وفاء امرأة.. أوكرانية تخاطر بحياتها لإنقاذ الحيوانات البرية وإيوائها من ويلات الحرب
وفاء المرأة خلق إنساني رفيع، وسلوك حضاري راقٍ، وسط القصف وأصوات دانات المدافع والدبابات ورصاص الأسلحة الخفيفة خلال أشهر طويلة من الحرب الروسية فى أوكرانيا، وجدت الأوكرانية ناتاليا بوبوفا، هدفًا جديدًا فى الحياة، يتمثل فى إنقاذ الحيوانات البرية والأليفة من الدمار الذى سببته الحرب في أوكرانيا، وقالت بوبوفا، التي تبلغ من العمر 50 عامًا، وهى تداعب لبؤة ذات فرو خفيف مثل قطة صغيرة، من داخل قفص، "إنها حياتى، يفرح الحيوان بالاهتمام"، وفقا لما نشرته صحيفة "نيويورك بوست".
قامت بوبوفا، بالتعاون مع مجموعة حماية الحيواناتUA Animals ، بإنقاذ أكثر من 300 حيوان من الحرب، ذهب 200 منهم إلى الخارج البلد، ووجد 100 آخرين أماكن إيواء جديدة في غرب أوكرانيا، والتي تعتبر أكثر أمانًا، وكان العديد منهم حيوانات برية تم الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة في منازل خاصة قبل أن يفر أصحابها من القصف والصواريخ الروسية.
مأوى "بوبوفا" في قرية تشوبينسكي بمنطقة كييف يضم الآن 133 حيوانًا، لتصبح أشبه بحديقة حيوانات واسعة تضم 13 أسدًا، ونمران وثلاثة غزلان، وذئاب، وثعالب، وراكون وغزال، بالإضافة إلى حيوانات مستأنسة مثل الخيول والحمير والماعز والأرانب والكلاب والقطط والطيور.
وتم إنقاذ الحيوانات التي كانت تنتظر الإجلاء إلى بولندا من مناطق ساخنة مثل منطقتي خاركيف ودونيتسك بشرق أوكرانيا، اللتين تشهدان قصفًا يوميًا وقتالًا نشطًا.
السيدة
ولم تكن هذه الحالة هى الوحيدة لإنقاذ الحيوانات من الحرب فى أوكرانيا، حيث سبق وهُربت قافلة تحمل العديد من الحيوانات من أوكرانيا عبر الحدود مع بولندا، بعد الأسابيع الأولى من بداية الحرب، فى رحلة استمرت 6 أيام، وشهدت التعرض لنيران المدفعية الروسية أثناء الهروب، وفقا لموقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وتعرضت الحيوانات، أثناء تجهيزها للخروج من أوكرانيا وتواجدها فى ملجأ إنقاذ بالقرب من مطار كييف، لهجوم من قصف روسى عندما اتخذ المدير قرار إجلائها، ومن جانبها، اتصلت ناتاليا بوبوفا، بحديقة حيوان فى مدينة بوزنان البولندية، قبل اتخاذ القرار الصعب بشأن أى من حيواناتها الثمانين التى لديها أفضل فرصة للنجاة من الرحلة، وباختيار 6 أسود و4 نمور وكلب برى أفريقي، وقرد كابوشين، رتبت "بوبوفا" إلى لقاء موظفى حديقة الحيوانات البولندية على الحدود، لتوضح لهم أن هذه الحيوانات سيموتون من "القنابل أو الجوع".
وخلال رحلة الهروب، وبعد تعرض القافلة لإطلاق النار، اصطدمت فى اليوم التالى بالدبابات الروسية مما أجبر القافلة على الاختباء، إلا أنها استأنفت مسيرتها بعد يومين وغيروا المسار عدة مرات لتجنب القنابل والقوات الروسية.
وعلى جانب آخر، أعلنت وكالة حرس الحدود البولندية، الأحد، أن عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى بولندا، ارتفع إلى 5 ملايين و322 ألف لاجئ، وذلك منذ بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في شهر فبراير الماضي.
وأوضحت الوكالة -حسبما ذكر "راديو بولندا" في نشرته الإنجليزية - أن بولندا استقبلت السبت، 25 ألف وافد من أوكرانيا، فيما غادر 28 ألفا و100 شخص للعودة إلى بلادهم، مشيرة إلى أن عدد العائدين إلى أوكرانيا بلغ حتى الآن 3 ملايين و437 ألف شخص، وذلك منذ شهر فبراير الماضي.
