فاطمة عمر تكتب.. دقيقه سكوت لله
يُحكى أن الشاعر الرائع بيرم التونسي أحد سادات شعر العاميه المصريه عندما كتب أغنية محلاها عيشة الفلاح التي لحنها وغناها عبد الوهاب في أحد أفلامه انتقدتها أم كلثوم وربما جاء نقدها من أنها نشأت في بيئة ريفية بالأساس أوربما نكاية في عبد الوهاب الذي رد في محاولة للتبرير بأنه يستغرب كيف لحن مثل هذه الكلمات وأثار هذا التصريح غضب عمنا بيرم فرد عليه بقصيدة يا اهل المغنى.. دماغنا وجعنا ..دقيقه سكوت لله وأتخيل أنه لو كان الشاعر بيرم التونسي ما زال حيا لأعاد كتابتها وأضاف الى اهل المغني فئات كثيرة أخرى من بعض أهل الفن والإعلام وغيرهما أو بمعنٍ أدق المحسوبين على الفن والإعلام.
إننا نعيش حالة من فوضى التصريحات المثيره للكثير من علامات التعجب..العاكسه كمرآة مستويه لعقول قد جهلت وألسنة كسيوف مسلولة على أصحابها ووجوه ملهّا الناس.
تصريحات تخرج في معظمها إن لم تكن كلها عن النص.. تأتي كلماتها من بره المنهج ..تعكس مضامينها خواءًا معرفيا وثقافيا ممن يدّعون المعرفة والثقافة والتخصص، وإن كنت أرى أن معظمها لا يستحق عناء الرد عليه الإ أنني سأرد على تصريح لإحداهن التي لا أعرف ما إذا كانت محسوبه على التمثيل أم الرقص الشرقي ؟وذلك من باب ملاحظتي أن اسم مصر العريق حاضر بمناسبه ودون مناسبه في تصريحات البعض اللي قلقان على مصر فتوقف قليلاً عن العمل واللي عايزه تاريخها الفني يدرس في المدارس انطلاقاً من حب مصر تلك الأمنيه التي لم نسمعها من فنانات مبدعات مثل سيدة الشاشه العربيه فاتن حمامه أو الرائعه سناء جميل.
ومؤخرًا.. قالت أحداهن {إن الدول تُعرف برقصها فمثلا إذا قلنا البولشوي فنحن نتحدث عن روسيا وإذا قلنا السامبا فنحن نتحدث عن البرازيل وإذا قلنا الرقص الشرقي فنحن نتحدث عن مصر وقد كُرمتُ كراقصه في كثير من دول العالم ألا مصر}.
أولًا.. البولشوي هو مسرح وليس رقصه وهو ثاني أكبر المسارح في أوروبا تتبعه فرقة باليه والتي أنتسبت له فأصبحت فرقة باليه البولشوي والتي استمتعت بعرضها لباليه كسارة البندق على المسرح الكبير بدار الأوبرا منذ سنوات.
ثانيًا.. الباليه وهو فن الأناقة والرشاقة والجمال له معاهد وأكاديميات يدرس فيها على أسس علميه وربما أهم مميزاته ارتباطه الوثيق بالفنون الأخرى كالدراما والموسيقى والحركه التعبيريه.
ثالثًا.. وهو الأهم فإن مصر لديها الكثير كي تُعرف به مثل الأهرامات والنيل والأقصر التي تحتوي على ثلث آثار العالم وأحمد زويل ونجيب محفوظ والدكتور مجدي يعقوب وأم كلثوم وبليغ حمدي وصلاح أبو سيف وأحمد زكي وغيرهم من القامات التي لا يتسع الوقت لحصرها وأعتقد أن ليس من بينها الرقص الشرقي وإنما بما يحويه تاريخها الشعبي من فولكلور له أهميته واحترامه أيضاً ليس في مصر وحدها بل في الكثير من دول العالم التي تُقَدِر تراث الشعوب ..فمصر لديها التنوره والتحطيب والسمسميه والبمبوطيه ورقص البدو ورقصات النوبه وغيره من الفنون الشعبيه الأخرى.
وأخيرًا.. بالنسبه لعدم تكريمك في مصر حتى الأن فحقك تاخدي على خاطرك خاصة بعد تكريم إحدي الجامعات لواحد من مطربي المهرجانات.
خلاصة القول أننا نعيش في مشهد عبثي تفاصيله مثيرة لعجب يفوق قدرة عقولنا على الإستيعاب وكلماتنا على التعبير وكل محاولاتنا للتخطي أو الإحتمال وكل ما أرجوه من أبطال هذا المشهد ..بلاش تحشروا اسم مصر العريق في هُرائكم وسيبوها في حالها فبها ما يكفيها ويكفينا.