سباق الألم والانتصار.. قصة العداءة الأمريكية سييرا بريندل مع متلازمة نادرة


بعد سنوات من معاناة لا توصف بسبب آلام مستمرة في ساقها، اكتشفت العداءة الأمريكية سييرا بريندل أن هذه الحالة لم تكن مجرد تشنجات عضلية ناتجة عن إرهاق التمارين، كما كان يُعتقد سابقًا، بل كانت علامة على إصابتها بمرض نادر يُعرف باسم متلازمة انحباس الشريان المأبضي (PAES).
تجربة بريندل مع هذه المتلازمة ليست فقط قصة ألم جسدي، بل أيضًا دليل على رحلة طويلة من الكفاح والصبر للوصول إلى التشخيص الصحيح.
سنوات من الألم والتشخيص الخاطئ
بدأت رحلتها مع الألم عندما كانت في الثلاثينيات من عمرها، حيث بدأت تعاني من تشنجات عضلية وضعف بعد بذل أي مجهود رياضي.
في إحدى الرحلات التخييمية، فوجئت بأنها غير قادرة على النهوض بفعل الألم الذي جعل الأطباء يظنون أنها تعاني من انزلاق غضروفي.
وصف لها الأطباء أدوية ستيرويدية كحل مبدئي، إلا أن حالتها استمرت بالتدهور مع مرور الوقت.
تنقلت بريندل بين عيادات وأطباء مختلفين على مدى سنوات، دون أن تحصل على تفسير واضح لألمها المزمن.
تعقدت أمورها عندما أفاد بعض الأطباء بأن معاناتها كانت "ذهنية" لا جسدية، بينما لم تظهر الفحوصات الطبية أدلة قاطعة.
ومع مئات الاختبارات وتكاليف العلاج الباهظة، وصل الأمر إلى تهديد شركة التأمين بوقف تغطيتها.
إضاءة أخيرة: تشخيص المرض النادر
في عام 2021 وبعد مرور خمس سنوات من الألم المستمر، تم أخيرًا تشخيص حالتها بمتلازمة انحباس الشريان المأبضي. هذه الحالة النادرة تحدث نتيجة ضغط الأوتار أو العضلات على الشريان المأبضي المسؤول عن تغذية الساق بالدم. مع ندرة المرض، غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين اضطرابات أخرى مثل متلازمة الحيز المزمنة.
خضعت بريندل لجراحة مجازة قلبية لتصحيح تدفق الدم في شريانها المأبضي.
ورغم نجاح العملية الأولى جزئيًا، إلا أنها عانت من مضاعفات استمرت بالتأثير على حياتها اليومية، بما في ذلك ألم شديد وخدر في أصابع الساق.
رحلة البحث عن علاج جديد
مع تفاقم آلامها وانتقالها إلى الساق اليمنى كذلك، اتجهت بريندل إلى الدكتور شون لايدن، المتخصص في علاج متلازمة انحباس الشريان المأبضي في عيادة كليفلاند.
أوصى الدكتور بإجراء عمليات جراحية دقيقة لإزالة أجزاء صغيرة من عضلات الساق لتخفيف الضغط عن الشريان المأبضي.
تلك الإجراءات الجراحية ساعدت في تحسين حالتها بشكل كبير حيث أكدت بريندل أن ساقها اليمنى أصبحت بحالة أفضل بنسبة 100%.
رغم أن تلف الأعصاب في ساقها اليسرى لا يزال يسبب لها بعض المعاناة، تمكنت سييرا من استعادة جزء كبير من حياتها الطبيعية والعودة إلى مسار نشاطها الرياضي.
قصة سييرا بريندل ليست فقط انتصارًا على الألم بل هي أيضًا إلهام لكل من يواجه تحديات طبية نادرة ومجهولة.