موافقة FDA على أول دواء فموي من براز الإنسان


حصلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على الموافقة الرسمية لأول دواء فموي مصنوع من براز الإنسان، ليكون بذلك ثاني علاج مُستخلص من البراز البشري بعد علاج آخر تم ترخيصه عبر الحقن الشرجية في ديسمبر 2022.
فوست: دواء جديد لمواجهة عدوى المطثية العسيرة
الدواء الجديد، المعروف باسم "فوست" (Vowst)، يحتوي على بكتيريا حية مأخوذة من براز متبرعين أصحاء. يهدف هذا العلاج إلى الوقاية من العدوى المتكررة التي تسببها بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridioides difficile)، وهي عدوى خطيرة تنتشر غالبًا في المستشفيات، خاصة بعد استخدام المضادات الحيوية.
المطثية العسيرة: تهديد صحي خطير
تعتبر بكتيريا المطثية العسيرة من أبرز التهديدات الصحية في الولايات المتحدة، حيث تؤدي إلى وفاة ما بين 15 إلى 30 ألف شخص سنويًا. وغالبًا ما تبدأ الإصابة بعد تناول المضادات الحيوية، مما يؤدي إلى اختلال توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يتيح لهذه البكتيريا الضارة فرصة التكاثر، مسببةً أعراضًا خطيرة مثل الإسهال الشديد وآلام البطن.
آلية عمل دواء "فوست"
يعتمد دواء "فوست" على تجديد ميكروبيوم الأمعاء، وهو مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بشكل طبيعي في الأمعاء. يتطلب العلاج تناول أربع كبسولات يوميًا لمدة ثلاثة أيام متتالية، بعد يومين إلى أربعة أيام من إنهاء جرعة المضادات الحيوية، مما يساعد على استعادة التوازن الطبيعي للأمعاء وتقليل فرص تكرار العدوى.
نتائج التجارب السريرية
أظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة، حيث كانت نسبة تكرار العدوى لدى المرضى الذين تناولوا الدواء 12.4% فقط خلال ثمانية أسابيع، مقارنة بـ 39.8% لدى من لم يتناولوه.
المخاطر والآثار الجانبية المحتملة
رغم الفوائد الكبيرة، فإن الدواء الجديد يحمل بعض المخاطر، نظرًا لأنه مصنوع من براز بشري. يتطلب الأمر فحوصات دقيقة للتأكد من خلوه من مسببات الأمراض. وقد أشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى إمكانية ظهور آثار جانبية مثل انتفاخ البطن والإرهاق.
خطوة هامة نحو تسهيل العلاج
وصف الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز تقييم وأبحاث المواد البيولوجية في FDA، موافقة الهيئة على الدواء بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام" في تسهيل وصول العلاج للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بهذا المرض الخطير.
ثورة علمية في مجال الطب الميكروبي
يمثل هذا الإنجاز الطبي محطة فارقة في جهود العلماء للسيطرة على العدوى المتكررة المرتبطة بميكروبيوم الأمعاء، ويفتح الباب أمام ابتكارات جديدة في مجال الطب الميكروبي، باستخدام عناصر مأخوذة من جسم الإنسان ذاته لعلاج أمراض تهدد الحياة.