200 عام من التقدم الطبي على المحك..عالمة شهيرة تحذر من خطر تراجع التطعيمات عالميًا


في حوار أجرته صحيفة "الجارديان"، أعربت راينا ماكنتاير، أستاذة الأمن البيولوجي العالمي بجامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، عن قلقها العميق بشأن التراجع الملحوظ في معدلات التطعيم العالمية واستعرضت رؤيتها في كتابها الجديد "أمة اللقاح".
ماكنتاير، التي لعبت دورًا بارزًا خلال جائحة كوفيد-19، أكدت أن هذا التراجع يهدد 200 عام من التقدم الطبي، الأمر الذي قد يتسبب في عودة انتشار الأمراض التي كان من الممكن السيطرة عليها.
التحذير من كارثة صحية عالمية
اقرأ أيضاً
وأشارت ماكنتاير إلى أن غياب اللقاحات في الماضي كان سيؤدي إلى وفاة 5 ملايين شخص سنويًا بسبب الجدري بحلول منتصف التسعينيات.
ومنذ عام 1980، تمكنت لقاحات الجدري وحدها من منع أكثر من 190 مليون حالة وفاة. إلا أنها أوضحت أن انخفاض نسب التطعيم يضع العالم أمام خطر عودة أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال والتهاب السحايا إلى مستويات مقلقة، ما قد يؤدي إلى زيادة ملحوظة في وفيات الرضع والأطفال.
وحذرت من أن المستقبل قد يشهد زيادة مقلقة في الإصابات بالأمراض المعدية، التي أصبحت نادرة نسبيًا في العقود الماضية، لكنها قد تعود لتصبح أسبابًا رئيسية للوفيات عالميًا.
الحصبة وأزمة تطعيم الأطفال
وفيما يتعلق بأسباب تفشي أوبئة الحصبة مؤخرًا، أوضحت ماكنتاير أن المشكلة تعود بشكل كبير إلى انخفاض معدلات التطعيم بعد جائحة كوفيد-19.
هذا التراجع سمح بعودة ظهور بعض الأمراض التي كان بالإمكان الوقاية منها من خلال اللقاحات، مما يستدعي توخي الحذر واستمرار الجهود للحفاظ على السيطرة على تلك الأمراض ومنع تفشيها.
إنفلونزا الطيور وخطر التحور
تناولت ماكنتاير أيضًا أخطار فيروسات الإنفلونزا، مشيرة إلى أن الأوبئة السابقة كانت ناتجة عن تحورات الفيروسات بين البشر والطيور، ما أنتج سلالات جديدة شديدة الانتشار بين البشر.
وأوضحت أن جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 تسببت في معدلات وفاة مرتفعة حتى بين الشباب الأصحاء.
كما سلطت الضوء على الانتشار غير المسبوق لإنفلونزا H5N1 منذ عام 2020، مشيرة إلى أنه إذا تحور هذا الفيروس ليصبح أكثر تأقلمًا مع البشر، فقد يتسبب بجائحة إنفلونزا جديدة ذات عواقب كارثية.
موجة المعلومات الزائفة وراء تراجع الثقة
أما عن الأسباب التي غذت الاتجاه المناهض للتطعيمات، كشفت ماكنتاير عن الدور السلبي للمقالات المضللة المنشورة في مجلات تُشبه الدوريات العلمية المرموقة، إضافة إلى موجة الترويج للمعلومات الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت أن هذا الأمر ظهر بشكل خاص خلال جائحة كوفيد-19 عندما واجهت المجتمعات سيلًا من الشائعات المضادة للقاحات.
استعادة الثقة في اللقاحات: طريق طويل وشاق
ختامًا، أكدت ماكنتاير أن استعادة الثقة في اللقاحات لن يكون أمرًا يسيرًا؛ إذ يتطلب تنسيق جهود مكثفة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية.
وأشارت إلى أن مكافحة المعلومات المضللة ورصدها بشكل فعال أمر أساسي لتمكين الحكومات من اتخاذ إجراءات استباقية وحماية الصحة العامة عالميًا.