكشف إهمالك العاطفي في الطفولة
حذارِ من الألعاب الإلكترونية، كيف تُهدد سلوك طفلك وصحته؟
الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية للأطفال يزيد مخاطر الحساسية والربو
الحجاب رحلة تربوية: كيف يُعد الأهل بناتهم لفريضة دون صدمات؟
إنجاز جديد لحماية الطفولة.. إحباط زواج طفلة في سوهاج بجهود نسائية
صرخة الطفولة، أكثر من 15 ألف طفل ضحية العدوان منذ 7 أكتوبر
”أثينا” يسلط الضوء على جراح الطفولة النفسية
تفاصيل استعراض نائبة وزيرة التضامن لجهود الوزارة في برنامج تنمية الطفولة المبكرة
يمثل الدماغ خلال الطفولة الأولى مرحلة نمو حرجة تتطلب التفاعل مع البيئة الواقعية، كاللعب والحركة واللغة.
الاستخدام المفرط للهاتف يحدّ من هذه التجارب، ما يؤدي إلى ضعف مهارات التركيز والانتباه، وتباطؤ تطور اللغة والذاكرة.
كما أن الدراسات تشير إلى ظهور علامات مشابهة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال المدمنين على الشاشات بشكل مبالغ فيه.
السلوكيات الناتجة عن الاستخدام المتزايد للهواتف
غالبًا ما يؤدي الهاتف إلى تعزيز السلوك العدواني والعزلة الاجتماعية بسبب الانغماس في العالم الافتراضي. الأطفال يصبحون أكثر عرضة لنوبات الغضب وصعوبة التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى الانطواء ورفض التفاعل الاجتماعي.
علاوة على ذلك، قد يشاهدون محتوى غير مناسب لعمرهم يُساهم في تشويه مفاهيمهم وسلوكياتهم.
الأثر السلبي على النوم والصحة العامة
الضوء الأزرق المنبعث من شاشة الهاتف يؤثر مباشرة على جودة النوم من خلال تثبيط هرمون الميلاتونين، مما يسبب صعوبة في النوم أو نوم متقطع ومتعب.
كما يرتبط الاستخدام المفرط للهواتف بمشكلات صحية تتضمن آلام العين، صداع مزمن، وضعيات جلوس خاطئة تؤدي إلى مشكلات في العمود الفقري، وانخفاض النشاط البدني الذي يرفع خطر الإصابة بالسمنة.
احتمالية الإدمان والتعرض للمخاطر الإلكترونية
الهاتف قد يتحول إلى بوابة لإدمان الشاشات والتسلية الرقمية في سنٍ مبكرة، مما يجعل الطفل غير قادر على إدارة وقته أو التفاعل الواقعي مع محيطه.
إضافةً إلى ذلك، يتعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب أو التنمر الإلكتروني وحتى الاحتيال من الغرباء في المواقع والتطبيقات، مما يضعهم في مواجهة مخاطر نفسية وأمنية كبيرة.
كيف يمكن الحد من أضرار الهاتف؟
لتقليل تأثير الهواتف على الأطفال قبل سن 13 عامًا، يمكن اتباع بعض النصائح العملية:
- وضع قواعد صارمة تمنع امتلاك هاتف خاص قبل سن معين وتحديد مدة استخدامه.
- تقديم بدائل ترفيهية كالكتب والأنشطة الرياضية والفنية.
- تقليل استخدام الوالدين للهاتف أمام الأطفال ليكونوا نموذجًا إيجابيًا.
- الاستفادة من تطبيقات إدارة المحتوى ومراقبة الاستخدام.
- الحد من وقت الشاشة إلى ساعة أو ساعتين فقط للأطفال الأكبر سنًا، مع تقليلها للأطفال الصغار.
الهواتف الذكية أداة عصرية مُغرية لكنها تحمل تحديات مؤثرة على الجيل الناشئ. بالإشراف الواعي والممارسات الصحيحة يمكن للأسرة أن تحد من آثارها وتساعد الأطفال على البناء السليم نفسيًا وجسديًا.