سامح عسكر يكتب: كارثة سنترال رمسيس والعمارة المصرية


لدي وجهة نظر تتعلق بما حدث في كارثة سنترال رمسيس والابنية او العمارة المصرية وياختصا اريد أن يدرس المتخصصون ويحصروا المواد التي يتكون منها المعمار المصري وهل تتناسب مع البيئة؟ ياحضرات مصر حرفيا تعيش كارثة مصدرها العمارة الباردة وهي السبب الأساسي في حريق سنترال رمسيس
يعني إيه؟
مصر منذ بداية القرن العشرين وتعزز ذلك أكثر في الحقبة الناصرية واستفحل أكثر في عصري مبارك والسادات كانت تبني عمارتها سواء كانت مؤسسات أو عقارات بطريقة تناسب البيئة الباردة الأوروبية والروسية وهي أبنية شاهقة متعددة الطوابق ذات أسقف منخفضة.
اقرأ أيضاً
رئيس الاتصالات لـ ”الغيطي“: سنفرض على شركات المحمول تعويضات للعملاء
رئيس لجنة اتصالات البرلمان يكشف لـ ”الغيطي“ تفاصيل مواجهة الحكومة في حادث السنترال
أسر ضحايا حريق سنترال رمسيس تتسلم جثامين ذويهم في أجواء من الحزن
حريق سنترال رمسيس، جهود متواصلة للسيطرة على النيران مرة ثانية
وزيرة التنمية المحلية تتابع جهود إخماد حريق سنترال رمسيس في القاهرة
تداعيات حريق سنترال رمسيس على خدمات الاتصالات
وزير الاتصالات يتابع تطورات حريق سنترال رمسيس وتأثيره على خدمات الاتصالات
جهود مكثفة لإخماد حريق مبنى سنترال رمسيس وسط القاهرة
قائمة فوربس لأغنى النساء العصاميات.. نجاحات ملهمة وثروات استثنائية من مختلف أنحاء العالم
زيادة أسعار الأسمنت في مصر، 200 جنيه إضافية على الطن
أسعار الحديد في مصر، ثبات السوق وتوقعات بحركة محدودة
استقرار سوق الأسمنت في مصر، أسعار ثابتة وتوقعات بارتفاع طفيف
بينما البيئه المصرية الحارة تتطلب أبنية بسيطة ذات أسقف مرتفعة وتكون مصممة بعزل حراري بمواد وطريقة هندسية، أو بفتحات تهوية أو قباب في المنتصف تعمل على امتصاص الهواء الساخن. هذا الذي يناسب البيئة المصرية الحارة.
لكن مصر في المئة عام الأخيرة كانت بتقلد أوروبا وروسيا نظرا لشيوع أفكار تقليدية لهاتين الجهتين، فالرأسماليين يريدون تقليد أوروبا والاشتراكيين يريدون تقليد روسيا، والنتيجه أبنية مناسبة للبيئة الباردة فقط وهو أدى إلى تسخين العقارات والمنازل المصرية.
حتى في ظل وجود التكييف لم يحل المشكلة، بل زاد من استعمال الطاقة الكهربائية للتكييف وعدم القدرة على تبريد المبنى بالكامل.
حضراتكم منازل المصريين قديما كانت مصممة للبيئة الحارة سواء بمواد طينية أو بأسقف مرتفعة أو بفتحات تهوية كثيرة أو بقباب في الوسط وفناءات واسعة، هذا قلل مستوى الحرائق قديما في المنازل وحصر الحرائق فقط في المحاصيل والغلال ومخازنها.
اللي حصل في سنترال رمسيس وبيحصل في غيره من العقارات والأبنية سببه هذه المشكلة، وهي إن المبنى ذات نفسه ساخن لا توجد فتحات تهوية مناسبة أو سقف عالي يمتص الحرارة، فطبيعي في ظل ارتفاع الحرارة والرطوبة الحالية بفصل الصيف إن أي حاجة تضرب.
ومش عاوز أقولكم على تأثير هذه الأبنية على مزاج المصريين وأفكارهم لأنها ضمن سياق الكارثة اللي بنعيشها منذ أكثر من قرن، وتأثيرها طال معظم مناحي الحياة.
هذا الكلام لا يعني دعوه لاستعمال الطرق البدائية في العمارة المصرية سواء بمواد طينية أو غيره.
استعمل المواد الحديثة ولكن يجب الالتزام بالآتي:
أولا: مساحات العقارات تكون واسعة، مش أقل من 150 متر كحد أدنى للشقة أو الوحدة السكنية أو المؤسسة.
ثانيا : أسقف مرتفعة مش أقل من ارتفاع 4 متر
ثالثا: عزل حراري في مواد البناء، وهي مواد تستخدمها بعض دول الخليج.
رابعا: عزل حراري بطريقة البناء، وهي طرق مستعملة في لبنان وسوريا وبعض الدول ببناء جدران مفرغة هوائيا.
خامسا: منع الأبنية الشاهقة والتجمعات السكنية المكتظة الكبيرة بارتفاعات شاهقة، أو التقليل منها قدر الإمكان، وليكن أكثر ارتفاع أربع أدوار أو ثلاثة.
سادسا: تعويض النقص الحاصل جراء هذا المنع بتوسع عمراني أفقي، وهو شئ في المتناول وبأقل التكلفة،
الحلول سهلة إنما يلزمها أفكار إبداعية لتطوير عمارة مصرية مناسبة للمناخ المصري، ويستلزم ذلك التقليل أو عدم الاعتماد على تقليد الغير.