فاطمة عمر تكتب: في متناول الجميع.. يا مسعودي
مسرحية المتزوجون واحده من المسرحيات المقرره علينا في الأعياد والمناسبات لدرجة أننا حفظناها وغيرها وعلى استعداد للإمتحان فيها بالبابل شيت وهذا من باب مشاركة أبنائنا طلاب الثانوية العمياء وآبائهم معاناتهم ..في هذه المسرحيه نجد لينا وقد اشترت ملابس وأحذيه وحقائب ب900 جنيه بس وبعتت الفواتير على بيت مسعودي اللي مش لاقي ياكل والذي كاد أن يُصاب بسكة دماغيه من هول المبلغ
تذكرت هذا المشهد وأنا أرى أحد الوجوه الإعلاميه الذي يأتي وغيره بعكس كل ما تعلمته ودرسته وقرأته عن الإعلام .. خرج علينا ومن منطلق أبشر يا تيمور وعلى وجهه ابتسامه عريضه زادت كلامه زيفا وفي نبرة صوته فرحة هو يعرف جيداً أنها لمجرد الدعايه التي لا يجيد فنونها..قال متحدثا عن أسعار المصيف في تلك المدينه الساحليه الجديده التي حدث لها هجره غير شرعيه لكل الوجوه الإعلاميه التي اعتادها المشاهد وملّهاأيضا قال وكلامه حكم { محدش يقول لي دي مدينة الصفوه لأ دي مدينة كل المصريين من كل الفئات أنت مثلا لو عايز تحجز فيلا هنا اسبوع تصيف وتفرح وتفَّرح استرك هتدفع حوالى ماكسنن 900 الف جنيه ولو مش معاك احجز في اوتيل ثلاثة ايام وهتدفع 250 الف جنيه يا جماعه الكل يقدر يصيف} وأتوقف عند جملته الأخيره الكل يقدر يصيف
مَنْ هذا الكل الذي يوجه حضرته كلامه إليه..ألهذا الشاب المكافح الذي يقف على عربية تين شوكي من طلعة النهار؟!!! أم لتلك الأرمله المسكينه التى لا تستطيع تربية أولادها ولا ملاحقة متطلبات الحياه بمعاشها البسيط ؟!!! أم للمرضى خاصة كبار السن منهم الذين لا يجدون في كثير من الأحيان ثمن الدواء في حالة وجوده؟!!! أم لعمال اليوميه وغيرهم من الكادحين؟!! لمن ولمن ولمن؟!!!
ولكنني سأفترض أنه يوجه كلامي لي أنا وزملائي من أبناء ماسبيرو .وفضلاً وليس أمراً ادعوا له بالرحمه والذي يعتقد البعض إننا وكما يقول المثل ياما هنا وياما هناك والواقع هو العكس تمااااماً..أنا حضرتك وبعد 28 عاما من العمل بكل جدية وحب وتفانٍ على الأقل من وجهة نظري
إذا ما حاولت أن آخذ بنصيحتك ولن أقول فيلا من أم900 الف لا سأقول ثلاثة أيام في أوتيل من أبو 250 الف حاجه خفيفه كده ع الماشي فأنا أحتاج الى 31 شهر وربع بلا أكل ولاشرب ولاإيجار ومواصلات ولا مدراس ولا كهربا وميه وخلافه حتى أستطيع أن أجمع من راتبي هذا المبلغ البسيط يا مسعودي
هي العالم دي مصدقه نفسها يا اخوانا؟!! أم أننا قد أصابنا العمى ولم نعد نرى ما يرون؟!!! أم أنهم و لهذه الدرجه لا يدركون طبيعة المجتمع الذي طالما صدعوا دماغنا بحديثهم الباكي عن بسطائه أم يدركونها ولكنه اكل العيش؟!!!!أم أننا نعيش في واقع لا يعرفون عنه سوى كلماتهم التي لا تملك من الكلمات إلا حروفها