يوم السناجل.. هواجس المرأة العزباء بين ضغوط المجتمع ورحلة التصالح مع الذات
في مناسبة غير اعتيادية مثل "يوم السناجل"، تتجه الأنظار نحو قضية محورية تمس حياة العديد من النساء في مجتمعاتنا، وهي التأخر في الزواج أو خيار العزوبية.
ورغم الأجواء الاحتفالية التي تصاحب هذا اليوم، تتجدد الأسئلة العميقة التي تعصف بنفوس النساء، حول الخوف من الوحدة، وضغط المجتمع، ومقاربة العمر بالنسبة للتوقعات الاجتماعية.
فبين من تحتفي بحريتها وثقتها، ومن تخفي قلقها وراء ابتسامة متماسكة، تظهر إشكالية اجتماعية نفسية تستدعي التفكير والمناقشة.
اقرأ أيضاً
أعراض الحمل المبكرة.. علامات تُخبرك بالأمومة منذ البداية
فحص ما قبل الزواج.. مراكز طبية جديدة وخدمات شاملة في بني سويف
مأساة الزفاف... فتاة أذربيجانية تنهي حياتها بعد يوم من الزواج بسبب فستانها
بطولة امرأة في مواجهة مأساة الغيرة العمياء.. حادثة طعن تهز الصين
هل يجوز للأقباط الزواج من غير المسيحيين؟ رأي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
شروط منح تصريح الزواج الثاني للأقباط .. تفاصيل وآلية جديدة
دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزواج بأم زوجة الأب
شهادة الزواج الصحية.. دليل شامل لاستخراجها وخطوات الفحص الطبي للمقبلين على الزواجخدمة المشورة الأسرية.. خارطة طريق للحياة الزوجية السعيدة
دار الإفتاء المصرية: زواج النفحة حرام ويهدد كرامة المرأة وحقوقهالغز مأساوي.. انتحار عروس بعد شهرين من الزواج يثير تساؤلات غامضة
هل يجوز للخاطب رؤية وجه مخطوبته المنتقبة؟ أمين الفتوى يوضح
الزواج في المجتمعات الشرقية معيار للكمال الاجتماعي
توضح د. ريهام عبد الرحمن، أخصائية أسرية وباحثة في الصحة النفسية، أن المجتمع الشرقي يزرع في النساء منذ الصغر فكرة أن الزواج هو المفتاح إلى النجاح الاجتماعي وأنه المعيار الأساسي لإكمال التجربة الحياتية.
تقول: "الكثير من الفتيات يتم تربيتهن على أن العزوبية نقص ينبغي معالجته، مما يجعلهن عرضة لأشكال متعددة من التوتر والضغوط عند تأخر الزواج".
وتضيف: "التعامل مع العزوبية خلال يوم السناجل ينبثق عادةً عن منظور يضعها في مقارنة مع الارتباط، وكأنها حالة مؤقتة من النقص يجب تجاوزها.
لكن الحقيقة أن العزوبية قد تكون اختيارًا لنمط حياة يعزز الاستقلال، أو ظروفًا خارجية لا تنقص من قيمة المرأة بأي حال".
الضغط المجتمعي وهواجس القبول الذاتي
من جانبه، يرى د. محمد مصطفى، الأخصائي النفسي، أن العبء النفسي الواقع على المرأة في حالة تأخر الزواج ليس نتاج الوحدة فقط، بل يتولد نتيجة أشكال مركبة من المقارنات والضغوط الاجتماعية.
يوضح قائلاً: "المرأة العزباء تواجه موجة مستمرة من التلميحات والأسئلة من المحيطين، مثل هل هناك مشكلة ما؟ أو لماذا تأخرت؟. كل هذا يقود إلى شك داخلي بشأن الكفاءة والجدارة الذاتية".
ويتابع أن هذه المشاعر قد تكشف عن نقاط ضعف مثل انخفاض تقدير الذات أو الحاجة إلى الطمأنينة النفسية المستقلة عن آراء الآخرين. وبالتالي، يصبح التعامل مع هذه الهواجس ضرورة لإعادة ضبط العلاقة مع النفس.
تجاوز القلق وتعزيز التصالح الذاتي
يشير الخبراء إلى أن علاج هذا النوع من القلق يبدأ بإعادة صياغة المفاهيم حول قيمة المرأة ودورها بعيدًا عن ارتباطها بحالتها الاجتماعية.
فالزواج ليس المعيار الوحيد للنجاح أو السعادة، إنما هو خيار ضمن خيارات متعددة ومتساوية.
يؤكدون أهمية دعم النساء في تحديد مسببات القلق بشكل دقيق والعمل على تخطيها تدريجيًا، سواء من خلال تعزيز مهاراتهن الشخصية أو توسيع شبكة علاقاتهن الاجتماعية.
كما أن إيجاد دائرة دعم موثوقة تلعب دورًا محوريًا في تقوية الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالتحقيق والإنجاز.
كذلك ينصح بتقليل التعرض للضغوط الناتجة عن المقارنات الاجتماعية أو الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي التي قد تساهم في تغذية تلك المخاوف.
بدلاً من ذلك، يجب التركيز على بناء علاقات حقيقية والمشاركة في أنشطة تمنح للحياة قيمة ومعنى.
وفي حال استمرار القلق بشكل مؤثر ومؤذٍ للنفسية، يكون اللجوء إلى خدمات المعالج النفسي أو المجموعات الداعمة خطوة فعالة وصحية لاستعادة التوازن الداخلي.
"يوم السناجل" يمكن أن يتحول إلى دعوة للتفكر الذاتي وتحفيز النساء على التصالح مع واقعهن وخياراتهن الحياتية، مغذياً روح الاستقلال والثقة بعيدًا عن أي أطر اجتماعية ضاغطة. فالمرأة بقيمتها وإنجازاتها وشخصيتها الكاملة، تستحق أن تعيش حياتها بسلام وتصالح داخلي مهما كان وضعها العاطفي والاجتماعي.







