تعزيز التعاون الاستراتيجي بين المغرب ومصر، خطوات نحو شراكة أعمق


في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية، استقبل السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، نظيره المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، وقد قام الوزير المصري بتسليم رسالة خطية موجهة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تؤكد التزام قيادتي البلدين بتعزيز الدينامية الإيجابية للعلاقات المغربية المصرية ودفعها نحو آفاق أوسع من التعاون والتكامل.
تعزيز التعاون الاستراتيجي بين المغرب ومصر
شكل اللقاء بين الوزيرين فرصة لاستعراض واقع العلاقات الثنائية وبحث سبل تطويرها بما يتماشى مع تطلعات الشعبين وطموحات قائديهما، وقد أشاد الجانبان بتميز العلاقات المغربية المصرية، مؤكدين عزمهما المشترك على الارتقاء بها إلى مستويات أعلى، خاصة في المجال الاقتصادي، من خلال رؤية قائمة على مبدأ "رابح – رابح"، تهدف إلى تحقيق التكامل والتوازن وتبادل المنافع. وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين، نظرًا لدوره الحيوي في تحقيق التنمية المشتركة.
رسائل سياسية وتفاهمات عميقة
كما اتفق الوزيران على تعزيز الآليات المؤسساتية التي تنظم العلاقات بين البلدين، من خلال إنشاء لجنة مشتركة للتنسيق والمتابعة على مستوى رئيسي الحكومتين، تضم وزراء من مختلف القطاعات، وتلتقي بشكل دوري بالتناوب في كلا البلدين، بالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على عقد الدورة الرابعة لآلية الحوار والتنسيق والتشاور السياسي والاستراتيجي في القاهرة خلال هذا العام.
شملت المباحثات أيضًا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الوزيران على أهمية تعزيز التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك كدعامة أساسية للاستقرار والتنمية في المنطقة، كما عبرا عن دعمهما الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفيما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، شدد الوزيران على ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري وشامل لوقف إطلاق النار، وتنفيذ جميع بنوده، مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل سلس وكافٍ، تمهيدًا لمرحلة إعادة الإعمار والانطلاق نحو أفق سياسي قائم على حل الدولتين.
وفي تصريح للصحافة، أكد الوزير المصري التزام بلاده بالمبادئ الثابتة لسياستها الخارجية، والتي تقوم على احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مع التركيز على تحقيق التنمية الاقتصادية كأولوية مركزية.
تعكس هذه الزيارة وما رافقها من رسائل سياسية وتفاهمات استراتيجية، الإرادة المشتركة للمغرب ومصر في تعزيز التعاون الثنائي إلى مستويات أعلى، وتعزيز حضورهما المشترك في القضايا الإقليمية، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز من استقرار المنطقة العربية.