تعزيز التسامح لدى الأطفال.. خطوات بسيطة تصنع جيلاً أكثر وعيًا وسلامًا


في عالم يشهد تصاعد التوتر والانقسامات، بات غرس قيم إيجابية مثل التسامح في نفوس الأطفال ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى. مع تسارع وتيرة التكنولوجيا وتأثيرها المتزايد داخل المنازل، أصبحت التربية مسؤولية ممتدة تتداخل فيها المجتمعات والأفراد.
قيمة التسامح تحديدًا لا يمكن بناءها في ليلة واحدة، بل تتطلب عملية مستدامة تبدأ منذ الطفولة لتثمر مستقبلًا أفرادًا يمتلكون أدوات تعامل واعية وسلمية مع الآخرين.
ولكن كيف يمكن للأمهات والمربين زرع بذور هذه القيمة النبيلة في الأطفال؟ قدم محمد هاني، أخصائي الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية، ، خمس خطوات عملية تُعتبر المفتاح لتنشئة طفل متسامح قادر على تجاوز الإساءة بدون حقد.
اقرأ أيضاً
محمود حمدان يكشف عن تجربة مؤلمة مع أحمد آدم: من الغرور إلى التسامح
برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 17 فبراير: التسامح سر قوتك
أغرب القضايا.. تايوانى يرفع دعوى ضد والدته لتخلصها من مجموعة من القصص المصورة
برج الأسد.. حظك اليوم الأحد 14 يوليو: يوم التسامح
تفاصيل اطلاق وزيرا التضامن والشباب ومحافظ أسوان لمبادرة ”درع التسامح.. صعيد بلا ثأر”
انطلاق فعاليات مهرجان الإسكندرية الدولي للقصص المصورة ”كوميكساندرية”
وزيرة الهجرة: شيخ الأزهر خير من يتحدث عن التسامح
مبعوثة الأمم المتحدة تعرب عن أملها أن يعزز عيد الفطر فرص التسامح بين الفرقاء في ليبيا
إنجاز جديد للمرأة.. أستاذة بجامعة الزقازيق تفوز بلقب شخصية العام فى التسامح
سمير صبرى.. فنان من طراز رفيع وكتاب حافل بالقصص والأسرار مع الملوك والأمراء
د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. الثأر ام التسامح ؟
”الغيطي“ يشن هجومًا على مُعلم يشرح للتلاميذ «عدم التسامح الديني» ويستنكر رد الأزهر الشريف
1. كوني نموذجًا يُحتذى به في التسامح:
الأطفال يكتسبون سلوكياتهم من المحيط أكثر مما يتعلمونها تلقينًا. تصرفات الوالدين تحمل رسائل قوية؛ فكلما رأى الطفل أمه أو والده يتسامحان مع الآخرين أو يعتذران عند ارتكاب الخطأ، يتعلم أن التسامح قوة وليس ضعفًا.
لا تترددي في الاعتذار لطفلك عندما تخطئين، لتقدمي له درسًا عمليًا أن الخطأ قابل للتصحيح بالتفاهم لا بالتحامل.
2. استخدمي سرد القصص لترسيخ المفهوم:
تُعتبر القصص أداة فعالة تنقل المعاني الكبيرة إلى قلوب صغيرة بطريقة محببة. اختاري قصصًا عن مواقف تسامح فيها الأنبياء أو الشخصيات التاريخية العظيمة، أو حتى حكايات من أدب الأطفال تظهر فضيلة الغفران مقارنة برغبة الانتقام.
ساعدي طفلك على تحليل النتائج الإيجابية التي يولدها التسامح.
3. علميه التعبير عن مشاعره بالطريقة الصحيحة:
عدم قدرة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم مثل الغضب أو الحزن قد يدفعهم نحو العنف أو الرغبة في الانتقام. شجعي طفلك على تسمية مشاعره (مثل: أنا زعلان لأن صديقي أخذ لعبتي) ثم قدمي له دعمًا يُمكّنه من التصرف بطرق صحية لا تؤذي ذاته أو الآخرين.
4. لا تبرري الخطأ ولكن اشرحيه:
عندما يتعرض طفلك للأذى من طرف آخر، تجنبي التوجيه المباشر بالمسامحة دون تقديم أي تفسير. تحدثي معه عن الأسباب التي دفعت الطرف الآخر إلى هذا السلوك، مثل الجهل أو الغضب أو الخوف. الفهم لا يعني تبرير الخطأ ولكنه خطوة أولى نحو الغفران.
5. امتدحي التسامح عندما يُظهره طفلك:
إذا لاحظتِ أن طفلك يعفو عن أخيه بسبب خلاف أو يشارك لعبته رغم شعوره بالغضب، قومي بمدحه فورًا. عبارات مثل "أنا فخورة بك لأنك تسامحت، هذا تصرف قوي ونبيل" تعزز لديه قيمة الفعل وتشجعه على تكرار السلوك مستقبلاً.
يمثل تسليح الأطفال بمهارة التسامح خطوة صغيرة ولكن جوهرية نحو بناء مجتمع أكثر سلامًا وترابطًا. فالتربية الإيجابية قادرة على تشكيل أجيال ليس فقط قادرة على تجاوز الخلافات، بل على تحقيق الفهم العميق واحترام التنوع في العلاقات الإنسانية.