همسة قلم محمد الغيطي: عبد الوهاب كتب مذكراته العاطفية والجنسية وابنه..اخفاها وانا شاهد
من مفكرتي …اعتز بكل كلمة اهداء من كاتب في اول صفحة ورغم ان صاحب كتاب مذكرات عبد الوهاب لم يكن كاتبا لكنه كان لصيقا لعبد الوهاب منذ شب عن الطوق ،انه الاستاذ مجدي العمروسي الذي جعله عبد الوهاب شريكا له وللعندليب في شركة صوت الفن وهو كان الحارس والمخلص الامين على كل تراثه بعد رحيله.
وكان لي شرف الاقتراب منه لسنوات ،اذكر ذات يوم قال لي انه يسجل مذكرات عبد الوهاب وطلب ان افرغها وفرحت جدا لكن لم يكرر طلبه ونسيت الموضوع حتى فاجأني بطباعة المذكرات في دار نشر مقابلة لمكتبه بوسط القاهرة اسمها دار الحياة وعندما امسك النسخ الاولى دعاني لاخذ نسخة وذهبت كلي شوق لقرائتها وامسكت بالنسخة فوجدتها طباعة ردئية لاتليق باسم عبد الوهاب او العمروسي الذي وضع اسمه عليها وطلب مني قراءتها قبل نزول الكتاب للسوق وذهبت لبيتي متجاوزا رداءة الورق والطباعة ووجدتني امام كنز.
نعم اعترافات خطيرة ومثيرة يحكي فيها عبد الوهاب بكل صدق وجرأة عن علاقاته الغرامية وغيرة الملوك والامراء منه ولماذا كان دوما يعشق ويتزوج نساء اكبر منه سنا وبعد ان انهيت الكتاب تكلمت مع الاستاذ العمروسي وسألته هل عبد الوهاب قال هذه القصص فعلا ٠٠دي فيها فضايح قال نعم وكلها مسجلة بصوته والشرايط عندي وسالني :انت شايف انها هاتعمل مشاكل ؟قلت :هاتعمل مشاكل لاسرة عبد الوهاب لان معظم من تكلم عنهم ماتوا لكن. اولادهم واحفادهم ربما يكونون على قيد الحياة مثل ابناء ليلى مراد مثلا والتي كانت مغرمة بعبد الوهاب جدا وبتشجيع من امها لكن والدها كان يكرهه.
صمت قليلا حتى تصورت انه غاب فقلت الو فقال مباشرة: انت حطيت ايدك عالمشكلة ياسيدي ولاده زعلانين وطلبوا سحب النسخ كلها من الدار والمطبعية وعدم نزولها وانا نفذت طلبهم ،وماتت اصدق مذكرات في خزينة مجدي العمروسي لكنني كنت محظوظا لانني احتفظت بنسخة عليها اهداء عن مجدي ولاتزال تزين رف مميز في مكتبتي طبعا فيما بعد نشرت د رتيبة الحفني مذكرات منسوبه له وصنع سعد الدين وهبه حلقات عنها لكن تظل المذكرات التي صاغها العمروسي والتي املك نسخة منها الاصدق على الاطلاق وانا اطالب ابنه بالافرا ج عنها للتاريخ والحقيقة ليس لمجرد ان فيها غرامياته او قصص عشقه وصراعهرمع الملك والامراء والكبار بسبب النساء لكن لانها موشر لعصور وحقب وعقود من تاريخ مصر ونحن عرفنا هتلر من خلال عشيقته ايفا براون التي انتحرت معه كذلك نابليون وجوزفين وكل الفلاسفة والحكماء والحكام الذين صنعوا التاريخ خلفهم تاء تأنيث تحرك قراراتهم المصيرية
عبدالوهاب ليس مجرد موسيقار ومطرب عاشت على نغماته اجيال عبر عقود من الزمن ولذلك سمي موسيقار الأجيال وإنما حياته نغمة طويلة من العشق والحب كان له طريقة خاصة في اختيار حبيباته وحكى في مذكراته اعترافات جريئة جدا منها انه وهو ابن تسع سنين كان يغني امام منيرة المهدية ويضعون له سلم خشبي ليقف حتى يكون في مستواها وكان يودي دور انطونيو وهي تعامله كابن لها بينما هو ينظر اليها كأنثى ويتمناها ويعترف انه حدث نفس التى مع بديعة مصابني عندنا سافر مع فرقة نجيب الريحاني إلى لبنان ليغني معها وكان في الحادية عشرة وكان قرار الريحاني ان ينام مع بديعة في نفس الحجرة ويقول انها أخذته في حضنها وقالت له : لو كنت تزوجت وانجبت كان سيكون لي ابن قد عمرك ولم تكن قد تزوجت من الريحاني بعد ،وهنا يعترف عبد الوهاب انها ما ان حضنته حتى شعر برجولته واستيقظ في الصباح كما يستيقظ الرجل من جماع زوجته ،وربما تفسر هذه الحكايات الأولى بلسانه لماذا كان ينجذب للنساء الاكبر منه بل انه كان بتزوج الأرامل والمطلقات الاكبر منه وغالبا الأدنى حتى تزوج باخر زوجاته نهله القدسي وهي الاستثناء الوحيد ،لقد كان عبد الوهاب الرجل الثاني في حياة كل امرأة دخلت حياته، لم يحب أو يتزوج إلا من امرأة مطلقة أو أرملة أو متزوجة بالفعل، وكأنه عاشق لدور الزوج الثاني في حياته العاطفية"
